النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:30 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الصين تجذب انظار العالم اليها في الرقائق الالكترونية

ماهو جديد حرب الرقائق بين الصين والولايات المتحدة ؟

صناعة الرقائق بين الصين وامريكا
صناعة الرقائق بين الصين وامريكا

خلال السنوات القليلة الماضية اخذ شكل التنافس الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين اشكالا جديدة واخذ شكل الحرب التجارية ومعركة تكسير للعظام بين البلدين وفي سباق المنافسة الشرسة في صناعة الرقائق الإلكترونية بين الصين والولايات المتحدة، قد تفوز بكين بميزة أساسية، وهي العقول المهاجرة الماهرة في هذا الميدان.

وعندما أقر الكونجرس الأميركي قانون CHIPS والعلوم الخاص بتعزيز إنتاج الرقائق محليا، تسابق مصنعو الرقائق للظفر بمزايا القانون الذي خصص بمقتضاه 53 مليار دولار لدعم هذه الصناعة لكن بحسب صحيفة "فورين أفيرز" الأميركية، اصطدم المصنعون بأزمة كبيرة، وهي صعوبة توفير العمالة الماهرة في صناعة هذه الرقائق.
وفقا للتوقعات سيكون لدى شركات أشباه الموصلات الأميركية 300 ألف وظيفة شاغرة للمهندسين المهرة بحلول عام 2030، وسيكون من المستحيل استهداف وتدريب مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين في هذا الإطار الزمني المضغوط.
من أسباب نقص العمالة هو قوانين الهجرة الصارمة التي اتخذتها واشنطن السنين الأخيرة، مقابل تسهيلات قدمتها الصين لكفاءات بعينها.

ومنذ 10 سنوات تقريبا طالب ناخبون مرشحي الرئاسة بالتصدي للهجرة المتزايدة، ووضع قوانين صارمة للحد من دخول المهاجرين وكان أحد أهم أسباب نجاح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هو تعهده بالتصدي للمهاجرين وهو ما تم فعله ورغم انتقاد الحزب الديمقراطي لترامب فيما فعله، إلا أنه بعد تولي جو بايدن من هذا الحزب الرئاسة استكمل ما بدأه ترامب وشدد الإجراءات على المهاجرين.

في هذا الوقت كانت الصين تفتح أبوابها أمام العمالة المهرة، حتى أن هناك عمالة أميركية استطاعت الدخول للصين للعمل في مصانعها وفي عام 2021، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن "المنافسة في عالم اليوم هي المواهب البشرية والتعليم".
بناءً على تعليماته، بدأت الصين التي تعاني من نزوح جماعي لمواهبها، في إنفاق أموال جادة لجذب خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
تقدم المؤسسات البحثية الصينية لبعض الباحثين في مرحلة ما بعد الدكتوراه 3 أضعاف الرواتب التي يمكن أن يحصلوا عليها في الجامعات الأميركية، فضلا عن مزايا وصفها البعض أنها كالحصانة ويعرض على المهندسين والعلماء الصينيين المهرة الذين انتقلوا سابقًا إلى الخارج حوافز قوية للعودة إلى الوطن.

وتعد الصين بالفعل كانت دولة تشهد نزوحا جماعيا لعلمائها حتى عام 2011؛ نتيجة وجود عدم استقرار إداري، وروتين صعب يحكم جامعاتها إلا أن الرئيس الصيني في هذا الوقت كان له وقفه حاسمة، وخصص مبالغ ضخمة لدعم استقدام العلماء، وأمر حكومته بفعل المستحيل لجلب العلماء الصينيين الذي هاجروا إلى أوروبا وأميركا.

حدث هذا بالتوازي مع إجراءات صارمة وضعتها أميركا أمام المهاجرين، رغم ما تعلمه من دور العلماء في تقدم شركات مثل مايكروسوفت وغوغل وأبل وتسلا، بحسب داوود الذي توقع أن يؤثر هذا على صناعة الرقائق الأميركية وحتى الآن، حققت الصين طفرة تكنولوجية بفضل علمائها، مثل ما هو واضح في شركة هواوي الرائدة في مجال الهواتف، وبعض شركات السيارات، ووصلت لإمكانيات نافست بها في السوق العالمية أميركا، بحسب الخبير التكنولوجي.