وأخير تحققت نبؤة (سولانا) بتولي قيادات مسلمة سدة الحكم في اوربا
من هو حمزة يوسف اول رئيس وزراء مسلم في تاريخ اسكتلندا الجديد ؟
- الوجود الاسلامي يفرض نفسه علي القيدات الحاكمة في اوربا
تقرير يكتبه نوفل البرادعي
في ليلة صيفية رائعة وفي احد الفنادق المطلة علي نهر الدانوب في قلب العاصمة المجرية بودابيست وهو الفندق المقام- بالمصادفة - علي اطلال احد القلاع الحصينة التي استطاع السلطان العثماني سليمان القانوني ان يستولي عليهافي عام 1518ميلادية وتم له فتح مملكة المجر وشرقي اوربا فيما بعد في تلك الليلة كان وزراء خارجية ومسؤولي الامن القومي لدول الاتحاد الاوربي علي موعد للأجتماع برئاسة(خافيير سولانا ) المنسق الاعلي للسياسة الخارجية والامنية للأتحاد الاوربي في الرابع من شهر يوليو(تموز ) عام2008 ميلادية وكان محور الاجتماع هي التحذير الكبير من التغلغل الاسلامي في كل المؤسسات واجهزة الحكم في اوربا وزيادة عدد السكان المسلمون في اوربا وتركز التحذير السولاني من ان دولة مثل بلجيكا عاصمة المؤسسات الاتحادية الاوربية وعاصمة حلف شمال الاطلسي سيشكل نسبة المسلمون فيها قرابة نسبة 35 % من اجمالي عدد السكان او يزيد قليلا في عام 2035 وهو ما سيجعل منصب رئيس حكومة دولة عاصمة الاتحاد الاوربي مسلما وهو من الممكن ان يشكل خطرا علي القيم والسياسات الاوربية والحضارة الغربية علي حد زعمه .
يقول الدكتور سعيد فارس الخبير بالشئون الاوربية بأتحاد الجامعات الاسلامية ان تحذير خافيير سولانا بالمناسبة ليس الاول بل سبقه الكثير من الاوربيين في اعقاب الحرب العالمية الثانية وبداية ظهور احياء صغيرة للمسلمين في عواصم اوربية عديدة بل والضغط علي يوغسلافيا السابقة لتحجيم المسلمين الذين يشكلون اغلبية نسبية للسكان في دولا مثل البانيا وفي البوسنة والهرسك وكوسوفو والسنجق ومقدونيا الشمالية والجبل الاسود ولكن مع تقدم الزمن وتطبيق النظم الديمقراطية والتحرر من القيم الاوربية العنصرية الضيقة التي تناهض الوجود الاسلامي في اوربا لاحظنا تمدد وتعزيزا للوجود المسلم في غربي القارة الاوربية خاصة من ابناء المهاجرون من باكستان والهند وبنجلاديش وتركيا ودول شمال افريقيا والمغرب العربي .
وهو ما جعل الشاب حمزة يوسف ذو الاصول الباكستانية من احفاد المهاجرون الاول يتحدث عن نفسه قائلا جدي محمد يوسف القادم من باكستان والذي عمل بمصنع في منطقة اسكتلندا بالمملكة المتحدة وجدتي رحمة علي والتي عملت في قطارات السكة الحديد لم يتخيلا في اجمل احلامهما ان حفيدهما سيكون الوزير الاول ( رئيس الوزراء ) في اسكتلندا وهو المنصب التنفيذي الاعلي في البلاد وحمزة يوسف متزوج من السيدة نادية ذو الاصول الفلسطينية ويقيم والدها حتي اليوم في قطاع غزة الفلسطيني ويكمل يوسف متحدثا عن نفسه انه في منتصف التسعينات وهي نقطة التحول الكبيرة في حياته وشخصيته كان يشاهد برنامجا في التليفزيونمسجلا بمشاركة جماهيرية عن تقييم تدريس التاريخ بالمدارس البريطانية يومها اشتكي ذوو الاصول الاجنبية ان المناهج لا تذكر شيئا عن اسهاماتهم في بناء بريطانيا الحديثة خاصة عندما رد احد المواطنين البريطانيين الاصل وذو البشرة البيضاء : ان هذا مجتمع غربي ابيض مسيحي واذا لم يعجبكم فلتعودوا الي بلادكم وهنا اشتعل الاستوديو بالنقاش والخلاف ليرد عليه الشاب غير الابيض أن هذا بلدنا ولا نعرف بلدا اخر غيره واستمرت القضية مشتعلة في بريطانيا الي ان جاء ريشي سوناك ذو الاصول الهندية وهو هندوسي رئيسا للحكومة البريطانية والمفروض الذي كان سيتولي الحكم قبله هو العراقي ناظم الزهاوي رجل الاعمال البريطاني المسلم الا ان حسابات السياسة في اللحظات الاخيرة رفعت سوناك الي زعامة الحزب .
وأضاف الدكتور فارس ان الدور في ظهور قيادات مسلمة تتولي زمام الحكم في اوربا الغربية تحديدا وصل الي اسكتلندا بتولي حمزة يوسف ذي الاصول الباكستانية منصب رئيس وزراء اسكتلندا بعد فوزه بزعامة الحزب القومي الاسكتلندي الحاكم حمزة البلغ من العمر 37 عاما فقط وهو ما يؤكد ان هناك ثمة تغير طرأ علي طريقة التفكير الاوربية في قبول الاخر المختلف دينيا والعبرة بعنصر الكفاءة والنبوغ السياسي والفكري والاقتصادي وهو الحفيد لأثنين من العمال المهاجرين في الستينات اللذين هاجرا من البنجاب الباكستانية وكانا يتحدثان لغة انجليزية بدائية .
وأعتبر الدكتور حسن المندي استاذ الحضارة الاوربية المعاصرة بجامعة بني سويف ان المجتمعات الاوربية المعاصرة تغيرت جزئيا وبشكل ملحوظ وهو ما جعل اسهم حمزة يوسف في اسكتلندا وناظم الزهاوي في حزب المحافظين في بريطانياومالك عمدة لندن الذي زين اكبر شوراع لندن بمناسبة شهر رمضان المعظم في سابقة تاريخية لعاصمة الضباب ووجود العديد من رؤساء المقاطعات والوزراء ومسؤلين تنفيذيين في فرنسا والمانيا وبلجيكا التي تشهد وجود 5 وزراء مسلمون في حكومتها هذا ناهيك عن رئاسة دولا مثل البوسنة والبانيا وكوسوفو ورئاسة الحكومة في مقدونيا الشمالية وفي بلغاريا وفي ملدوفا وفي المقابل ونظرا للمصاعب الاقتصادية التي تعاني منها الدول الاوربية سواء في الشرق او الغرب الاوربي بسبب الحرب الروسية الاوكرانية والعقوبات الاوربية علي روسيا والتي اثرت بشدة علي حياة الاوربيين للأسف انتجت المجتمعات الاوربية جيلا جديدا من التيارات اليمينية المتطرفة والنازيين الجدد وتولت بعضا من هذه الاحزاب اليمينية الحكم وطبق سياسات كارهة للمهاجرين بل وعنصرية وتمييزية ...لكن التغير جاء للأفضل وهذه المجتمعات أعطت الفرصة لأصحاب الكفاءة والقدرة والذكاء بغض النظر عن لونهم وخلفياتهم وظهر ذلك في مراكز الابحاث والدراسات والجامعات والمصارف والشركات التي تعج بابناء المهاجرين المسلمين .
ونبه الدكنور المندي الي ان حيوية المجتمعات الغربية وديناميكيتها قوية حيث انها تتعامل براجماتية وعيونها علي المستقبل وينظرون الي الملون او الاسود الذي يتولي منصبا سيخدم دولته بأقصي ما يستطيع وسينظر الي بلده الاصليس بنوع من الحنين لكن الاصل انه سيعامل وطنه الاصلي كأي مجتمع اجنبي اخر ومصالح بلده الحالية تأتي في المرتبة الاولي والثانية والثالثة وبعدها اي شيء اخر وهناك مفارقة غريبة وشائنة في نفس الوقت انه في الوقت الذي تسعي كل اجهزة الكيان الصهيوني الي شطب ومحو الوجود العربي والاسلامي والمسيحي من اسرائيل وفلسطين وجعل اسرائيل لليهود فقط وحصر المواطنين العرب اصحاب الارض في مرتبة المواطنين من الدرجة الثانية نجد انه في المقابل تفتح اوربا قلوبها وعقولها للمهاجرين لضمان استمرارية الحضارية الاوربية التي شاخت وهرمت وسميت بالقارة العجوز لتجديد شباب اوربا وهو ما أوصل حمزة يوسف رئيسا للحكومة الاسكتلندية ووجود قيادات مسلمة كثيرة في مواقع صنع القرار الاوربي وهو ما سبق وحذر منه خافيير سولانا المنسق العام للشؤون الاوربية السابق منذ اكثر من 15 عاما مضت في بودابيست عاصمة المجر وفي نفس القلعة التي فتح بها الاتراك العثمانيون شرق اوربا بأكمله .