زيادة الإنتاج مليون برميل يوميا لتغطية النفقات في ليبيا
كشف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، خلال لقاءه مع رئيس حكومة الوحدة منتهية الشرعية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، عن خطة لإستقرار إنتاج النفط والغاز الليبي وزيادته ليصل 2 مليون برميل يومياً.
خطة جاءت في ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها البلاد وبالأخص مدينة الزاوية التي سيطرت فيها الميليشيات على مصفاة النفط وطالبت من الدبيبة مدها بالأموال مقابل حمايته وضمان بقاءه في منصبه.
ففي وقتٍ سابق كشفت مصادر عن وجود خلاف بين الميليشيات وحكومة الدبيبة على نصيب كل منهم من النفط الليبي وعائدات بيعه في السوق السوداء الأمر الذي دفع ميليشيا الفار وغنيوة للتحالف ضد الدبيبة والإستيلاء على مصفاة الزاوية إلى حين خنوع الدبيبة وموافقته على شروطهم.
وفي محاولة من حكومة الدبيبة للتغطية على فشلها الذريع في السيطرة على الميليشيات التابعة لها، نفى وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة، محمد عون، تأثر العمل في مصفاة الزاوية وأكد أن المصفاة لم تتوقف عن العمل وأن الحواجز حالت دون دخول المستخدمين لها لكن سُمح للبعض بالدخول والإستمرار في عملية التشغيل.
ليخرج الدبيبة وبن قدارة بعد أيام ويعلنا عن خطة لزيادة إنتاج النفط الأمر الذي إعتبرها العديد من الخبراء والمراقبين للمشهد السياسي الليبي إعتراف صريح من الدبيبة على خنوعه وموافقته على مطالب الميليشيات، وبحسب الخبراء فإن هذه الزيادة سيتم تخصيصها لقادة الميليشيات.
إلى جانب الميليشيات هنالك طرف آخر يبحث عن نصيبه من النفط الليبي في جميع المناسبات وهو الولايات المتحدة الامريكية، التي وبعدما فشلت في تمرير مقترح إدارة عائدات النفط الليبي، بدأت تعرض خدماتها على الدبيبة مقابل إبقاءه في منصبه وتعطيل الإنتخابات الرئاسية إلى اجل غير مسمى.
حيث انه في اواخر مارس الماضي تعاقدت شركة "هوني ويل" النفطية الأمريكية مع المؤسسة الوطنية للنفط على مشروع لزيادة القدرات الإنتاجية لمصافي التكرير في الزاوية وإيجاد الحول المناسبة والمتاحة لمصفاة رأس لانوف بالإضافة إلى توقيع عقود لإنشاء مصفاة في الجنوب الليبي.
وبعد أحداث الزاوية الأخيرة والخلاف بين الميليشيات والدبيبة، قررت واشنطن أن تُطالب الدبيبة بزيادة نصيبها من النفط الليبي المُهرب، والدبيبة بدوره وخوفاً من فقدان دعم واشنطن الدولي لحكومته ولبقاءه في منصبه قرر أن يزيد إنتاج النفط لدفع تكلفة الحصانة الأمريكية دولياً والميليشيات محلياً من جيوب الشعب الليبي البسيط.
التدخل الامريكي في الشان الداخلي الليبي على الصعيد السياسي أو الإقتصادي ليس وليد اللحظة، حيث أن واشنطن تدعم من يدعم مصالحها وينفذ اجنداته وفي الوقت الحالي هذا الشخص هو رئيس حكومة الوحدة في طرابلس.
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي الليبي، كامل المرعاش، أن الصفقات الأخيرة التي أبرمتها واشنطن في ليبيا مرتبطة بحسابات سياسية لحكومة الدبيبة التي تتشبث بالدعم الأميركي لها للبقاء في السلطة، وأن هذه الصفقات عقدت من قبل حكومة الدبيبة كرسالة للحصول على دعم الولايات المتحدة.