النهار
الخميس 4 يوليو 2024 04:26 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

من سيربح الجولة الثانية من الاستفتاء

من خلال حملة فى النجوع والقرى والعزب لحسم الاستفتاء بنسبة كبيرة.. وأصدرت جماعة الإخوان والحزب تعليماتهما للأعضاء بالنزول للشارع للحديث مع الناس وتوزيع المنشورات والمطبوعات لإقناعهم بالدستور.
وتواصل القوى المدنية والمعارضة حملاتها لرفض الدستور، وإقناع المزيد من المواطنين للتصويت بـ«لا». من خلال المسيرات والتحركات الجماعية لحملة «دستوركم باطل».
واصلت جبهة الإنقاذ الوطنى حملتها «لا مش دستورنا» لحث المواطنين على رفض الدستور فى المحافظات الـ17 التى يجرى فيها الاستفتاء، وتتوزع بين محافظات تجمع بين الحضر والريف، بينما نظم «الحرية والعدالة» وقفات للتصويت بـ«نعم».
ومن بين السبع عشرة محافظة، التى من المقرر أن تخوض المرحلة الثانية من عملية الاستفتاء على الدستور الجديد، توجد 8 محافظات، يمكنها حسم معركة الدستور، بسبب كتلتها التصويتية العالية، التى تزيد فى مجملها على الـ15 مليون صوت، وهى محافظات الجيزة، والمنوفية، والقليوبية وكفرالشيخ، وبنى سويف، والفيوم، والمنيا، وقنا، ورغم أن محافظات المرحلة الثانية للاستفتاء، لا تتعدى نسبة الـ%38، من إجمالى عدد الكتلة التصويتية لمصر، فإن اقتراب نسبة من قالوا نعم بمن قالوا لا، يشير إلى أن نتيجة المرحلة الثانية ستحمل حتما مفاجآت لأحد الطرفين، ورغم أن أغلب محافظات المرحلة الثانية تعانى من الفقر، وانخفاض معدلات التنمية، فإن نتائج التصويت فى المرحلة الأولى، أكدت مدى ضعف تلك العوامل فى توجيه الناخبين.
وتعد الجيزة من كبرى الكتل التصويتية فى المرحلة الثانية، حيث يزيد عدد من لهم حق التصويت بالمحافظة على أربعة ملايين صوت، وبذلك تشكل %8.7 من إجمالى الناخبين فى مصر، وفى نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة، جاء الرئيس محمد مرسى فى المرتبة الأولى، وتبعه حمدين صباحى بفارق طفيف، فى حين نجد أن مجموع الأصوات التى ذهبت لصالح كل من حمدين صباحى وأحمد شفيق، تمثل أضعاف الأصوات التى منحت للرئيس المنتخب محمد مرسى، وتعانى المحافظة من انقسام حاد بين التيارات المؤيدة للدستور، وتلك الرافضة.
وفى الوقت الذى تظهر فيه قوة التيارات المدنية بالمحافظة، التى تحشد لرفض الدستور الجديد، نجد أن حزب الوفد يتعرض للحرق والاقتحام، على يد بعض أتباع تيارات الإسلام السياسى، فى حين يسحب حازم صلاح أبوإسماعيل تهديده بمحاصرة قسم الدقى، فى اللحظة الأخيرة، بعد سحب التهم الموجهة ضد حازمون، التى يشار إليهم كفاعل رئيسى فى الاعتداء على مقر وجريدة حزب الوفد.
ولا يجب الاستهانة بالكتلة التصويتية لمحافظة القليوبية، التى تصل أصوتها إلى مليونى و606 آلاف صوت، وكانت من المحافظات التى شهدت تقدما لأحمد شفيق، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، بما يزيد على 38 ألف صوت، فى حين جاء ترتيب حمدين صباحى فى الجولة الأولى فى الترتيب الثانى، غير أن الفروق بين شفيق وصباحى ومرسى لم تكن كبيرة، وكثفت الدعوة السلفية بالمحافظة مؤتمراتها فى الأيام الأخيرة، لإقناع الناخبين بالتصويت بنعم، كما شكت حركة 6 أبريل من اعتداء عدد من السلفيين على أعضاء حركتها، أثناء تنظيمهم حملة للتصويت بلا على الدستور. وفى المقابل فإن المعارضة للإخوان والسلفيين قوية أيضا، حيث تضم القليوبية تيارات ناصرية وليبرالية وينشط أعضاء حزب الدستور، كما تتركز الجماعات والائتلافات الثورية ممثلة فى الشباب الذين نظموا مظاهرات فى بنها وغيرها ضد الدستور، والإعلان الدستورى.
أما محافظة كفر الشيخ فهى تضم تضم مليونا و863 ألف ناخب، وهى مسقط المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحى، زعيم التيار الشعبى، والتى شهدت تقدما ملحوظا للمرشح السابق للرئاسة، والمحافظة بوجه عام تشهد حركة سياسية قوية للصيادين هناك، الذين يعانون من تردى الأوضاع المعيشية. وقد نجحوا فى تأسيس أول نقابة مستقلة لهم عقب قيام الثورة المصرية، بدعم من صباحى. ولم تشهد المحافظة أيا من المشادات بسبب الدستور حتى الآن، وإن كانت تضم حركة قوية للقوى المعارضة.
وتصل الكتلة التصويتية فى محافظة المنوفية إلى مليونى و211 ألف ناخب، وتلقب المحافظة ببلد الرئيس، لكونها مسقط رأس الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، ومن بعده الرئيس المخلوع، محمد حسنى مبارك، وقد شهدت المحافظة تصويتا مكثفا لأحمد شفيق، خلال انتخابات الرئاسة السابقة، بفارق 382 ألف صوت، عن منافسه الرئيس محمد مرسى، فى حين حصل حمدين صباحى، المرشح السابق على كرسى الرئاسة، على أقل نسبة تصويت على مستوى المحافظة.
وفى محافظة بنى سويف، يبلغ عدد من لهم حق التصويت مليونا و427 ألف ناخب، وقد شهدت إقبالا ملحوظا للتصويت لصالح الرئيس محمد مرسى، الذى جاء فى المقدمة، وتبعه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح السابق للرئاسة، الأمر الذى يعكس توجها عاما لناخبى المحافظة تجاه الإسلام السياسى، على اختلاف تياراته، وفى الأيام التى سبقت الاستفتاء، شهدت المحافظة مشادات بين جماعة الإخوان المسلمين، والتيار الشعبى، على خلفية محاولة إقناع الناخبين للتصويت لصالح أو ضد الدستور، وفى حين أصدر التيار الشعبى بيانا أكد فيه اعتداء أعضاء الجماعة على أفراد الحزب، باستخدام الأسلحة البيضاء، نفت جماعة الإخوان الأمر.
ويكتسح الإخوان جميع المنافسات الانتخابية التى يخوضونها فى محافظة الفيوم، صاحبة الكتلة التصويتية الكبيرة، التى تتعدى مليون صوت ونصف المليون، وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة، شهدت المحافظة تصويتا كثيفا لصالح الرئيس الحالى محمد مرسى، فاقت المرشح المنافس وقتها أحمد شفيق بـ214 ألف صوت، لذلك تجد حملة بالدستور العجلة تدور، والتى أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين، رواجا بين الناخبين بالمحافظة.
وتأتى محافظة المنيا، كأكبر كتلة تصويتية فى الوجه القبلى، حيث تضم مليونى و668 ألف ناخب، ومرة أخرى كانت المحافظة من ضمن المحافظات التى حاز فيها الرئيس محمد مرسى على النصيب الأكبر من الأصوات، ويبلغ عدد من لهم حق التصويت فى محافظة قنا مليونا و604 آلاف ناخب، وقد تفوق الرئيس محمد مرسى على منافسه أحمد شفيق، ولكن بفارق طفيف، كما كانت محافظة قنا من المحافظات القليلة التى جاء فيها حمدين صباحى، المرشح السابق لكرسى الرئاسة، فى المرتبة الأخيرة من حيث نسبة التصويت، وتعتمد نتيجة التصويت فى الاستفتاء على الدستور على اتفاق العائلات، حيث تعتمد الكتلة التصويتية فى محافظة قنا بالأساس على المحافظات، وكثيرا ما كان الحزب الوطنى يستغل ذلك فى توجيه التصويت لصالحه، فور انضمام أحد رؤوس العائلات الكبيرة بالحزب.
أما بالنسبة لمحافظة قنا فهناك رهان كبير من الإخوان على التصويت بنعم وتراهن على قبائل الحميدات والهوارة والعرب والأشراف للتصويت لصالح الدستور بالتعاون مع حزب البناء والتنمية وأبناء الجماعة الإسلامية بالمحافظة، بينما يبذلون جهدا لإقناع العائلات الكبرى التى كانت تنتمى للحزب الوطنى للتأييد خاصة أن الدستور يعزل عددا منهم.