أول مُدربة «زومبا» من المكفوفين:«الناس بتكون مستغربة شطارتي وعايزة استمر في حلمي»
صدفة حولت حياة «نهى» رأسًا على عقب لتجعلها أول مدربة «زومبا» من المكففين، وكما يُقال دومًا «رُب ضارة نافعة» هذا المثل الشعبي القديم انطبق على حياتها ورأت ببصيرتها جوانب أخرى مختلفة لم تكن على علم بها قبل فقدانها البصر.
«حكايتي مختلفة لأني كنت لحد سن 11 مُبصرة، لكن بعد كده حسيت بوجع شديد في رأسي وكمان كان في ضعف في الرؤية».. هكذا بدأت نهى جمال، 27 عامًا، طالبة في كلية آداب علم نفس في الفرقة الثالثة، في سرد حكايتها لـ«النهار» مع فقدان بصرها حيث أنها مرت بأقسى مراحل حياتها بسبب ما حدث لها بطريقة مفاجئة ولم تكن في الحسبان، حيث في البداية بدأ الوضع الصحي يتحسن ولكن هذا الوضع لم يستمر كثيرًا، حيث تدهورت الحالة الصحية مما أدى إلى اضطرارها للسفر في الخارج حتى استكملت علاجها داخل البلاد بالإضافة إلى دخول غرفة العمليات أكثر من مرة ولكن حدثت انتكاسة تسببت في فقدان البصر تمامًا.
حالة من الاكتئاب أصيبت بها «نهى» بسبب هذه التجربة القاسية التي مرت بها والتي كانت سببًا في فقدانها بصرها، كما أن هذا كان سببًا في تأجيلها دراستها، لافتة:«حاولت أخرج من جديد للحياة ومسلمش لأي وضع كئيب».
دور والدة الفتاة العشرينية كان سببًا في دعمها وعودتها مجددًا للحياة من خلال زيارتها لمراكز وقصور الثقافة في محافظتها بالمنصورة، مشيرة:«حبيت أعزف آلة موسيقية وكانت الآلة الأقرب ليا الأورج».
اشتركت الفتاة العشرينية بعد ذلك في مسابقات فنية وحصلت من خلالها على المركز الأول وكان ذلك دفعة قوية لها في استكمال هذا الطريق، موضحة:«اتحمست أني أحب الموسيقى واستمر في طريقي».
وحصدت «نهى» المركز الثالث على مستوى الجمهورية في مسابقة إبداع، كما أنها اشتركت في المسابقة ذاتها على مستوى الشباب والرياضة في المنصورة وحينها حصلت على المركز الأول الدقهلية والجمهورية، لافتة:«تفوقي في الموسيقى كان دفعة كبيرة ليا وحياتي اتغيرت للأفضل».
«وزني كان زيادة وقت الأدوية علشان كده بدأت أنزل الجيم».. بهذه الطريقة حاولت الفتاة العشرينية أن تشق طريقها في «الزومبا»، فعلى الرغم على قدرة الصالة الرياضية والمدربين في تعليم «نهى»، حينها أصيبت بحالة من الإحباط ولكن لم يستمر كثيرًا حيث بدأت والدتها الملاك الحارس لها في تعليمها الحركات المختلفة لـ«الزومبا».
«بقيت ألف حركات من عندي واسمع المزيكا وأعلم نفسي وعملت بعد كده صفحة على الفيس بوك ونشرت الفيديوهات وأنا بتمرن».. محاولات كثيرة كانت سببًا في تعليم «نهى» للزومبا حتى وصولها لمرحلة الاحتراف دون تعاون من أحد، حتى قام أحد الأشخاص بالتواصل معها عبر صفحتها كي يتم التعاون معها لتكون أول مُدربة زومبا من المكففين في إحدى الصالات الرياضية الشهيرة في المنصورة.
حالة من القلق شغلت الفتاة العشرينية بشأن مدى تقبل الأشخاص لها أثناء التدريب على حركات الزومبا، حتى وافقت على العرض، لافتة:«في الأول كان في إندهاش لشطارتي في الرقص وعلشان كده كنت بقعد معاهم وأحكي حكايتي وأزاي اتعلمت الزومبا بسبب حبي للموسيقى».
أمنيات كثيرة تريد «نهى» تحقيقها على أرض الواقع، والتي يكون من أهمها إنشاء صالة رياضية مُجهزة للفتيات فقط تقوم من خلالها تدريب «الزومبا» وغيرها من الرياضات، قائلة:«عايزة استمر في حلمي وكل اللي حواليا بيشجعوني وخاصةً جوزي دايمًا واقف جمبي في كل خطواتي».