كيف أصبح سنان أوغان صانع الملوك في تركيا؟
اظهرت نتيجة الانتخابات التركية في جولتها الاولي عن مفاجأة من العيار الثقيل وهو الحصان الاسود المعروف بالمرشح سنان اوغان او اوجان والمعروف بصانع الملوك وحصوله علي نسبة 6% من الاصوات واحتلاله المركز الثالث وهنا نلاحظ انه يسعى المرشحان اللذان تأهلا إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية: الرئيس رجب طيب أردوغان، ومنافسه كمال كليجدار أوغلو إلى الفوز بأصوات المرشح الثالث في الجولة الأولى، سنان أوغلو، والمقدرة بنحو 3 ملايين صوت، فهي تبدو قادرة على حسم السباق الرئاسي في جولة الإعادة.
ورغم أن سنان أوغلو حصل على أصوات تعد ضئيلة (5.17 في المئة)، إلا أنها جعلته عمليا في موقع يتيح له تطبيق أجندته القومية التي رفعها في الحملة الانتخابية ولم يكن أوغان معروفا على نطاق واسع في تركيا حتى مارس الماضي، عندما فاجأ بالجميع بجمع التواقيع اللازمة للترشح للرئاسة وعددها 100 ألف وخاض سنان، الذي كان نائبا عن الحركة القومية ثم انشق عنها عام 2015، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 14 مايو الجاري، مرشحا عن تحالف "الأجداد" ذي الصبغة القومية لكن سنان نفسه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي حاليا.
يريد أوغان مناصب وسياسات تتسق مع فكره السياسي قبل الانتخابات، قال المرشح القومي المتشدد: "سنتحدث عن مطالبنا بصراحة مع الأحزاب عندما نجلس معها على الطاولة" وأضاف: "بكل وضوح لن نكون شركاء بالمجان، ولدينا مطالب مثل الوزارات" وقالت وسائل إعلام تركية إنه قد يطالب بمنصب نائب الرئيس.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، رسم أوغان خطوطا حمراء بشأن السياسة في بلاده بشأن عدم تقديم أي تنازلات إلى حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وهذا الطلب موجه عمليا إلى كمال كليجدار أوغلو الذي تحالف مع الحزب الذي غيّر اسمه ولدى سنان أوغان خطان أحمران:
إعادة اللاجئين وخاصة السوريين منهم إلى بلادهم يعرف سنان أوغان ورقة القوة التي يملكها، فنسبة الـ5 في المئة من أصوات الأتراك التي حصل عليها بوسعها ترجيح كفة أحد المرشحين في الجولة الثانية المقررة في 28 مايو الجاري، خاصة أن كلاهما لم يحقق نسبة الحسم، مما يجعل الأصوات التي قد تنصاع لتوجهات سنان بمنزلة "أصوات ذهبية" وحقق أردوغان حقق 49.5 % وكمال كليجدار أوغلو حقق 44.8 %.
بعد ظهور نتائج الانتخابات في الجولة الأولى، لم يعط سنان أوغان موقفا قاطعا بشأن دعم أي من المرشحين، ولم يتطرق إلى المناصب التي يريد الحصول عليها ويقول موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي إنه يريد أن يضع المرشحين المتنافسين في حالة من التكهن وقال أوغان مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، أنه "منفتح على الحوار" مع كلا المرشحين للدورة الثانية مع أنه قد يدعو ناخبيه لدعم الرئيس رجب طيب أردوغان وأضاف: "سيتم اتخاذ قرار بعد محادثات مع أردوغان وكليجدار أوغلو" وتابع: "يمكننا القول إننا لا ندعم أيا من المرشحين" وبسبب تسابق المرشحين على خطب ود أوغان، وصفه موقع "بوليتيكو" بـ"صانع الملوك"قال فريق كمال كليجدار أوغلو إن المحادثات الأولية مع أوغان تظهر أن ثمة مجال للتعاون بين الطرفي وذكر الموقع أن جولة الإعادة ستعطي تحالف "الأجداد" الذي يمثله أوغان قوة كبيرة بعدما كان على الهامش.
يبدو أن الثمن الذي يطلبه أوغان يبدو باهظا بالنسبة إلى أردوغان وكليجدار أوغلو على حد سواء كما يسعى كل من أردوغان وكليجدار أوغلو لدفع الموجة القومية التي ظهرت بقوة في الانتخابات لصالحهما، وفق "بوليتيكو"وهو ما يعني محاولة كسب الأصوات دون الحاجة إلى تقديم تنازلات كبيرة فمن وجهة نظر الاثنين، فالسياسي المتشدد يريد الحصول على مطالب كبيرة لا توازي الـ5 في المئة من الأصوات التي حصل عليها، لكن هذا الأمر قد يتغيروفي هذا السياق، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، نعمان كورتولموش، إنه يعتقد أن أنصار أوغان سيصوتون لصالح أردوغان، لكون أفكارهم السياسية تتفق مع أفكار أردوغان.
ويقول أستاذ العلوم السياسية، مراد سومر، إن غالبية أنصار أوغان أقرب إلى أردوغان منه إلى كمال كليجدار أوغلو الذي يحظى بتأييد الأكراد، بحسب شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركيةوأجرى كمال كليجدار أوغلو اتصالا هاتفيا بأوغان، وقال حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كليجدار أوغلو بأن المحادثات كانت إيجابية جدا.
وتحدث قيادي في الحزب عن "عدم وجود اختلاف في الأفكار بشأن توقعات شعبنا" لكن سومر قال إن كليجدار أوغلو بحاجة ماسة إلى تأييد أوغان.