”بعد الارتفاع الجنوني فى الأسعار”.. رحلات الحج لمن استطاع إليها سبيلًا
بدأ العد التنازلي لموسم الحج، وسط ارتفاع جنوني فى أسعار الرحلات، بعدما أعلنت شركات السياحة عن أسعار برامج الحج السياحي للعام الجاري، التي تراوحت بين 130 ألف جنيه لتصل لما يقرب من 1.5 مليون جنيه.
هذا الارتفاع الجنوني دفع المواطنين للتساؤل عن سبب تلك الزيادات، وأجمع خبراء ومسؤولون لـ"جريدة النهار" أن السبب الرئيس للأزمة هو انخفاض قيمة الجنيه المصري في مواجهة الريال السعودي".
اسعار الرحلات
أيمن عبد اللطيف، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية ورئيس مجلس إدارة شركة "داون تاون ترافل" للسياحة، يقول أن سعر برنامج الحج الخمس نجوم الأعلي 310 ألف جنيه، وسعر البرنامج الاقتصادي 130 ألف جنيه، بجانب تذكرة الطيران، وهذه الزيادة لم يكن سببها شركات السياحة بل السبب الرئيسي هو انخفاض قيمة الجنية المصري بنسبة 40 % عن قيمته السوقية العام الماضي، وبالتالي أثر علي أسعار الحج والعمرة.
وأشار "عبد اللطيف"، أن الخدمات المقدمة للمعتمر المصري في السعودية تمثل ثلثي البرنامج أو اكثر وهي السكن فالمدينة أومكة، والمواصلات والطوافة، لكن داخل مصر تمثل مصاريف وزارة الداخلية، ومصاريف وزارة السياحة وتذكرة الطيران.
وتابع، إن السبب الرئيسي في زيادة الأسعار يعود لانخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الريال السعودي، فالريال زاد بمعدل 50% عن العام الماضي، مع ارتفاع أسعار الحج بسبب الخدمات المقدمة بشكل مميز، مشيرًا إلي أن شركات السياحة أسعارها أقل من شركات وزارة التضامن ووزارة الداخلية، فهناك فوق ما يقرب من 75 ألف مصري لم يحجوا من قبل قدموا بشركات السياحة.
أسباب الزيادة
وكيل وزارة السياحة السابق، مجدي سليم، يقول إن ارتفاع تكاليف الحج يرجع في المقام الأول إلي انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، وأيضًا أمام العملات العربية، وبالطبع أمام الريال السعودي، مع عدم الاستقرار في السعر.
وأضاف وكيل الوزارة، أن من النقاط الهامة أيضا ارتفاع سعر تذاكر الطيران بشكل كبير وأحد أسبابه هي فترة انتشار فيروس كورونا، وتأثيرها البالغ علي أسعار الطيران في العالم أجمع، فهناك رحلات حج في بعض الشركات تصل إلي مليون جنيه، مما يؤثر ذلك بشكل كبير في الأسعار التي تقدمها الشركات الأخري، وذلك يؤدي إلي ارتفاع فى السعر غير مرضي للمواطنين.
وتابع "سليم"، أن كثير من العوامل أدت إلى ارتفاع أسعار الحج، من بينها تخصيص الكوته لكل شركة من شركات السياحة، وهذا بدوره أدي إلى مشاركة بعض الشركات شركات أخري في الكوته المخصصة، وهذه العملية تؤدي إلى رفع سعر رحلة الحج، وعلي سبيل المثال أن تكاليف رحلة الحج في الدول العربية أقل بكثير من رحلات الحج المنظمة داخل مصر، في حين أن مدة فترة الأقامة بالمملكة أطول لديهم بكثير.
المفاضلة بين الأولويات
تقول دكتور عزة فتحي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، إن ارتفاع أسعار رحلات الحج لهذا العام ربما يدفع إلى تأجيل فريضة الحج، لعدم استطاعتهم تأديتها، تلبية للحجات المعيشية الأساسية، وهذا القرار يتفق مع صحيح الدين الإسلامي.
وأشارت "فتحي" إلى أن الظروف الاقتصادية الضاغطة هي أكبر دافع لتأجيل بعض القرارات غير الضرورية التي ربما يكون من بينها أداء فريضة الحج؛ لأجل الأولويات، مثل التعليم أو تزويج الأبناء، فالدين يسر، والتغير الاجتماعي والاقتصادي الذي نشهده يفرض علينا ترشيد الاستهلاك.