روسيا تعزز وجودها العسكري في قرغيزستان وتنافس نفوذ واشنطن
وكأن التاريخ يعيد نفسه في ازمة خليج الخنازير في كوبا 1969 عندما ارسلت روسيا الصواريخ في الفناء الخلفي للولايات المتحدة في كوبا واليوم تفعلها امريكا في قرغيزستان أعلنت روسيا، الاثنين، أنها تعتزم "تطوير" منشآتها العسكرية في قرغيزستان الواقعة في آسيا الوسطى، وجاء ذلك بعد اجتماع في موسكو بين رئيسي البلدين فلاديمير بوتين وصدر جباروف وجاء في بيان مشترك أن "الرئيسين شددا على أهمية تعزيز القوات المسلحة لقرغيزستان وتطوير المنشآت العسكرية الروسية على أراضيها"، وفق "فرانس برس".
وتقيم روسيا قاعدة عسكرية في قرغيزستان تتكون من مطار ومنشأة بحرية على بحيرة إيسيك كول وعدة مواقع أخرى واستقبل بوتين نظيره القرغيزي، صدر جباروف، في موسكو عشية العرض العسكري الكبير في 9 مايو لإحياء ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية وسيكون جباروف أحد القادة الأجانب القلائل الذين سيحضرون العرض وترتبط روسيا وقرغيزستان، وهي جمهورية سوفياتية سابقة، بتحالف عسكري تقوده موسكو في إطار "منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
وبحسب البيان المشترك، يعتزم البلدان أيضا "تعميق التعاون العسكري والفني" وكذلك العلاقات الاقتصادية والثقافية من أجل "تحقيق مستوى جديد من التكامل"وسيجري التعزيز العسكري الروسي في سياق الهجوم في أوكرانيا وتوترات خطيرة مع الغرب الذي تبنى عدة حزم عقوبات على موسكو.
وفي أواخر أبريل الماضي، وافقت محكمة في قرغيزستان على طلب الحكومة بإغلاق إذاعة في البلاد تمولها الولايات المتحدة وجاء الأمر بعد أشهر من حملة الضغط التي قادتها الحكومة للوصول إلى هذا القرار الذي يغلق وسيلة الإعلام الوحيدة غير الحكومية في البلاد وإذاعة "أزاتيك" هي الفرع المحلي لإذاعة أوروبا الحرة التي تمولها واشنطن وأتى هذا القرار بالتزامن مع إعلان روسيا عرضا تمثل في "تقاسم الخبرة" مع قرغيزستان في مكافحة التدخل الأجنبي.
كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زار كازاخستان وأوزباكستان في مارس الماضي، حيث أجرى محادثات مع 5 من وزراء الخارجية في المنطقة وكان من بين هؤلاء وزير خارجية قرغيزستان وخلال اللقاء، عرض بلينكن على نظرائه تقديم دعم أميركي لتقليل اعتماد هذه الدول على روسيا.
وسعى بلينكن في زيارته، وهي الأولى لمسؤول أميركي رفيع في إدارة بايدن إلى آسيا الوسطى لتعزيز دور بلاده هناك، حيث للجار الروسي نفوذ كبير.