عيد العمال 1 مايو.. لماذا يحتفل به العالم في هذا اليوم؟
عيد العمال 1 مايو، في هذا اليوم من كل عام يحتفل العالم كله بالعمال، وفي بعض الدول تصدر بعض القرارات التي ترفع من شأن العمال وتحقق طموحاتهم ومتطلباتهم، وفي هذا التقرير نوضح لكم سبب الاحتفال بعيد العمال في 1 مايو..
العمل 8 ساعات فقط.. أول الأسباب
كانت شيكاغو من أهم المراكز الصناعية الأميركية بعد الحرب الأهلية في الولايات المتحدة وبعد فترة كساد طويل، وفي هذا التوقيت كان العمال يحصلون على أجر لا يزيد على 1.5 دولار في اليوم ويعملون 10 ساعات و 6 أيام في الأسبوع، لذا طالبوا بتعديل أوضاعهم المعيشية إلا أنهم فوجئوا باجراءات تعسفية منها الطرد وسوء المعاملة، ووضع أسماء العمال المطرودين في قائمة سوداء حتى لا يجدوا عملا في مكان آخر، وغيرها من الممارسات القمعية التي مارسوها ضد العمال.
وفي أكتوبر عام 1884، كان أول اجتماع للاتحاد الوطني لنقابات العمال والتجار، وفيه تم اختيار 1 مايو عام 1886 أول أيام البدء بالعمل لمدة 8 ساعات فقط.
ومع اقتراب هذا الموعد، استعدت نقابات العمال الأميركية لتنظيم إضراب عام لتنفيذ رغبتهم في تقليل ساعات العمل ونجحوا في تعطيل العمل بالمدن الأميركية 1 مايو 1886، وخرجت المسيرات العمالية بالآلاف رافعين شعار واحد وهو « العمل 8 ساعات دون اقتطاع الأجور».
وفي 3 مايو من نفس العام تم منع العمال الذين تضامنوا مع الإضراب من دخول مصنع شركة ماكورميك لمعدات الحصاد، وسمح للعمال الذين رفضوا الإضراب بالدخول والعمل بصورة طبيعية، ما أدى إلى محاولات اشتباك بين العمال المضربين وغير المضربين، فأطلقت الشرطة النار على المضربين، مما أدى إلى مقتل عاملين وفي رواية توفي 4 أشخاص.
قنبلة في ساحة هايماركت
4 مايو، واستمرارا لهذه الاحتجاجات انفجرت قنبلة ألقاها مجهولون في ساحة هايماركت، أدت إلى وفاة 8 من عناصر الشرطة وإصابة 77 آخرين، وهو ما دفع الشرطة على مهاجمة المتظاهرين، وتوفي عددا من الأشخاص وأصيب ما يقرب من 200 شخص، وتم ضبط عدد من الأشخاص الذين تسببوا في أعمال العنف، واتضح فيما بعد براءتهم.
في سانت لويس ديسمبر عام 1888، وفي الاجتماع الذي عقده الاتحاد الأمريكي للعمل، قرر الاتحاد اعتبار 1 مايو عام 1890 اليوم الذي لا يجب أن يعمل فيه العمال الأمريكيون أكثر من 8 ساعات، وبعد ذلك أقرت جمعية العمال الدولية التي اجتمعت في باريس عام 1889 إعلان الأول من مايو يوما لإطلاق المظاهرات، ومن هنا بدأ تقليد عيد العمال.
عام 1894 ظهر من جديد نضال الحركات العمالية، وتسبب ذلك في مقتل عدد من المتظاهرين على يد الجيش الأمريكي، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي كليفلاند إلى التصالح مع حزب العمال بتشريع عيد العمال وإعلانه عطلة رسمية في البلاد تخليدا لذكرى أوغست سبايز ورفاقه.
وفي عام 1904، دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية في جميع أنحاء العالم، إلى عدم العمل في الأول من مايو من كل عام مع محاولة جعله يوم عطلة رسمية في عشرات الدول ومنذ ذلك الحين أصبح الأول من مايو احتفالا دوليا للنجاحات والإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية.