الخبراء والمحللون يتسألون عن
ما مدى جدية المساعي الأوروبية لتمويل الخزانة العامة لتونس؟
انتشر مؤخرا علي مواقع التواصل الاجتماعي الرغبة الاوربية المحمومة لدعم تمويل الخزانة العامة التونسية وتقود التيار الاوربي ايطاليا وفرنسا طمعا في احكام تونس الرقابة ووقف تسلل ملايين المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط قاصدين السواحل الاوربية وتحدث الخبراء عن فرص حصول تونس على التمويلات المطلوبة لموازنتها والبدائل الممكنة في حال تعذّر ذلك
وجاءت الرغبة الاوربية المحمومة خشية تفاقم الهجرة.. الاتحاد الأوروبي يعتزم تقديم حزمة مساعدات لتونس
وفي ظل أزمة اقتصادية كبيرة ومخاوف من انهيار مالي وشيك في تونس خفّضت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني تصنيف البلاد من CCC+ إلى CCC-.
وأوضحت "فيتش" في بيان أنّ تخفيض تصنيف تونس الائتماني يعكس عدم اليقين حول قدرتها على جمع تمويلات كافية لتلبية احتياجاتها المالية الكبيرة في إشارة إلى تأخر المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي وتبلغ قيمة المبلغ الذي أرجأ صندوق النقد الدولي تقديمه لتونس مليار و900 مليون دولار.
وأرجأ الصندوق تقديم المبلغ إثر رفض الرئيس قيس سعيّد تطبيق إصلاحات مالية يطلبها الصندوق بحجة أنّها إملاءات ووصفة طبيّة مسقطة من دون تشخيص دقيق من شأنها تأجيج الاضطرابات الاجتماعية لكن "فيتش" ترى أنّ بامكان تونس رغم غياب الاتفاق مع صندوق النقد، الحصول على تمويل خارجي بقيمة مليارين ونصف المليار دولار من مصادر أخرى.
وجاءت خطوة "فيتش" عشية زيارة مرتقبة يقوم بها كل من رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي ورئيسة الوزراء الإيطالية ورئيس وزراء هولندا إلى البلاد وأشارت رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى أنّ الزيارة تهدف إلى الإعلان عن حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي وتتمتع ميلوني بعلاقات سياسية مميزة مع سعيّدوتأتي زيارة ميلوني بعد أربعة أيام فقط من زيارة سابقة لتونس ناقشت خلالها قضية تأمين الحدود البحرية الأوروبية وإيقاف نزيف قوارب المهاجرين مقابل حملة الدعم التي تقوم بها إيطاليا لصالح تونس داخل الفضاء الغربي ما هي فرص حصول تونس على التمويلات المطلوبة لموازنتها والبدائل الممكنة في حال تعذّر ذلك؟ وما هي جدية المساعي الأوروبية في توفير هذه الأموال اللازمة للخزينة التونسية؟ وما هي الشروط الإيطالية المتعلّقة بملف الهجرة؟
إيطاليا تؤمن بجدوى الحوار في قضية المهاجرين
و أنّ ميلوني تؤمن بجدوى الحوار في قضية المهاجرين والاتفاق مع الدول المعنية بملف الهجرة و إنّ مساعدة إيطاليا لتونس تصبّ في مصلحة البلدين لناحية تعزيز الأمن الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي كي يستطيعان إكمال مسيرة التعاون التاريخية بين البلدين وأضاف أن إيطاليا تستثمر 700 مليون يورو في مشاريع تابعة لوزارة الخارجية الإيطالية لمساعدة الشركات المتوسطة والصغيرة في تونس وتسعى لزيادة هذه المساعدات في مجال الزراعة والنقل وقطاعات أخرى سيتمّ الاتفاق عليها بين البلدين.
وأنّ سعيّد لا يطرح بشكل واضح عملية المقايضة بين التمويل وقضية المهاجرين وإنّ سعيّد يتجنّب في خطبه هذا التوجّه السياسي التكتيكي لكن لا يُمكن إخفاء وجود سيناريو واضح لعملية مقايضة من هذا النوع على غرار مقايضة النفط مقابل الغذاء أنّ سعيد يرغب بالحصول على تمويلات من دون الالتزام باصلاحات اتفاق 15 أكتوبر/ تشرين الأول مع صندوق النقد الدولي إلى وجود تقاطع بين المصالح الاقتصادية وموضوع الهجرة بين إيطاليا وتونس وإنّ تونس تعاني من أزمة اقتصادية صعبة سيُفاقمها رفع الدعم في ظل ارتفاع معدلات التضخّم ما قد يدفع إلى ارتفاع معدلات الهجرة إلى إيطاليا وهو ما لا يصبّ في مصلحة روما.