النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 05:47 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

أمهات مع إيقاف التنفيذ..شبح يهدد حياة السيدات بعد الانفصال

من أشد القضايا إيلاماََ وحزناََ هي قضايا حرمان الأم من رؤية أبناؤها قرة عينها ووليدها التي حملته شهوراََ.

لأسباب متعددة تحرم الأم من رؤية أبناؤها وتبدأ مرحلة التحايل للحصول على حقها، وما سيخلف هذا من الأثر النفسي والاجتماعي على الأم والطفل والمجتمع الذي سيحتضن هذا الطفل ليكون عماداً لمستقبل مجهول الملامح.

*أمهات محرومة*

"احمدى ربنا دا فى حضن أبوه".. عبارة صادمة للمطلقات الأمهات اللآتى رأين الويل فى شهور الحمل والولادة المتعسرة والرضاعة والسهر من أجل تربية الأطفال، ثم سلبت منهن أمومتهن دون النظر لمأساتهن.

يضم ملف حرمان آلاف الأمهات من ممارسة حقهن الطبيعى فى تربية أبنائهن مئات القصص المأساوية، ليسقط آلاف الأطفال والأمهات ضحايا للآباء مرتكبى جريمة عدم تسليم طفل لحاضنته بدافع العند أو الهروب به وكارثة عدم تنفيذ الأحكام.

تقول "هبة" التي ينزف قلبها دما على فراق أبنائها الاثنين: تزوجت منذ 12 عاماً كنت فيهم لزوجي وأسرته خير سنت وأنجبنا طفلين، ولكن زوجي كان يتعاطى المواد المخدرة، وكان يقوم بدعوة أصدقائه للمنزل للتعاطي معاََ مرات عدة، معلقة: "كنت بخاف حد يفقد وعيه يعتدي عليا أو بنتي".

وتتابع السيدة: "استمرت هذه المعاناة سنوات، وقام زوجي بطردي من المنزل بعد مشاجرة عنيفة نشبت بيننا بسبب تعاطي المواد المخدرة وعدم سعيه للعمل للإنفاق على الأسرة، من ذلك اليوم المظلم وأنا لم أستطع رؤية أطفالي، بعد عامين فقط علمت بهروب زوجي ومعه أطفالي إلى خارج البلاد".

لم تهنئ الأم يوم بنوم أو حياة من بعد رحيل أطفال، لم تجف دمعة الأم المكلومة هبة اليوماََ لم تعرف للراحة معبر ولم تصل إلى بر الأمان، وباتت تعيش حياة بلا روح.

*تشويه صورة الأم*

بدموع القهر والحرمان التي عانت منها "نادين" لسنوات طوال بعد حرمانها من أبناؤها الثلاثة وهروب الأب بهم الي مدينة أخرى لا يعلم مكانهم إلا الله، فتشويه صورة الأم المضحية أمام صغارها هي أشد ما يؤرق نوم الأم الحزين، فالزوج لا يكتفى بمنع الصغار عنها بل يشوه صورة الأم بأبشع الكلمات، ويساعد الزوج المغيب على التمادي في خطأه أسرته التي لا تعرف للرحمة باباََ، لسنوات عدة لم تلمح الأم الحزينة طرفاََ لأبنائها الثلاثة.

تقول الأم: "لم أعرف للنوم طعماََ منذ اختفاء صغاري لم أهنئ برؤية أي منهم.. وحرمت منهم بعدما كانوا لي سندًا".

*الأثر النفسي*

تقول الدكتورة هبة على، استشاري نفسي وتربوى وعلاقات أسرية، إن لحرمان الأمهات من أطفالهم تأثير سلبي كبير على نفسية الأم وتصاب بكثير من الاضطرابات النفسية، ومنها القلق والتوتر والحزن الشديد على بعد أولادها مما تتعرض لدخول فى حالة من اكتئاب، وتشعر بالوحدة و بعض الأمهات تشعر بالذنب والتأنيب نفسها وأنها السبب فى بعد أولادها عنها.

وتضيف "علي"، أن الأم بالنسبة للطفل، كالهواء بالنسبة لهم، فهي مهمة جدا فى حياة أبنائها وخاصة فى الطفولة المبكرة و الطفولة المتأخرة، فالطفل مرتبط بأمه كحبل السري، و يشعر ويحس بها من وهو جنين، لدرجة أنه يدرك ويشعر بحب أمه وهو جنين،

فالأم هى مصدر الرعاية الرئيسى ويتأثر الطفل نفسيا بشكل كبير وقد يشعر بالتوتر والقلق وأحيانا يشعر بالحقد من زملائة، لأن لديهم أم وأسرة متكاملة وهو لا، دايما يشعر بالنقص لعدم إشباع عاطفة الام لديه، و الشعور بفقدان الأمان النفسي والاطمئنان ويظهر المشاكل النفسية من خلال تمرد الطفل على أشياء كثيرة وقلة الدافعية لديه، ويظهر مشاكل كثيرة ومنها التمرد والرفض بسبب عدم قدرته على مواجهة المشاكل المحيطة به.

وتابعت، أن الأم هي العامل الأساسي فى الترابط الأسري وعدم وجودها فى حياة أولادها يؤثر على نموهم النفسي بشكل كبير، فالأم مصدر الحب والرعاية والحنان لم يقدر أحد على تعويض الأبناء بهذه المشاعر أبدا، لأبد من وجود الأم حتى ينمو الأطفال بشكل سوى و سليم نفسيا، بدونها لم يكتمل نموهم النفسي بشكل سليم، وكثير ما نرى الابناء يغلب على تصرفاتهم طابع العدوانية و لا يستمروا فى صداقاتهم بشكل سليم ، و يزيد العنف مع الآخرين تمردا ورفضا بما يحدث لهم

*روشتة التعامل مع الأطفال*

وتؤكد، أن الأطفال هم براءة الحاضر وابتسامته وأمل المستقبل و عماده و تعتبر مشكلة الطلاق من اهم المشكلات النفسية و الاجتماعية التى تواجه الأسرة و غياب أحد الطرفين له تأثير بالغ على الطفل، وهناك روشته صحية للتعامل مع الأطفال بعد فترة الانفصال وفلابد من عدم إهانة الأباء لبعضهم أمام الأبناء أو الصراخ و الانفعال و الصوت العالى أمام الأبناء، من حق الطفل أن يشعر بالأمان النفسي و ليس التهديد النفسي، و اتباع أسلوب واحد فى التربية بتعاون من الأباء معا، و عدم بعد الأباء عن الأولاد حتى فى حالة الانفصال.

وتؤكد، أن التعاون بين الآباء شئ مهم جدا حتى يعبروا هذه الأزمه ويقدروا أن يربوا أولادهم بشكل سليم، و إن يوفر الأباء احتياجات الأبناء الأساسية و النفسية و العاطفيه لهم، وأن يبتعد الأباء عن استخدام الأبناء كوسيله لنقل المعلومات بين الأبناء، وعدم دخول الأولاد كطرف فى الخلافات و المشاكل، لابد من توفير بيئة صحية و آمنة لأبناء حتى يتربوا بشكل سليم نفسيا، ويجب الاعتدال فى التربية من الآباء و عدم إفراط أى طرف فى معاملة لأثبات أنه الاحسن أو الأفضل، و لابد من تعاون الآباء حتى ينمو أولادهم بشكل سليم.