حامد محمود يكتب: الديمقراطية تنتصر
استوقفنى خبر زيارة نقيب الصحفيين المنتخب خالد البلشى لمقر جريدة الأخبار لتقديم الشكر لرئيس تحرير الجريدة العريقة الكاتب الصحفى الكبير خالد ميرى, منافسه فى الانتخابات على مقعد النقيب, ولِمَ لا؟!؛ فقد سبق ميرى بتقديم التهنئة لمنافسه فور إعلان اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات عن فوزه بالمقعد بفارق يزيد على المائتى صوت, وجاءت هذه التهنئة لتضفى أجواء من الاحترام والود لكل المتنافسين, فالجميع رابحون ولم يخسر أحد, فالجماعة الصحفية اكتسبت تجربة مهمة تضيف لتاريخها العريق, وأرست أيضًا لشبابها تعميق الاحترام والود بين الجميع, فالكل فى مهنة واحدة ومركب واحد.
ولعلى لا أبالغ فى القول بأن زيارة النقيب الجديد لمنافسه فى الانتخابات أضفت مزيدًا من الأمل والتفاؤل على الأجواء السياسية العامة فى المحروسة التى عاشت أجواء غابت عنها لسنوات مضت, فالمعركة الانتخابية التى شهدت وقائعها نقابة الصحفيين يوم الجمعة الماضى, كانت أشبه بملحمة وطنية, سيطرت عليها اجواء الحماس من شباب الصحفيين, بينما أدار شيوخها المنافسة بحكمة واقتدار فى جوء مفعم بالمحبة وروح المنافسة الشريفة, وليس أدل على الأجواء الحماسية من مشهد الحشود التى ملأت طرقات وجنبات وسلالم النقابة العتيدة التى تقع فى شارع عبدالخالق ثروت, هذه الحماسة دفعت باللجنة المشرفة على الانتخابات برئاسة النقيب السابق ضياء رشوان إلى مد التصويت المحدد له بالانتهاء تمام الساعة السادسة مساء لتمده لمدة ساعة ثم تتلوها بساعة أخرى حتى تتيح الفرصة لهذه الأعداد الغفيره للمشاركة فيما وصفت بأنها أقوى جمعية عمومية للجماعة الصحفية ومن أكثرها صحة وعافية.
تحية واجبة لكل جموع الزملاء الصحفيين فى كل الصحف والمواقع الإخبارية, وأتمنى أن تتكرر هذه التجربة فى نقابة الإعلاميين أيضًا, حتى يستعيد الإعلام المصرى قوته المعهودة.