حكم سب الدين وشروط التوبة
حكم سب الدين، المسلم لا يصدر منه إلى كل طيب الكلام والفعل، فقد نهى الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم عن التلفظ بالفحشاء بالقول والفعل، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ".
حكم سب الدين
السب والقذف من المحظورات الشرعية التي يترتب عليها العقاب الأخروي، فإذا كان السب لخالقه الذي أوجده ودينه الحنيف كان الإثم أبلغ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يبغضُ الفحشَ والتَّفحُّشَ، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُخَوَّنَ الأمينُ ويؤتَمنَ الخائنُ، حتَّى يَظهرَ الفُحشُ والتَّفحُّشُ، وقَطيعةُ الأرحامِ، وسوءُ الجوارِ، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ إنَّ مَثَلَ المؤمنِ لَكَمثلِ القطعةِ مِنَ الذَّهبِ نفَخَ عليها صاحبُها فلم تَغيَّرْ ولم تَنقُصْ، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ إنَّ مثلَ المؤمنِ لَكَمثلِ النَّحلةِ أَكَلَت طيِّباً ووضعت طيِّباً، ووقعت فلم تَكْسر ولم تُفسِد".
حكم سب الدين، لم يختلف الفقهاء في حكم سب الدين، سواء كان سب الخالق أو سب الدين الإسلامي، فهو كافر مرتد عن الإسلام، قال الله عز وجل: "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ*لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ".
حكم سب الدين، يجب على المسلمين أن يحذروا سب الدين فإنه من نواقض الدين الإسلامي، وبذلك يكون كافر مرتد عن الإسلام، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِئ".
حكم سب الدين عند الإفتاء
قالت دار الإفتاء المصرية، إن سب الدين إن قُصد به الشريعة المطهرة، والأحكام التي شرعها الله تعالى لعباده على لسان نبيه، فهو كفر قطعًا، وإن قُصد غير ذلك فينظر في قصده الآخر، ولا يحكم عليه بالكفر، ولا تحرم عليه زوجته، ولكنه مع كونه ليس كفرا فإنه فسق يأثم به الإنسان، وينبغى للمسلم أن ينزه نفسه عن هذه الألفاظ القبيحة.
وأضافت الإفتاء، أن سب ملة الإسلام أو دين المسلمين كفر، ولكن لا يحكم بذلك الأشخاص، وإنما مرد ذلك إلى القضاء، فالحكم بالخروج عن الملة يحتاج إلى إقامة دعوى قضائية تقام أمام القضاء، وللقضاء وحده الحكم فى هذا الشأن، ولا يجوز للأشخاص أن يحكم بعضهم على بعض بالكفر.
حكم سب الدين في حالة الغضب
يرى فقهاء الإسلام أن من سب الذات الإلهية أو الدين الإسلامي في حالة غضب شديدة بحيث لم يكن يعلم ما يقول أو يفعل، فليس عليه شيء، ولا يؤخذ عليه ما صدر عنه، بعدما كان في حالة غضب شديدة.
هل تقبل توبة ساب الدين
اختلف أهل العلم في قبول توبة ساب الدين أو ساب الله على قولين، فقال فقهاء الحنابلة: إنّ توبته لا تقبل، بل يحكم عليه بالقتل لكفره، ولا تجوز الصلاة عليه، ولا الدعاء له بالرحمة، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
والقول الثاني أن تقبل توبته إذا عُلِم عنه صِدق توبته إلى الله، وأقرَّ بأنّه قد أخطأ بحقّ الله وحقّ نفسه، ثمّ وصف الله -سبحانه وتعالى، بما يليق به من صفات الكمال والتّعظيم.