نساء وفتيات يعملن في تقميع الفراولة و«البرنيكة» بـ 5 جنيهات
في الساعات الأولى من صباح كل يوم، تخرج سيدات قرية التجارة التابعة لكفر داود بالمنوفية، بحثا عن لقمة العيش في مهنة شاقة وهي "تقميع الفراولة".
رغم الشقاء لكن البسمة لا تفارق وجوههن، وبعضهن يصطحبن أطفالهن إلى العمل، فلا يجدن مكانا آمنا يتركن فيه الأطفال، لمدة 12 ساعة عمل متواصل، ووسط هذه السيدات تعمل بعض الفتيات اللاتي يخرجن أيضا للعمل من أجل توفير أجهزة كهربائية وخلافه مما تحتاجه كل فتاة في أعمارهن.
من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساءً، تجلس الفتيات والسيدات على كراسي خشبية صغيرة وأمامهن كميات كبيرة من الفراولة، وبجوارهن حاويات بلاستيكية يجمعن فيها الفراولة بعد تقميعها وإزالة الجزء الأخير والورقة من ثمرة الفراولة بالسكين.
تتقاضي هذه السيدات والفتيات أجرها بالقطعة، حيث تبلغ أجرة تقميع وتعبئة حاوية واحدة 5 جنيهات، وهي ما يطلقن عليها "البرنيكة".
تقول إيمان محمد، سيدة تعمل في تقميع الفراولة: " يومنا بيبدأ الفجر، وبنصحى كل واحدة فينا تخلص أعمال منزلها من نظافة وتحضير فطور، وبعض السيدات رجالتها مريضة فمبيخرجوش إلا لما بيصرفوا لأزواجهم الدواء، ثم نبدأ العمل هنا في الثامنة صباحا".
وتقول السيدة رجب: " ممكن نيجي نشتغل والمحصول يتأخر، فنبدأ العمل فور توفر محصول الفراولة، ونقوم بتقميع الفراولة بالسكين والبرنيكة عليها أجر 5 جنيه، لكن المهنة متعبة ونتعرض لأمراض في الظهر والرقبة بخلاف الإصابات من السكين".
هذه السيدات والفتيات المكافحات يجلسن بالساعات لتعبئة أكبر قدر ممكن من الحاويات لكي تجمع يومية جيدة تستطيع من خلاها أن تشتري متطلبات المنزل أو توفر العلاج لزوجها، ولكن المهنة شاقة وبها مخاطر، ويتم توريد هذه الكميات بعد الانتهاء من تقميعها وتعبئتها إلى صناع المربى وغيرها من الصناعات التي تدخل فيها الفراولة.
وناشدت هذه السيدات المسئولين في محافظة المنوفية بتقديم أي مساعدة لهم سواء توفير تأمين صحي أو معاش، لما يتعرضن له من مخاطر وأمراض بسبب الجلوس لساعات طويلة واستخدام السكين.