شم النسيم أصله فرعوني وتوارثه الأجيال بأكلة الفسيخ الأسوانى
بالرغم من أن الإحتفال بشم النسيم عادة فرعونية يحتفل بها المصريين منذ ما يقرب من خمسة الآلاف سنة ،إلا أن إحتفل المصري القديم بشم النسيم وكان يمثل بالنسبة له رمز الحياة والخصوبة ويقول المؤرخون أن الإحتفال بعيد الربيع يعود الى الأسرة الثالثة الفرعونية بينما يرجع آخرون اصل هذا الإحتفال إلى ما قبل الأسرات .
وأوضح على محمد الباحث التاريخى "للنهار " إنه أشتقت كلمة شم من"شمو"وتعني الحياة ثم حرفت واضيف للكلمة شق آخر وهو النسيم نظراً لإعتدال الجو في هذا الوقت من العام فأصبحت"شم النسيم" .
وأشار الباحث التاريخى ، لأطعمة شم النسيم الشهيرة التي توارثها المصريون معاني ورموز لدى المصري القديم: فبينما يرمز"البيض"إلى خلق الحياة من الجماد يرمز "الفسيخ" والسمك المملح الى تقديس المصري القديم للنيل وكل ما يأتينا منه وقد كان الفراعنة بارعين في حفظ و تجفيف الأسماك بكافة أنواعها ،وخصوصا على ضفاف نهر النيل بمحافظة أسوان.
أما"الخس"فهو رمز الخصوبة عند المصري القديم وقد اثبتت الدراسات الحديثة ان زيت الخس يحتوي على هرمونات تزيد الخصوبة كما ارتبط تناول"الملانة"بهذا الاحتفال وكانت تعرف قديماً في مصر الفرعونية ب"نبات الحمص الأخضر" .
وأكد بأن الحضارة الفرعونية العظيمة لازلت تتغلغل بداخلنا و لازلت موجودة حولنا وربما دون ان نشعر بذلك فعظمة المصري القديم باقية ما بقيت الحياة .
ويعد الفسيخ الأسوانى فسيخ الأسواني من أشهر المأكولات المميزة التى تميز محافظة أسوان فى جميع اوقات السنة وليس شم النسيم فحسب ،فأرض بلاد الذهب تشتهر دائما بالعديد من المقومات على أرضها، أرض بلاد الذهب، ومن بينها الأسماك المملحة "الفسيخ الأسواني"، باعتباره من المأكولات التاريخية والمتوارثة من المصريين القدماء ومازالت مستمرة حتى الآن.
ويعتبر الفسيخ الأسواني من الوجبات المفضلة للأهالي طول السنة مسلمين وأقباط، وتعد أكله مميزة للتخلص وعلاج نزلة البرد، بجانب أنها هناك بعض الأهالي بمحافظات الصعيد وتتمثل في أسوان قنا سوهاج، لديهم عادة تناولها كل يوم جمعة من الأسبوع.
وهناك أمزجة مختلفة للأسوانية للتفنن فى "طبخ" الفسيخ من خلال إضافة الفول السودانى غير المملح والطماطم والطحينة، فيما يعرف بالوصفة السودانية المشهورة.
فعلى الرغم من أنه تصادفت الاحتفالات بشم النسيم وتزامنت بأنها جاءت خلال أيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، والذى يشهد التخفيف من المأكولات التى تحتوى على نسبة عالية من الأملاح، إلا أن ذلك كان بعيدًا عن وجبة "الفسيخ" حيث شهدت محال الفسيخ بالسوق السياحى إقبالاً ملحوظًا، وتوافد عدد كبير من أهالى المحافظة والمحافظات المجاورة أيضًا على شراء الفسيخ بأنواعه وأحجامه المختلفة، وتزايد حركة البيع والشراء بالأسعار المتفرقة خلال هذا الموسم.
ومن ناحيته قال عصام الدين - محل فسخاني الرحمة بأسوان بأنه من المعروف بالتزامن مع موسم شم النسيم خلال كل عام يتوافد العديد من الأهالي لشراء الفسيخ والرنجة والملوحة، نظرًا لأنها الأكلة الفرعونية المفضلة لديهم خلال هذا الموسم.
وأشار بإنه أبرز أنواع الفسيخ الأسواني هي: الراية، وسمكة "كلب البحر" وتعرف بإسم “الكلابي” وأطلق عليها هذا الأسم نظرًا لأن موجود لديها أسنان كبيرة وتتغذى على الأسماك الحية بعكس غيرها من أنواع الأسماك الذين يتغذون على الحشائش، وهي متعددة الأحجام منها الصغير والوسط والكبير.
أما عن أسعار الفسيخ الأسوانى: فيصل سعر نوعية كلب البحر 230 جنيه، والحجم الكبير العادى يصل سعره إلى 120 جنيهاً، والحجم المتوسط يصل سعره 120 جنيهاً، فيما يصل سعر الفسيخ المخلى إلى 250 جنيهاً، وهو يعد جاهزا للتناول، لأنه مخلى من الشوك، بينما يصل سعر سمك السردين والرنجة إلى 80 جنيهاً.
ومن أسرار الفسيخ الأسواني الذى يميزه بمذاقه الرائع، لإختلاف طريقة تمليحه عن السمك البوري الذي يتم تمليحه بالأحشاء، إلا أن الفسيخ الأسواني يتم تنظيف أحشاءه بعد إصطياد السمكة من البحيرة مباشرة، ثم يستمر بقاء في الملح لمدة تتراوح 15 يومًا في فصل الصيف و40 يومًا في الشتاء.
وتعتبر ملوحة كلب البحر هي أشهر أنواع الملوحة بأسوان نظرا لجودتها في الطعم ولأنها تتميز بأن لها أسنانا بارزة وتتغذى على الأسماك فقط غير الأنواع الأخرى من الأسماك التي تتغذى على الحشائش، وتأتي بعدها الملوحة «الراية» من حيث الجودة. ويتم تمليح الفسيخ وتجهيزه للبيع، حيث إن تمليح السمك يرجع في الأصل إلى الفراعنة وتم توارثه عن الأجداد، وأصبح مهنة لكثير من التجار حيث يقبل المصريون على شراء الملوحة الأسوانية في المواسم، خاصة موسم شم النسيم.
فإذا كنت زائرا لأسوان أو لديك أحد الأصدقاء، فلابد أن تطلب منه الفسيخ أو الملوحة الأسوانى،لإنه السمك يربى فى المياه العذبة ببحيرة ناصر بعكس فسيخ محافظات الوجه البحرى والذى تربى أسماكه فى المياه المالحة، وذلك يفرق فى طعمه وجودته.