النهار
الجمعة 15 نوفمبر 2024 01:53 مـ 14 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
شريف القماطي: جهود وزارتي الداخلية والرياضة ساهمتا في إنجاح البطولة الإفريقية للتجديف الدكتور محمد عزت عميدا لكلية السياحة والفنادق بجامعة الغردقة دون وقوع خسائر بشرية... الحماية المدنية تسيطر علي حريق مصنع طباعة بشبرا الخيمة الغيابات تضرب الأهلي قبل مران اليوم كولر يعود للقاهرة اليوم ويقود تدريبات الأهلي ذوى الهمم يشاركون في مؤتمر قمه المناخ COP29 بأذربيجان ويعرضون المدينة المثالية الصديقة للبيئة غيابات منتخب مصر أمام كاب فيردي بتصفيات أمم إفريقيا.. صلاح يتصدر الزمالك: التجديد لـ زيزو وجوميز؟.. لا نترك شيئا للصدفة محمود بنتايك ينضم لبعثة الزمالك في ليبيا «الشهابي» يضع حجر أساس بنك الدم الإقليمي بمستشفى جامعة الأزهر بدمياط ويشيد بجهود الأطباء غدًا السبت...«علوم بنات» جامعة الأزهر بالقاهرة تنظم ورشة عمل تطبيقية بالتعاون مع حاضنة النانوتكنولوجي المنظمة العربية للتنمية الإدارية تنظم ”المؤتمر العربي السابع للتواصل و العلاقات العامة” ديسمبر المقبل

حوادث

مسلسل كليوباترا.. قاضي: تاريخ مصر القديمة يجب ألا يقوم على الأخبار المزيفة

مسلسل كليوباترا
مسلسل كليوباترا

يكشف المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصرى، المتخصص علمياً فى تاريخ أنظمة الحكم فى مصر القديمة وتراث الشعوب، مفاجآت غاية في دراسة أجراها بعنوان: "مسئولية شبكة نتفليكس أمام القضاء الأمريكى بتعويض مصر عن تزييف تاريخها القديم للملكة كليوباترا.. دراسة فى ضوء المعايير الأمريكية المهنية والأخلاقية عن الأفلام الوثائقية".

المسلسل الذي فجر حالة من الجدل وهو حديث الساعة ويحتل المرتبة الأولى عالميًا نظرا لما ستعرضه شبكة نتفليكس في العاشر من مايو المقبل لفيلم وثائقى باسم الملكة كليوباترا، والذي يتضمن مغالطات تاريخية وظهورها ببشرة سمراء، ويكشف "خفاجى" الستار عن مفاجاَت وقضايا خطيرة تخص شبكة نتفليكس بالأدلة الأمريكية وحقوق مصر تجاهها فى التعويض.

دراسة أمريكية: على صانعى الأفلام الوثائقية توخى الحقائق دون زيف

يقول الدكتور محمد خفاجى، إنه فى أحدث دراسة أمريكية لاستطلاع الرأى بين منتجى ومخرجى الأفلام الوثائقية فى الولايات المتحدة الأمريكية قامت بها الدكتورة بيتر جايزى، أستاذ القانون بكلية الحقوق بالجامعة الأمريكية بواشنطن بالمشاركة مع الدكتور بات أوفديرهيد، مدير مركز التأثير الإعلامي والاجتماعي بالجامعة، وقدمت هذه الدراسة خريطة للتحديات الأخلاقية المتصورة التي حددها صانعو الأفلام الوثائقية - المخرجون والمنتجون - في الولايات المتحدة الأمريكية في ممارسة مهنتهم من خلال نتائج 45 مقابلة مطولة طُلب فيها من صانعي الأفلام وصف التحديات الأخلاقية الأخيرة التي ظهرت في أعمالهم، للتمكين من صياغة معايير ناشئة عن الخبرة والقيم المشتركة لصناع الأفلام الوثائقية لما يتضمن بعضها من مخاطر تغيير الحقيقة وأحيانا التلاعب بها.

وفى البداية، اعترف صانعو الأفلام الوثائقية الذين جرت بشأنهم المقابلات – وليس من بينهم شبكة نتفليكس - على أنفسهم أنهم فنانين مبدعين يمثل السلوك الأخلاقي بالنسبة لهم جوهر عملهم الفنى، رغم الضغوط المالية غير المسبوقة على صانعي الأفلام لخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية.

وأفاد صانعو الأفلام أنهم يجدون أنفسهم بشكل روتيني في مواقف يحتاجون فيها إلى موازنة المسؤوليات الأخلاقية مقابل الاعتبارات العملية.

ويضيف "خفاجى" أنه يمكن تلخيص نتائج دراسة استطلاع الرأى الأمريكية من تعليقات من شاركوا فيه، أنهم أكدوا على القرارات الأخلاقية الظرفية لكل حالة على حدة، وتشاركوا فى وضع القيود العامة دون تفصيلات من حيث ثلاثة محاور، المبادئ والموضوعات والمشاهدين، ففيما يتعلق بالمبادئ أكدوا على "عدم إلحاق الضرر" وفيما يتعلق بالموضوعات انتهوا إلى "حماية الضعفاء لا نصرة قوى الشر ".

وفيما يتعلق بالمشاهدين أكدوا على "احترام ثقة المشاهد بعرض الحقائق دون تزييف "، كما اعترفت أيضاً بأن صانعى الأفلام الوثائقية فى تسعينيات القرن الماضى في الولايات المتحدة كانوا يحظون باحترام واسع، ومعترف بهم كأصوات مستقلة في تأثير القيم المجتمعية على عكس الاَن من بدايات عقود القرن الحادى والعشرين حيث تراجعت ثقة الجمهور في وسائل الإعلام الرئيسية وفي نزاهة العرض مما كان له تأثيره على صانعي الأفلام الوثائقية، سواء كانوا ينتجون تاريخًا أو برامج الطبيعة أو الأفلام الوثائقية السياسية المستقلة التى لوحظ بعضها يقوم بالتشويه للشخصيات والأحداث لأهداف سياسية وهو الأمر الذى ينبغى أن يبتعد عنه الفن.

ويشير إلى أن الدراسة الأمريكية بين أهل الفن انتهت إلى أنه فى مجال صانعى الأفلام الوثائقية خاصة الشخصيات التاريخية فى الحضارات المختلفة يجب أن تتطور أي مدونة أخلاقية وثائقية لتتمتع بالمصداقية باحتوائها على مجموعة واسعة من الممارسات من فهم مشترك للقيم والمعايير والممارسات الإبداعية.

ويوضح، أنه مهما واجه صانعو الأفلام الوثائقية ضغوطًا لتضخيم الدراما أو الصراع بين الشخصيات فلا يجوز لهم إزاء الشخصيات التاريخية التى أضافت رصيدا للإنسانية فى تاريخ الحضارة أن يقوموا بتغيير الحقيقة فى الصفات الجوهرية للشخصية أو تزييف الأحداث بما يعرض الحضارة لطمس الهوية , واعترف بعض صانعي الأفلام الوثائقية بأمريكا – كفيلم كليوباترا الذى تعتزم شبكة نتفليكس بثه - أن عملهم يقوم على سوء النية المباشرة والخداع الصريح ، بعدم قول الحقيقة كاملة وإخفاء " دوافعهم السياسة الحقيقية" حيث يطغى الضرر الذي يقع على أصحاب الحضارة التى تم تزويرها على حقوق البث ويتعداه بمراحل مفجعة تصيب الأجيال السابقة والمعاصرة واللاحقة , وهنا يكون مكمن الخطر فيتحول الفيلم الوثائقى من عمل "مبدع" إلى عمل "مضلل" للجمهور بتزوير الحقائق , مما تبرز معه أهمية مسألة المعايير الأخلاقية فى العمل الإبداعى للحفاظ على ثقة المشاهد في دقة العمل ونزاهته.

تاريخ مصر القديمة ليس داخل متحف وإنما هو فجر الضمير العام للإنسانية

يذكر الدكتور محمد خفاجى، أن تاريخ مصر القديمة ليس داخل متحف، وإنما هو فجر الضمير العام للإنسانية، فهو تاريخ يستكشف الماضى لنبصر به الحاضر فلا يجب أبدا أن يقوم على الأخبار المزيفة، ولا يجب استخدام القصص الكاذبة لتوجيه الرأي العام العالمى بالأخبار المزيفة عن أعظم حضارة فى الإمبراطوريات الشرقية القديمة.

ويضيف، أن صناعة الأخبار المزيفة فى الأفلام الوثائقية أو العمل الصحفى ذاته انكوت بناره أمريكا ذاتها، فمنذ 125 عاماً ساعدت وسائل الإعلام في بدء حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، وكانت كاليفورنيا التى يقع فى دائرتها الاًن مقر شبكة نتفليكس المصدر المسبب لها حيث يُنظر إلى الناشر "ويليام راندولف" بصحيفة هيرست في كاليفورنيا على أنه الأب الروحى "للصحافة الصفراء" ، وهو نوع من الصحافة المصممة لزيادة التداول عن طريق إثارة الأحداث الإخبارية المهمة وتزييفها عمدًا - ويوازيها حديثاً "الشبكات الإلكترونية الصفراء "- , ففي عام 1898 ، بدأت صحيفة "هيرست" حملة لإذكاء نيران الهستيريا المعادية للإسبانية خلال ثورة كان ذلك البلد يخوضها في كوبا .

والقصة باختصار أن الصحفيين اختلقوا قصصًا مروعة عن الفظائع الإسبانية ضد الكوبيين ، ودعوا الولايات المتحدة الأمريكية إلى التدخل في الصراع عندما انفجرت البارجة الأمريكية " يو إس إس مين " في ميناء هافانا - و البارجة أو دارعة (Battleship)‏هي سفينة حربية كبيرة مدرعة ببطارية رئيسية تتكون من مدافع من عيار كبير خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين - وادعت "هيرست" دون حقيقة أو دليل ، أن الكارثة نجمت عن طوربيد إسباني. وهكذا ادعت الصحف الأمريكية -المنخرطة في الصحافة الصفراء لزيادة عدد مبيعاتها- مسئولية الإسبان عن تدمير السفينة , وقد أصبحت عبارة «تذكر البارجة "مين !" فلتذهب إسبانيا إلى الجحيم (Remember the Maine! To hell with Spain!) صيحة استنفار للحرب على الرغم من أن انفجار سفينة "مين " لم يكن سببًا مباشرًا للحرب، إلا أنه كان بمثابة المحفز الذى أسرع من وتيرة الأحداث بتلك الحرب بسبب اختلاق الأكاذيب دون مصادر موثوقة لتحقيق أهداف قليلة الأهمية بالنظر للمضار التى وقعت بين دولتين مثل أمريكا وإسبانيا.