جريس قلعة صناعة الفخار بالمنوفية مهدده بالتوقف بسبب ضعف التسويق ومطالبات لإقامة المعارض
تعد قرية جريس التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، واحدة من أهم قلاع تصنيع الفخار بجمهورية مصر العربية، بها ما يقرب من 200 ورشة لتصنيع وما يميز تلك الصناعة أنها أسرية فتجد العاملين بها من أسرة واحدة داخل البيوت وذلك منذ عصر الجدود.
وأشار فرج محمود غنيم، أحد صنايعية الفخار بقرية جريس، أنه موظف صباحا وصانع بعد ذلك في المهنة التي ورثها أبا عن جد، ويعمل بها أشقائه، موضحا أن قديما كان هناك العشرات من الورش وكل بيوت جريس كانت تعمل في صناعة الفخار ولكن مع تقدم الزمن وقلة العائد والتسويق أضطر الكثيرين إلى ترك الصناعة والعمل في صناعات ومهن أخرى.
وأكد فرج غنيم خلال تصريحاته أن التقدم في الزمن والصناعات ومنها البلاستيك أثرت بالسلب على صناعة الفخار، وأن مهنته مهنه موسمية شتاء وصيف، والعائق الكبير أمامهم هو التسويق، مشيرا إلى أن أبنائه تركوا المهنة لعدم وجود عائد مجزي لهم وكلا منهم شق حياته.
ومن جانبه أوضح عادل غنيم صاحب الـ 57 عام أنه صنايعي فخار منذ 50 عام ورث الصنعة من والده وأجداده، وعلى الرغم من أنه موظف صباحا إلى أن مهنة صناعة الفخار تعتبر هي العشق الذي يعثر على ذاته فيه، حيث أنه يعتبر نفسه فنان مبدع بسبب الأشكال التي يصنعها من الطين.
وتابع غنيم؛ أنهم يحضرون الطين من طرح النهر أو الفائض من حاجة الفلاحين أو الهدم الخاص بالبيوت القديمة، وأن هناك مكينة الأن لتجهيز الطين الذي يستخدمه في صناعته، مشددا أيضا على أن التسويق هو أكبر عائق أمامه لدرجة أن إبنه الوحيد تعلم المهنة ولم يعمل بها وشق طريقه في عمل أخر.
ومن جيل الأبناء قال عمرو فوزي غنيم إبن شيخ الفواخرجية بقرية جريس، أنه يعمل بالتربية والتعليم، وورث المهنة من والده وطور بها وبدأ في صناعة الفخار الذي يستخدم في الطواجن وتشكيلات أخرى عن طريق الطمي الأسواني، مشيرا إلى أن الصنعة تحتاج مزيدا من الرعاية والاهتمام، بإقامة معارض مخفضة أو مجانية لتوصيل العميل بالحرفي، للعمل على إزدهار تلك المهنة واستمرار صناعها بدلا من توجههم إلى أعمال أخرى إستهلاكية.