العميد ماجد الجبلي لـ ”النهار ” الاتفاق السعودي الإيراني تاريخي أثبت قوة القرار السيادي للمملكة
اعتبر الباحث السياسي والعسكري بمركز البحر الأحمر للدراسات العميد ماجد الجبلي أن الاتفاق السعودي الإيراني الذي عقد برعاية صينية قبل أيام بأنه اتفاق تاريخي أثبت قوة القرار السيادي لدى القيادة السعودية وحرصها ومسئوليتها على أمن المنطقة وأن هذا الاتفاق تفاجأت به الكثير من دول العالم خصوصا العظمى ويعتبر صفعة غير متوقعة للكثير من الدول والتي كانت تخطط لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وأن هذا شيء واضح وملموس.
وأكد "ماجد الجبلي" أن الزخم الذي حضي به الاتفاق على المستوى الإقليمي والدولي هو نتيجة ما يمثله الاتفاق من أهمية مكانية تتمثل في تحقيق الاستقرار بالمنطقة التي تعتبر قوة اقتصادية صاعدة والموقع الأكبر لإمدادات الطاقة في العالم، مشيرا إلى أن الاتفاق أيضا يكتسب أهمية زمانية تتمثل في التصعيد العسكري المتزايد في العالم، وهو ما يعزز من إمكانية حدوث حرب عالمية ثالثة قد تستخدم فيها الأطراف المتصارعة أسلحة نووية مدمرة.
وأشار"الجبلي " إلى أن الصراع الروسي الأوكراني جعل العالم يعيش على صفيح ساخن، الأمر الذي خلق حالة من التجاذبات أهما التهديدات الصينية والأمريكية حول تايوان، بالإضافة إلى الصراع الخفي بين روسيا وفرنسا حول السيطرة السياسية في إفريقيا، والصراع الإيراني الغربي حول برنامج إيران النووي، مؤكدا أن طبيعية الصراع القائم في المنطقة أوجد حربا اقتصادية محتدمة بين مختلف القوى الدولية.
وأضاف" الباحث العسكري اليمن " كل ذلك يعزز من أهمية الاتفاق السعودي الإيراني لما من شأنه أن يساهم في تحييد المنطقة، والنأي بها عن هذه الصراعات، وتفويت الفرصة على القوى المتربصة بالمنطقة، والطامعة في استغلالها، وابتزازها اقتصاديا وعسكريا.
وصرح أن هذا الاتفاق يحمل مؤشرات إيجابية للملف اليمني، والحرب القائمة بين القوى الأمامية الشيعية المدعومة من إيران، وبين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي يمثل دعم التحالف للشرعية بقيادة السعودية هو دعم شرعي قانوني بتأييد أممي وعلى رأس هذا التأييد الأممي القرار 2216، مشيرا إلى أن الاتفاق سيساهم في إيقاف التدخلات الإيرانية في الأمور الداخلية للدول العربية، ويلزمها بعدم تسليح الميليشيات الأمامية الحوية والأذرع الإيرانية الأخرى في المنطقة حسب ما ورد في الاتفاقية وهو عدم تدخل إيران في الشأن الداخلي للدول.
وتطرق إلى أن فتح القنوات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران سوف يؤدي إلى دفع إيران للضغط على ميليشياتها الأمامية الكهنوتية الحوية للقبول بالسلام، وقال إننا في اليمن نأمل إنهاء هذه الحرب والإجرام السلالي على اليمنيين، وإيقاف الاعتداءات الإرهابية الحوية على الشعب اليمني وعلي أمن دول الجوار والممرات البحرية الدولية وأشار بأنه في حالة لم ينعكس هذا الاتفاق إيجابيا على الملف اليمني فإن النتائج ستكون إيجابيا لصالح الشرعية في اليمن والتحالف العربي ضد المشروع الانقلابي الحوثي وأن ما بعد الاتفاق ليس كما قبله.
وأكد أن توقيع هذا الاتفاق يعد نجاح الدبلوماسية السعودية التي تنطلق من رؤية المملكة 2030 بتحقيق النمو والاستقرار في المملكة والمنطقة، من خلال تصفير الصراع، وتحييد الخصوم، وتفويت الفرصة على مشاريع نشر الفكر الشيعي، ومشاريع الابتزاز السياسي، ومشاريع الاستغلال الاقتصادي الذي تستغله الدول العظمى ودأبت عليه.
وأضاف أن هذا الاتفاق جاء في وقت كانت فيه إيران في أضعف مراحلها، حيث تمر بأزمات اقتصادية، ومظاهرات واحتجاجات شعبية، وصراعات داخلية، وتهديدات خارجية، وهو ما يجعلها اليوم ومستقبلا رهينة الالتزام الأدبي أمام الموقف السعودي الذي حمل بصمات إنسانية، وشهامة سياسية تعتبر سابقة هي الأولى في التاريخ الحديث والمعاصر.
وأكد أن الاتفاق السعودي الإيراني سيضع أطماع إيران حبيسة الرعاية الصينية التي تلزمها أخلاقيا، وسياسيا، وقانونيا بإلزام إيران احترام تعهداتها، وإلتزامتها، وسيرفع المملكة العربية السعودية من خط المواجهة بين إيران والغرب، ويعفيها من أي تبعات عسكرية، أو اقتصادية، أو قانونية، نتيجة للصراع الإيراني الغربي.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية اليوم ليست كما كانت قبل 10 سنوات وذلك من مختلف الجوانب، مشيرا إلى أنها اليوم أصبحت في مصاف الدول المتقدمة عالميا من حيث التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية التي تقف على أرضية صلبة وتوجهات المملكة الاستراتيجية في الصناعة وتنوع الدخل القومي وتوطين الصناعات والمشاركة في الصناعات العسكرية وتنوع العلاقات الدولية والذي يجعلها في مكانة أقوى من ما مضى ويمكنها من قدرتها على التعامل إقليميا ودوليا مع كل الملفات الساخنة بحكمة واقتدار وصلابة .