النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 11:29 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

”الموروث المجتمعي من الحضارة المصرية القديمة في مجتمعنا المعاصر” بمكتبة الإسكندرية

تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، التابعان لقطاع التواصل الثقافي، محاضرة بعنوان: «الموروث المجتمعي من الحضارة المصرية القديمة في مجتمعنا المعاصر»، وذلك يوم الاثنين الموافق 12 يونية 2023، بالمبنى الرئيسي للمكتبة.

يُلقي المحاضرة الدكتور جمال الدين عبد الرازق؛ أستاذ اللغة المصرية القديمة بقسم الإرشاد السياحي، كلية السياحة والفنادق، جامعة الإسكندرية. وتتناول المحاضرة تأثيرات الحضارة المصرية القديمة على مجتمعنا المعاصر والمتمثلة في العادات والتقاليد والألفاظ اللغوية المستمدة من اللغة المصرية القديمة؛ ليس هذا فحسب، بل إن التصوير الفني أدى دورًا بارزًا في إظهار حركات أعضاء الجسم لإبراز إيحاءات معينة. وكل هذا يدل على التواصل الممتد من المجتمع المصري القديم إلى أنماط حياتنا اليومية.

تميز المجتمع المصري القديم منذ قديم الأزل بالتماسك العائلي بين الزوج والزوجة، وهذا ما رُصد في أنماط الفن المصري القديم، كما أظهره الفن المعاصر. فقد دلت الشواهد الأثرية والنصية أيضًا على المرأة ودورها الريادي عبر العصور شريكةً لزوجها، سواء فرد أو ملك، في شتى المجالات. وكذلك عُرف التكافل الاجتماعي، فاحتضن المجتمع المصري القديم ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، وبدأ دمجهم وتوظيفهم في وظائف تتناسب مع إمكانياتهم الجسمانية والعقلية إيمانًا بتلك الفئات، وهذا الأمر نلمسه في مجتمعنا المعاصر.

كما استحوذت مشاعر الزوج والزوجة على اهتمام الفنان المصري القديم؛ فالمشاعر الزوجية لا تختص بطبقة بعينها، بل تتواجد في كل فئات المجتمع سواء كانت فقيرة أو غنية. وقد ترجم الفنان المصري القديم هذه المشاعر الزوجية بصورة مرئية؛ فالزوجة تلامس ذراع زوجها في جو يسوده المودة والرحمة. وكذلك مشاهد التحطيب أو المبارزة بالعصي بين الرجال مصورة على أسطح المقابر، والذي لا يزال يُقام في صعيد مصر إلى الآن.

ومشاهد الزراعة أيضًا مسجلة على جدران المقابر، ويوجد تشابه بين المعدات والآلات الزراعية المتمثلة في الساقية المستخدمة منذ العصر المصري القديم حتى يومنا هذا. وتصوير النائحات بحركاتهن من خلال الأذرع والسقوط على الأرض والبكاء؛ وهذا ما تكرر بشكل ملحوظ في حاضرنا. وكل هذا إنما يدل على أن الموروث المجتمعي من الحضارة المصرية القديمة ظل ممتدًا إلى يومنا هذا؛ سواء على أرض الواقع أو في صورة فنية.