سهرات قرآنية.. أشهر عادات أهل المنيا في ليالي رمضان
مازال يتمسك سكان قرى محافظة المنيا بعدد من العادات والتقاليد، والتي يأتي في مقدمتها السهرات القرآنية والإفطار الجماعي بدعوة الأقارب والجيران خلال أيام الشهر الكريم، وكذلك تبادل أطباق الأكل بين البيوت في القرى والتجمعات.
ومع تنوع الثقافات والموروثات الشعبية، تظهر عادات قديمة قاربت على الاندثار التي تعبر عن روح شهر رمضان الكريم والابتهاج به في بعض القرى التي مازالت تحرص على الحفاظ على هذه العادات، لذلك تنتشر بعض العادات الغريبة لدى بعض الشعوب في شهر رمضان.. بعضها غريب وبعضها لا يصدق! فما هي أغرب عادات وتقاليد الشعوب في رمضان.
وتأتي سهرات رمضان القرآنية أحد أشهر وأقدم العادات داخل المنازل الريفية بقرى مركز ملوي التي مازالت راسخة بين أهالي القرى، وتحرص عليها العائلات بمحافظة الشرقية، بالرغم من تغيير إيقاع الحياة.
وتعتبر عائلات قرى مركز ملوي هي الأكثر تمسكًا بتلك العادات الرمضانية النادرة وتحرص العائلات سنويًا في قرى على "اللمة العائلية" والإفطار سويًا داخل مضيفة العائلات وإحياء السهرات الرمضانية، وتلاوة القرآن التي تبدأ بعد الانتهاء من صلاة التراويح حتى الثانية عشر بعد منتصف الليل وسط أجواء مليئة بالفرح والسعادة.
ويجتمع الأهالي والجيران حول المقرئ يستمعون منه ما تيسر من القرآن الكريم يوميًا على مدار الشهر بأكمله، بالإضافة لتجهيز هذه العائلات للمشروبات الساخنة والحلويات التي يتم توزيعها خلال السهرة حتى وقت السحور فهناك من يتوجه إلى منزله وفي بعض الدواوير يكون هناك سحور جماعي لأفراد العائلة ومن يتردد عليهم من الأهل والجيران.
"يااااه فين ليالي زمان وسهرات رمضان".. هكذا بدأ محمد جمعه توني حديثه، قائلاً: "كنت في الثامنة من عمري أذهب مع والدي كل ليلة للإفطار في أحد منازل القرية وبعد صلاة العشاء يجتمع الأهالي حول المقرئ ويستمعون لقراءة القرآن الكريم حتى الحادية عشر مساءً وتستمر يوميًا على مدار شهر رمضان.
وأضاف: "فاكر إن في ناس كانت مش بتطول تاخد المقرئ ليلة كان بيكون محجوز خلال الثلاثين ليلة، بصراحه نفسي الزمن ده يرجع تاني لأن الأيام دي مش زي أيام زمان مع إننا مازلنا مستمرين في الحفاظ على تلك العادة القرآنية الجميلة التي تجمع الأهل والأحباب".
وتابع: "سهرات رمضان عادة رمضانية تتوارثها الأجيال ومعظم العائلات في قرى المركز مازالوا متمسكين بأحياء السهرات القرآنية او كما يطلق عليها سرة رمضان التي تقام داخل المنازل كل ليلة وعلي حسب الدور مش وبس هي كل شخص بياخد دورة في واستضافة المقرئ كل ليلة لقراءة القرآن داخل منزله الناس بتجهز لليلة دي قبله باسبوع من اكل وشرب كل واحد عايز ليلته تكون هي الاحسن الان في الافطار المائدة بكون عليها لا يقل عن اربعين شخص وعلي رأي المثل «ليلتك سعيدة يا ضيف قال عليك وعلى عيالك» تقوي أواصر المحبة بين الأهل والجيران وأفراد العائلة الواحدة فضلا عن ثواب الاستماع للقرآن الكريم".
أما القارئ الشيخ صالحين خميس (60 عامًا)، وهو واحد من مشاهير القراء يقول: "أنا بقالي أكثر من 40 عاما أحيي ليالي شهر رمضان المعظم بقراءة آيات القرآن الكريم وهي واحدة من أهم مميزات محافظات الصعيد وتحديدًا قراها؛ حيث إن شهر رمضان هو شهر البركة وشهر التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن في المنازل تعمر هذه المنازل وتزيدها بركة وتحافظ عليها كما أن الأهالي يحرصون بشكل كبير على الحضور والاستماع للقرآن، وهو ما يقوي علاقاتهم ببعضهم البعض، ويزيد من أواصر الترابط والمحبة بينهم".
واختتم حديثه قائلاً: "مع أن في ناس كتير اتخلت عن تلك العادة القرآنية لكن مازال بعضهم يصارع علي استمرار واحياء ليالي رمضان المبارك خلال تلاوت القران داخل منازلهم ليلة لقراءة القرآن لم اشطرت علي اجر قراءة الليلة القرآنية في رمضان لكن الامر اصبح ضعيف مقارنتا بالسنوات الماضية بعض الاهالي تخلوا عن احياء ليالي رمضان بحجة انها بدعه لكن انا منذ اكثر من اربعين عام مر في حياتي ام تعدي ليلة واحدة خلال شهر رمضان اللي واكون اقرأ القران داخل احد المنازل في مشهد تمله البهجة بين الاهالي"