أبرزها السرطان.. تجارة «الملح المغشوش» خطر يهدد حياة أهالي المنيا
يعتبر الملح من المنتجات الموجودة في كل البيوت المصرية، حيث يدخل في مكونات كافة الأغذية التي نتناولها في البيوت، ويعتبر الملح المغشوش والفاسد من المخاطر التي قد يتعرض لها أي بيت مصري.
فنجد الملح المغشوش قد ضرب البيوت في محافظة المنيا، وفي هذا التحقيق نبحث عن دور الأجهزة المسئولة في توجيه ضربات لمداهمة مخازن تجار «السم الأبيض».
فبداخل محافظة المنيا، عروس الصعيد، أصبح المواطنين فريسة لجشع وطمع تجار، فقدوا أمانتهم وأصبحوا يتاجروا بالملح المغشوش، لكي يحققوا أرباح ضخمة في وقت قصير، دون مراعاة مخاطر الملح المغشوش على صحة المواطنين، ومن ثم، كان لـ«بوابة أخبار اليوم»، مغامرة صحفية لكشف مافيا «السموم البيضاء»، وأضرارها على الصحة العامة، وطرق الحصول على الملح السليم والمستخدم في التصنيع الغذائي.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة إسراء أحمد خبيرة التغذية والباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا القليوبية، التابع لمركز البحوث الزراعية، إن الغش هو كل منتج دخل عليه تغيير بصورة ما فقده شيئًا من قيمته المادية أو المعنوية، سواء كان ذلك بالإضافة أو بالإنقاص أو بالتصنيع أو بغير ذلك، فـللغش صور عديدة منها منتجات «بير السلم»، فقد تنتج ملح الطعام دون إضافة اليود، أو وضع مكسبات طعم ولون دون النظر إلى الضرر العائد منها، والنظر فقط للمكسب المادي.
وتابعت، إن من أضرار الملح المغشوش، عدم إضافة مادة اليود له بكمية مناسبة أو بدونها، وهذة المادة تلعب دور رئيسي في نمو الأطفال، ولذلك طالب المعهد القومي لتغذية، الحكومة بدعم منتجي الملح، وإعطاء اليود بأسعار مخفضة وفي بعض الأوقات بالمجان، وهذا يحدث في الملح ذات الجودة.
وأشارت خبيرة التغذية والباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا القليوبية، ويعتبر الملح من أهم مصادر اليود التي يحصل عليها الإنسان، وكذلك الصوديوم، فأن تناول كميات كبيرة منه بغير حساب يتسبب في ارتفاع ضفط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان المعدة، ولذلك فأن الملح الصخري الخشن يعتبر أفضل أنواع الملح بعد إضافة اليود له، لإحتوائه على عناصر أساسية مهمة مثل الكالسيوم والزنك والمغنسيوم والتي لها فؤائد صحية تساعد على الهضم.
ونصحت إسراء، بشراء المنتجات الغذائية من أماكن معروفة ولها سمعة طيبة، لا تعرض منتجاتها في الشمس لأنها تتفاعل مع الحرارة، كما أن المغشوش منها قد يصيبك بداية من المغص المعوي والإسهال أو الترجيع، وصولاً إلى الإصابة بالصفراء أو الجفاف إلى الوفاة.
وفي سياق متصل، قال «أحمد. س»، تاجر جملة مواد غذائية، بمحافظة المنيا، إن أسعار الملح تبدأ من 60 قرش سعر الكيس الواحد، وهناك العديد من الأسعار، لافتاً إلى أن سبب انخفاض السعر رغم ارتفاع الأسعار، يرجع إلى أن الملح أرخص من الرمل، وذلك لأنه مغشوش، ولا يصلح وسبب ارتفاع سعرة هو سعر السولار المستخدم في عملية نقله، وأن مصانع تعبئة الملح كثيرة هنا بمحافظة المنيا، فهم يقومون بتقليد أي علامة تجارية وتعبئتها في أكياس.
وتابع، تاجر الجملة، إن هناك تجار لديهم مصانع تعبئة يقومون بتقليد العلامات التجارية الشهيرة، وكما أن أصحاب المصانع والمخابز لا يهتمون أبدا بجودة الملح، ويهتمون فقط بالسعر الأقل، قائلين: "معدة المصريين تهضم الظلط"، فهم يشترون الملح بالطن ويأتي لهم مثل الرمل على عربيات نقل ويضعونه على الأرض ويستخدمون منه بالطلب، علما بأن سعر طن الملح هذا لا يتعدى 400 جنيه، يعني أرخص من الرمال.
من جانبه، أكد دكتور أيمن حسام الدين، رئيس مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك، أن تعبئة المنتجات بعلامة تجارية دون أن يتم تصنيعها ويتم بيعها للمواطنين تعتبر جريمة غش تجاري يعاقب عليها القانون.
وتابع إن جهاز حماية المستهلك لديه خط تفتيش على جميع الأنشطة المتواجدة في السوق المصرية، حيث يقوم الجهاز بشن حملات دورية على مصانع «بير السلم» وفقاً للخطة الزمنية التي يعمل بها الجهاز، بجانب رصد البلاغات التي يتم العمل عليها بشكل فوري بمجرد التحقق من صحتها.