”أبغض الحلال”.. هل يقع الطلاق في شهر رمضان؟.. خالد الجمل: ”جائز بشرط توثيقه”.. وقانوني: ”لا يصح في حالة الغضب”
العديد من التساؤلات المستمرة حول الأحكام الشرعية وضوابط التعامل بين الزوجين في مختلف نواحي الحياة، تتجدد في شهر رمضان المبارك، ومن بين أكثر الأسئلة إثارة للجدل.. سؤال حول مدي صحة وقوع الطلاق في شهر رمضان.
في هذا الإطار تحدث موقع جريدة "النهار المصرية" مع عدد من الخبراء للإجابة على هذه التساؤلات التي تهم المواطنين في مختلف بقاع الأرض، ليجيبوا عن هذا السؤال من الناحية الدينية والقانونية.
الجمل: الطلاق الشفهي لا يقع
في البداية يقول الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بالأوقاف، أنه أولاً يجب أن يتم الفصل كلياً بين شهر رمضان المعظم وبين فكرة إيقاع الطلاق شرعاً وأنه لا علاقة بين رمضان والطلاق، ومن ثم فإن الطلاق يجوز في شهر رمضان ولا شيء يحرمه خلال الشهر المبارك سواء من الناحية الشرعية وفقا لما تواترت عليه أراء الفقهاء أو حتى وفقاً لصحيح القانون والذي لم يرد به ذكر لصحة أو عدم صحة الطلاق في شهور أو أيام محددة من السنة.
وأضاف "الجمل"، أنه جري العرف بشكل الاتفاق تقريباً إلى أن الكثيرين يفضلون تأخير الطلاق إلى ما بعد شهر رمضان، لاعتبارهم أنه شهر الخيرات، مما يستوجب معه الصبر إلى أقسى حدود قبل اتخاذ قرار الطلاق وهو قرار مصيري يصعب اتخاذه في لحظة غضب أو انفعال.
وتابع الشيخ خالد الجمل، أن الذين يقولون أن الطلاق يحدث في رمضان نتيجة العصبية الزائدة التي قد تنتاب الصائم، فهذا كلام خاطئ، وخير مثال على ذلك، أن أفضل أيام المسلمين من حيث الانتصارات كانت في شهر رمضان، وهو ما يعني اتخاذهم قرارات صائبة، ومن بينها عبور المصريين خط بارليف.
وتابع "الجمل"، أن البعض يقول أنه يفضل أن يؤجل الطلاق لنهاية شهر رمضان، وهذا يدفعنا لطرح سؤال بديهي، فإذا كان الرجل يستطيع أن يؤجل الطلاق لنهاية الشهر ويتحمل، لماذا لا يلغى فكرة الطلاق تمامًا.
وأكد "الجمل" على ضرورة توثيق الطلاق بشكل رسمي، وإن لا يقع الطلاق بكلمة شفاهية، لأن الكلام سهل، والطلاق ليس سهلًا، لابد أن يرتبط الطلاق بخطوة يخطوها الرجل بشكل جدي، حتي يقع الطلاق، وهذا لا يحدث إلا بتوثيقه.
قانوني: طلاق الغضبان لا يقع
فيما يقول بلال نصر الدين، المحامي والمستشار القانوني، إن الطلاق لا عبرة في اعتبار وقوعه من عدمه بزمان او بمكان التعبير عنه سواء قولاً او كتابة او غير ذلك، وانما العبرة باتجاه ارادة المفصح عنه الى انهاء العلاقة الزوجية بدون ان يقع عيب على هذه الارادة بحيث يعدمها او ينتقص منها.
وأكمل "بلال" فإذا سيطر على الشخص حالة من الغضب الشديد بحيث لا يدري ما يقول ويفعل, وقام بالتعبير عن رغبته في الطلاق سواء بقول او بفعل وهو بهذه الحالة فلا يقع الطلاق قانوناً.
وأشار "بلال"، لذلك جرى قضاء محكمة النقض على أن المقرر في فقه الحنفية – الواجب العمل به وفقا لنص المادة 280 من لائحة ترتيب المحاكم الشرعية – أن طلاق الغضبان لا يقع إذا بلغ به الغضب مبلغا لا يدرى معه ما يقول أو يفعل، أو وصل إلى حالة من الهذيان يغلب عليه فيها الاضطراب في أقواله وأفعاله، وذلك لافتقاده الإرادة والإدراك الصحيحين.
واستكمل حديثه قائلًا: فقضت بأنه: المقرر في فقه الحنفية الواجب العمل به وفقا لنص المادة 280 من لائحة ترتيب المحاكم الشرعية أن طلاق الغضبان لا يقع إذا بلغ به الغضب مبلغا لا يدري معه ما يقول أو يفعل أو وصل به إلى حالة من الهذيان يغلب عليه فيها الاضطراب في أقواله وأفعاله وذلك لافتقاده الإرادة والإدراك الصحيحين، وكان تقدير توافر الأدلة على قيام حالة الغضب هذه هو مما يدخل فيما لمحكمة الموضوع من سلطة تقدير الدليل في الدعوى فلا تخضع بصدده لرقابة محكمة النقض طالما كان استخلاصها سائغا".
الفقهاء يحسمون القضية
يرى علماء وفقهاء المسلمين وأجمعوا على أن طلاق رمضان يقع، لأنه لا علاقة للزمن سواء رمضان أو يوم جمعة أو غيره، كما قال مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، أن الطلاق تصرف شرعى يتم بإرادة منفردة، وتترتب عليه آثار شرعية معينة، فيجب إذا صدر أن يصدر عن إرادة حرة، وعن اختيار كامل، ولذلك لم يوقع الفقهاء طلاق الصبي؛ لعدم اكتمال إرادته.
الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف رد فى عام 2018 على سؤال طرحته زوجه قالت فيه، إن زوجها رمى عليها يمين الطلاق في نهار رمضان، وحينما سألت أحد المشايخ قال لها لا تحسب إكرامًا للشهر الفضيل.. فهل هذا صحيح؟.. فأجاب الشيخ على جمعها حينها وقال لها، تحسب طلقة ولا يوجد اختلاف بين الطلاق في نهار رمضان وغيره من شهور السنة.
ويؤكد العلماء أن الخلع أو الطلاق قرار شخصى للزوج أو الزوجة ويجوز الطلاق أو الخلع فى رمضان حيث أنه ليس هناك ما يمنع الطلاق أو الخلع في شهر رمضان حيث أن لا علاقة بين رمضان والطلاق، باعتبار أن ذلك الأخير هو عقد يرجع إلى الزوج في استكماله أو عدمه بناء على ما يراه مكروهاً وبناء على قدرته على الصبر والتحمل، وإن كان القرآن الكريم قد حثه على الصبر إلى أبعد ما يكون.