النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:41 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

حكم المصافحة بعد الصلاة.. دار الإفتاء تجيب

حكم المصافحة بعد الصلاة، سؤال طرحه كثيرون عبر مراكز الفتوى ومواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة هل يجوز المصافحة بعد الصلاة كما يفعل البعض عقب الانتهاء من التسليم قبل ختم الصلاة.

حكم المصافحة بعد الصلاة

يجوز للمسلم أن يصافح أخيه بعد الصلاة، فيجوز أن يدعو لأخيه بالقبول والمغفرة، وأن يقول له تقبل الله منا ومنك، فقد شرع للأمة إذا تلاقوا أن يتصافحوا، وكانوا إذا لقوا النبي صلى الله عليه وسلم صافحوه، وكان الصحابة إذا تلاقوا تصافحوا، فالمصافحة سنة.

ويستحب التصافح بين المسلمين بعد الصلاة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مصافحةُ الصحابة الكرام له وأخذهم بيدَيه الشريفتين بعد الصلاة في بعض الوقائع؛ ففي صحيح الإمام البخاري عن أَبي جُحَيفةَ رضي الله عنه، قال: "خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالهاجِرةِ إلى البَطحاءِ، فتَوَضَّأَ، ثُم صلَّى الظُّهرَ رَكعَتَينِ والعَصرَ رَكعَتَينِ وبينَ يَدَيهِ عَنَزةٌ، وقامَ النَّاسُ فجَعَلُوا يَأخُذُونَ يَدَيه فيَمسَحُونَ بها وُجُوهَهم".

المصافحة تقرب المسلمين من بعض وتزيد المحبة والسلام بينهم، كما أنها ترفع الشحناء والبغضاء، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إذا التقَى المُسْلِمان، فتصافحا، وحَمِدا الله عزَّ وجلَّ واستَغْفَرَاه، غُفر لهما".

رأي الإفتاء في حكم المصافحة بعد الصلاة

قالت دار الإفتاء المصرية، إن المصافحة عقب الصلاة مشروعة، وهي بين الإباحة والاستحباب؛ لأنها داخلة في عموم استحباب التصافح بين المسلمين، فالمصافحة بعد السلام تكون سببًا لرضا الله تعالى عن المصلين، وزوال ما في صدورهم مِن ضيقٍ وغِلٍّ، وتساقط ذنوبهم مِن بين أَكُفِّهِم مع التصافح".

وأشارت الإفتاء، إلى أن الشُرِع أباح لنا السلامُ بعد انتهاء الصلاة عن اليمين والشمال، وفيه ذلك يقول العلماء: أنه للمصلي حينئذ أن يَنوِي السلام على مَن التفت إليه مِن ملائكة ومؤمنِي إنسٍ وجِنٍّ إلى مُنقَطَع الدنيا، ويَنوِي الرَّدَّ أيضًا على مَن سَلَّمَ.

وأوضحت أن ما ذهب إليه بعض العلماء من القول بكراهة المصافحة عقب الصلاة؛ أنهم نظروا إلى أن المواظبة عليها قد تُؤَدِّي بالجاهل بأحكام الصلاة إلى اعتقاد أنها من تمام الصلاة أو سننها المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا بالكراهة؛ سدًّا لذريعة هذا الاعتقاد.

وبينت الإفتاء، أن جمهور العلماء أجمعوا على ترك التوسع في باب سد الذرائع؛ لِما يُجرُّ إليه مِن التضييق على الخَلق وإيقاعهم في الحرج، والاستدلال بالترك على عدم المشروعية موضعُ نظرٍ؛ لأن الأصل في الأفعال الإباحة.

وتابعت أن المصافحة مشروعة بأصلها في الشرع الشريف، وإيقاعُها عقب الصلاة لا يُخرِجُها مِن هذه المشروعية؛ فهي مباحة أو مندوب إليها، مع التأكيد أنها ليست مِن تمام الصلاة ولا مِن السُّنَنِ التي نُقِل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومةُ عليها بعد الصلاة.