معارك السودان... عشرات الآلاف من النازحين ودول الجوار تستعد ”للأسوأ”
• ارتفعت أعداد الفارين من دوامة العنف إلى الدول المجاورة طلبًا للأمان، إلى أكثر من 100 ألف شخص.
• قدرت المنظمة الدولية للهجرة إجمالي عدد السودانيين المقيمين في مصر بنحو أربعة ملايين شخص (من بينهم نحو 86 ألف لاجئ وطالب لجوء، وفقًا لمفوضية اللاجئين).
• أعلنت الخارجية المصرية الخميس 27 أبريل عن عبور أكثر من 16 ألفًا للحدود قادمين من السودان.
• الأمم المتحدة تحذر من التهديدات الأمنية للعمليات الإنسانية في السودان ونهب إمدادات برنامج الأغذية العالمي وسرقة شاحنات نقل المساعدات.
مع دخول المعارك في السودان أسبوعها الثالث، تفاقمت الأزمات الإنسانية والصحية والاقتصادية في البلاد، وارتفعت أعداد الفارين من دوامة العنف إلى الدول المجاورة طلبًا للأمان، إلى أكثر من 100 ألف شخص. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من فرار 800 ألف في حال استمرار المعارك، في حين بدأت دول الجوار بالاستعداد للاحتمالات "الأسوأ"، وسط مخاوف من توسع بؤرة العنف لتشمل بعضها.
أعلنت الأمم المتحدة أن أعداد الفارين من المعارك في السودان إلى دول الجوار تخطت عتبة الـ100 ألف شخص. وكانت المفوضية السامية للاجئين قد حذرت الإثنين، الأول من مايو من أن تؤدي المعارك المسلحة إلى فرار أكثر من 800 ألف شخص إلى الدول المجاورة، وقالت المفوضية إن أكثر من 75 ألفًا نزحوا إلى مناطق أكثر أمنًا داخل البلاد، في حين فر أكثر من 100 ألف إلى دول الجوار.
ويشترك السودان بحدود مع كل من (جنوب السودان وتشاد ومصر وإثيوبيا وإريتريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى).
خلال لقاء صحفي في "جنيف"، أعرب ممثل المفوضية في السودان "أكسل بيسكوب" عن قلقه لتدهور الأوضاع في "دارفور"، التي عدّها "التحدي الأكبر" من وجهة نظر إنسانية، "نحن قلقون من ارتفاع حدة العنف الطائفي وتكرار للأحداث التي شهدناها قبل عامين"، بمنطقة شهدت بالفعل صراعًا شديدًا ونزوحًا كثيفًا.
بيانات المفوضية تحدثت عن إحراق عدد من المواقع التي تستضيف النازحين في "دارفور".
ويشارك مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مخاوفه بشأن المنطقة، حيث حذر يوم الجمعة الماضي 28 أبريل من تصاعد العنف في "غرب دارفور. وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان "رافينا شمداساني" إنه تم الإبلاغ عن "اشتباكات عرقية مميتة" في مدينة "الجنينة" بغرب دارفور، قُتل على إثرها نحو 96 شخصًا منذ 24 أبريل.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد تحدثت عن ارتفاع بأعمال النهب والتدمير وإحراق مخيمات النازحين، ما اضطرها إلى "وقف كل أعمالها تقريبا في غرب دارفور" بسبب العنف، وفقًا لنائب مدير المنظمة في السودان "سيلفان بيرون".
سيضيف التدفق الأخير للنازحين إلى تحديات جيران السودان، الذين يستضيفون أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين من نزاعات سابقة.
تشاد، التي تستقبل أصلًا 400 ألف سوداني فروا خلال السنوات الماضية بسبب نزاعات مسلحة، وصل إليها نحو 30 ألفًا في الأسابيع الأخيرة. وتتوقع مفوضية اللاجئين أن يرتفع العدد إلى 100 ألف شخص "في أسوأ السيناريوهات".
وقالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تشاد "آن كاثرين شايفر".. "غالبية الوافدين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، أي الغذاء والماء والمأوى المناسب".
قالت "لورا لو كاسترو"، ممثلة مفوضية اللاجئين في تشاد، عقب زيارتها لمنطقة الحدود الأسبوع الماضي، إن المفوضية تخطط لاستقبال 100 ألف لاجئ من السودان على أسوأ التقديرات، مضيفة أن نحو 20 ألفًا وصلوا بالفعل.
أما في مصر، حيث قدرت المنظمة الدولية للهجرة إجمالي عدد السودانيين المقيمين فيها بنحو أربعة ملايين شخص (من بينهم نحو 86 ألف لاجئ وطالب لجوء، وفقًا لمفوضية اللاجئين)، فقد أعلنت وزارة خارجيتها الخميس الماضي 27 أبريل عن عبور أكثر من 16 ألفًا للحدود قادمين من السودان.
وكانت "ماري هيلين فيرني"، ممثلة مفوضية اللاجئين في جنوب السودان، قد صرحت في وقت سابق (الثلاثاء 25 بريل) بأن "السيناريو الأكثر احتمالًا هو عودة 125 ألف لاجئ من جنوب السودان إلى بلادهم، وعبور نحو 45 ألف لاجئ سوداني جديد إلى جنوب السودان.
وتعدّ جنوب السودان من أكثر دول المنطقة تضررًا من الأحداث الدائرة في السودان، والآثار السلبية لن تقتصر فقط على تداعيات الهجرة العكسية لمواطنيها (يستقبل السودان أكثر من 700 ألف جنوبي)، بل ستتعداها لتشمل توقف خط أنابيب النفط الذي يربط الحقول الرئيسة بجنوب السودان بميناء "بورتسودان" في السودان.
ونتيجة الأوضاع الحالية، يعاني السودانيون من نقص بالمواد الغذائية وإمدادات الكهرباء والماء. إضافة إلى ذلك، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا من انهيار المنظومة الصحية ككل في البلاد، مع توقف أكثر من 60% من المستشفيات عن العمل.
بدورها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في وقت سابق من أن استمرار أعمال العنف يؤثر على الرعاية الضرورية والطارئة لنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
في الإطار نفسه، قالت "بريندا كاريوكي"، مسؤولة الاتصالات الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا، لوكالة الأنباء الفرنسية إنه نتيجة الأزمة القائمة، يمكن أن يعاني الملايين في جميع أنحاء المنطقة من الجوع. وكانت الأمم المتحدة قد نبهت من أن التهديدات الأمنية للعمليات الإنسانية في السودان، فضلًا عن نهب إمدادات برنامج الأغذية العالمي من المستودعات وسرقة المركبات المستخدمة في نقل المساعدات، تحرم الفئات الأكثر ضعفًا.