في أخطر حوار لـ«النهار».. وزير خارجية اليمن: نعتز بعلاقتنا مع مصر ونرحب بالتعاون بين الرياض وطهران
وزير خارجية اليمن أحمد عوض بن مبارك لـ«النهار»:
تعنت الحوثيين أطال أمد الحرب فى اليمن.. ولن نقبل المشروع الإيرانى.. ولدينا شروط للحوار!
الحكومة الشرعية موجودة فى عدن.. وليس لنا اتصالات مع إيران
الدبلوماسية اليمنية تتعرض للاغتيال المعنوى.. ونأمل هدنة طويلة الأمد
فى لقاء استثنائى فى قاهرة المعز، على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب، كان اللقاء بين النائب أسامة شرشر، رئيس التحرير، ووزير الخارجية اليمنى، أحمد عوض بن مبارك، الذى يملك ويمتلك أدوات الحوار والقدرة الدبلوماسية على كشف ما يجرى من أحداث ومتغيرات فى العالم، وخاصة فى عالمنا العربى ومنطقة البحر الأحمر وباب المندب، والوضع فى عدن العاصمة الاقتصادية لليمن وصنعاء العاصمة التاريخية للشعب اليمنى.
فانفتحت شهيته السياسية والدبلوماسية للحوار، خاصة أنه كان سفيرًا لليمن فى واشنطن لمدة 5 سنوات، قبل أن يصبح من أخطر وزراء الخارجية اليمنيين، وامتدادًا للدكتور عبد الكريم الإريانى أيقونة الخارجية اليمنية.
كما أن الشفرات والجينات التى تربط الشعب المصرى والشعب اليمنى أكبر من أى كلام وأقوى من الحروب، لأن قاهرة المعز دائمًا تحترم صنعاء وصنعاء دائمًا تعيش فى قلب القاهرة.
والتقينا فى لقاء اتفقت فيه كل الأفكار والآراء والتطلعات المستقبلية للشعب اليمنى، فى ظل متغيرات، تتبدل كل ساعة بل كل دقيقة، ولكن أهم ما اتفقنا عليه أنه لا بد أن تعود صنعاء كحصن حقيقى للأمن القومى المائى والملاحى العربى فى أخطر منطقة تطل على البحر الأحمر.
وأكد أحمد عوض بن مبارك، وزير خارجية اليمن، عمق ومتانة العلاقات بين بلاده ومصر، مشددا على أنها علاقات وطيدة عبر التاريخ، كما أن هناك تنسيقًا سياسيًّا واستراتيجيًّا وأمنيًّا بين قيادتى البلدين ممثلتين فى الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس مجلس القيادة الرئاسى اليمنى رشاد العليمى على أعلى مستوى لمواجهة التحديات التى تواجه اليمن والدفع قدمًا نحو حل الأزمة اليمنية.
واعتبر بن مبارك فى حوار شامل لـ"النهار" على هامش زيارته للقاهرة ومشاركته مؤخرا فى أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب أن الاتفاق السعودى الإيرانى يشكل خطوة إيجابية مرحبًا بكل الجهود التى من شأنها حلحلة الأزمة اليمنية والتوصل إلى تثبيت الهدنة مع الحوثيين خلال الفترة المقبلة وصولًا الى اتفاق شامل بين كافة الاطراف اليمنية.
واستعرض بن مبارك الأوضاع فى اليمن وحرص الحكومة الشرعية على التمسك بكافة فرص السلام والالتزام بالاتفاقيات التى يفشلها الحوثيون بتعنتهم، مشددا على أن الحكومة الشرعية هى الأقرب للمواطن اليمنى ولا تحكم اليمن من الرياض بل من أرض اليمن …. وإلى سياق الحوار:
* بداية نود إلقاء الضوء على الدور المصرى فى الملف اليمنى ؟
فى الحقيقة إن هذه العلاقة متميزة وهناك حالة من العشق لدى اليمنيين لمصر ومعظم اليمنيين يحملون كل التقدير والمحبة لمصر، فلا توجد قرية او مدينة فى اليمن الا وكان بها الأساتذة المصريون والقاهرة دائما ملتقى للمثقفين اليمنيين والثوار ورواد الحركة الوطنية، كما ان هناك علاقة خاصة بين عدن "موطنى" وبين القاهرة منذ فترة طويلة كما ان الأزهر كان محطة رئيسية لنشر الإسلام الوسطى فى اليمن قبل ان ينتشر التطرف، وكان هناك تأثير كبير لثقافة وشيوخ الأزهر على الاعتدال فى اليمن، والآن وفى ظل الظروف التى يمر بها اليمن ظلت القاهرة هى بيت اليمنيين الأول وليس الثانى بدون اى ترتيبات، فاليمنى يعتبر مصر هى البيت الآمن له وتحتضن مصر حاليا مئات الآلاف من اليمنيين ممن هربوا من عنف ميليشيا الحوثى وبينهم رجال الاعمال والمثقفون والصحفيون الى جانب من اتوا للدراسة او العلاج، كل ذلك يحمى العلاقة بين اليمن ومصر ويجعل لمصر مكانة خاصة فى قلوب اليمنيين رغم تغير الأنظمة السياسية ولذلك مصر كبيرة بهذا الأمر فى قلوب اليمنيين أولًا، وينعكس هذا الامر على أدوارها المختلفة ونحن دائما نطمئن للدور المصرى ونثق ان مصر معنا دائما فى كل ثوابتنا السياسية والاجتماعية وفى كل مرحلة نجد ان مصر دائما على نفس الوتيرة وداعم رئيسى لقضيتنا، وندرك جيدا ان المنطقة شهدت تغيرات كبيرة خلال الفترة الاخيرة وخرجت مصر من هذا الامر، واعتقد انه لو امتد لمصر ما حدث فى اقطارنا لسقطت المنطقة كلها، لذلك فإن ثبات مصر واستقرارها هو مكسب لنا وينعكس بشكل مباشر وغير مباشر على المنطقة بشكل كامل، ومصر دورها محورى فى المنطقة العربية ومن خلال جامعة الدول العربية والدبلوماسية المصرية الحاضرة والقوية والكبيرة على المستوى الاقليمى والدولى ومواقفها الثابتة تنعكس علينا جميعًا بشكل ايجابى، ولذلك نحن على تنسيق كامل سواء القيادة السابقة او الحالية ممثلة فى المجلس القيادى الرئاسى اليمنى مع القيادة المصرية ممثلة فى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وكانت هناك زيارة ناجحة تباحث خلالها رئيس المجلس القيادى الرئاسى رشاد العليمى مع الرئيس السيسى ووجدنا تنسيقًا على أعلى مستوى ووقفت القيادة المصرية الى جانبنا فى مختلف الملفات، وهناك تنسيق سياسى كبير الى جانب التنسيق الاقتصادى بين حكومتى البلدين للاستفادة من التجارب المصرية فى مختلف المجالات والقضايا المتعلقة بالاستثمار والنفط والقطاعات الصحية والنقل، وهناك تعاون وتنسيق ثنائى كامل فى هذا الاطار بالاضافة الى التنسيق الامنى والعسكرى، وكما نعرف أن أمن البحر الاحمر قضية استيراتيجية وجوهرية بالنسبة لليمن وبالنسبة لمصر وهذه من القضايا الثابتة لنا ونحن نعمل على التنسيق فى هذا الامر بشكل كبير، وفى الهدنة التى بدأت فى ابريل الماضى كانت مصر محطة من المحطات الرئيسية التى شهدت الاتفاق، وكان هناك تنسيق كامل فيما يتعلق بفتح مطار صنعاء واستئناف رحلات صنعاء القاهرة، كما ان مصر هى جزء من تحالف دعم الشرعية اليمنية ومنذ اليوم الأول كان الدور المصرى حاضرا فى جميع المجالات وفيما يخص الحديث عن وجود مبادرة مصرية خاصة لحل الأزمة فى اليمن فلايوجد سوى المسار الأممى والذى يعد المسار الرئيسى برعاية المبعوث الأممى لليمن والذى يحرص دائمًا على التنسيق مع مصر التى دائمًا حاضرة فى التنسيق بشأن أى مبادرة ومن خلال هذه المظلة يتم الدور المصرى.
القاهرة لاعب أساسى فى حل الأزمة اليمنية
* تردد أن مصر تلعب دورًا قويًّا للغاية مع كافة الاطراف باليمن فهل الى جانب الشق الحكومى هناك اتصالات بين القاهرة والحوثيين؟
لا اعتقد ان هناك اتصالا مباشرا بين القاهرة والحوثيين لكن ما نعرفه أن القاهرة منفتحة على كل المكونات السياسية اليمنية والتى جميعها بلا استثناء تستمع لنصائح القاهرة وتقدر ما تقوله مصر، ونحن دائما نشجع مصر ونقدر دورها وجهودها للم الشمل اليمنى، وما نعرفه ان مكونات المنظومة المصرية تتواصل مع كل الاطراف اليمنية.
الشعب اليمنى المتضرر الرئيسى من الحرب
* وماذا بعد الهدنة مع الحوثيين والتى يتم اختراقها دائمًا؟
لا شك اننا فى الموقف العام فى حالة اختناق وكانت هناك هدنة منذ ابريل الماضى امتدت شهرين ثم شهرين آخرين، وفى أول اكتوبر كان هناك مقترح أممى لهدنة جديدة من حيث الزمن والنطاق والفقرات التى تغطيها الهدنة، وكانت هناك نقاط ايجابية كثيرة فى هذا المقترح وكان لدينا بعض التحفظات على المقترح، لكن كنا حريصين على ابداء اقصى مدى من المرونة، ونعتقد ان المتضرر الرئيسى من هذه الحرب الشعب اليمنى، وتعاطينا منذ اليوم الاول مع الهدنة لكن للاسف الحوثيون رفضوها بشكل كامل فى تعنت غير معروف، ومن ثم فإن اكثر طرف استفاد من الهدنة السابقة هم الحوثيون وجمعوا مليارات الريالات من ميناء الحديدة خلال الفترة الماضية لم يدفع منها ريال واحد للمواطن اليمنى، فأكثر من نصف مليار دولار كانت مصدر دخل اضافى للحوثيين، الذين كسبوا واستفادوا من كل عناصر الهدنة والفقرة الوحيدة التى كان فيها التزام من الحوثيين للحكومة اليمنية كانت فك الحصار عن مدينة تعز المحاصرة منذ اكثر من 8 سنوات وهى من اكثر المدن اليمنية كثافة سكانية وتحظى بأهمية كبيرة، ولم ينفذ منها الحوثيون أى شىء وفى النسخة المجددة من الهدنة كانت هناك فقرة تتعلق بدفع الرواتب ومجالات اقتصادية كثيرة بالاضافة الى هدنة اكثر استدامة وبداية لعودة الحوار والمشاورات السلمية والحوار السياسى لكن رفضها الحوثيون، ومنذ اكتوبر وحتى الان نحن فى مرحلة "لا سلم .. لا حرب" ونحن من طرفنا ملتزمون بكل بنود الهدنة ولم نصعد فى اى فقرة فيما يخص العمليات العسكرية رغم انه طول الهدنة الماضية والهدنة الحالية لم تتوقف اختراقات الحوثيين واستشهد مئات اليمنيين بالاضافة الى جرح المئات خلال الهدنة التى يفترض ان تتوقف فيها اى عمليات عسكرية لكن تلك العمليات لم تتوقف منذ ابريل وحتى الان وان كانت ليست بنفس الكثافة الا انها متواصلة سواء بالمواجهات المباشرة او القناصة او الحشد البشرى او الالغام، وخلال هذه الفترة بدأت الدبلوماسية الاقليمية والدولية تنشط باتجاه تجديد الهدنة وبدأت بدور الأشقاء فى عمان لمحاولة تقريب وجهات النظر ومعرفة نقاط الاختناق ومعالجتها ثم بدأت باتصال مباشر بين الأشقاء فى المملكة العربية السعودية والحوثيين وما زالت الجهود مستمرة، ومنذ اكتوبر وحتى اليوم حدث متغير مهم للغاية وهو تصعيد الحرب الاقتصادية من قبل الحوثيين الذين بدأوا قصف المنشآت النفطية، وهذا يحدث للمرة الاولى طيلة سنوات الحرب ففى 17 اكتوبر قصفوا ميناء الضبة وعطلوا المنصة الرئيسية وهذا يشكل ضررا كبيرا للغاية حيث يسعون لخنق الشعب اليمنى اقتصاديًّا، فالإيرادات النفطية احد اهم ايرادات الموازنة ومن خلالها ندفع الرواتب والخدمات لكل اليمنيين حتى فى مناطق سيطرة الحوثى ومن خلال العملة الصعبة ندفع خدمة الديون على اليمن والتى بموجبها تأتينا القروض والمساعدات وبالتالى سيكون لذلك تأثيرات كبيرة على كل الشعب اليمنى، وبشكل عام نحن حريصون على الاستفادة من كل الجهود الإقليمية.
لا حق لطهران فى اليمن.. ونرحب بالتقارب السعودى مع إيران
* من خلال دورك المحورى كوزير خارجية وعضو المجلس الرئاسى ألم تفكر فى أن تكون هناك علاقات ومفاوضات مباشرة مع إيران مثلما فعلت السعودية بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران؟
بالنسبة لنا ندرك تماما ان الاشكالية الاساسية باليمن هى ايرانية، فإيران تدعم منذ فترة من 2012 و2013 الحوثيين وترسل لهم السلاح حتى فى فترة السلام وفترة الحوار اليمنى وقبل تشكيل التحالف العربى لدعم الشرعية، وهناك حادثتان مشهورتان فى هذا الإطار هما السفينة جيهان 1 وجيهان 2 وهناك تقارير دولية حولهما وفى 2013 و2014 كانت ايران ترسل عناصر حزب الله لتدريب الحوثيين وتم القاء القبض على خلية ايرانية كاملة وعناصر من حزب الله فى صنعاء، فإيران دأبت على التدخل الدائم فى شئون المنطقة ضمن فلسفتها وقضيتها لتصدير الثورة، ونحن بدورنا لا نريد الا كل علاقة طيبة ولا نريد أى خلاف مع ايران، ونقدر طهران كدولة موجودة فى المنطقة ولديها حضارة ودولة مسلمة وبالمقابل ليس لدينا حدود مباشرة مع ايران او تبادل تجارى او نشاط ثقافى وهناك الكثير من القضايا التى لا تجعل لإيران أى أحقية فى أن يكون لديها تأثير ونفوذ داخلى، كما اننا وبعد مؤتمر الحوار بين مختلف القوى السياسية اليمنية، فكرتنا هى انشاء دولة مدنية ولا نقبل ان تكون دولة شيعية، وفى اليمن اساسا ليس لدينا هذا المفهوم ولا نعرف مطلقا فى اليمن قضية "سنة وشيعة" ومن هنا نعتقد انه ليس لإيران حق ولا نريد أن نفاوض ايران باعتبارها صاحبة حق فى التأثير فى اليمن ولا نريد الجلوس على طاولة تأتى فيها ايران كممثلة لجزء من ابناء شعبنا، وهذا امر لا يمكن ان نعطى فيه الحق لايران بالنسبة لنا، لكن أى أجواء ايجابية تقود الى مصالحة فى المنطقة عنوانها ان ايران تحترم سيادة الدول ولا تتدخل فيها على أى أساس فبالتأكيد نحن سنكون سعداء بهذا الأمر، وعلى المستوى الرسمى ليس هناك اى اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع ايران منذ بداية الحرب فى اليمن.
لا توجد خارطة لتحديد أماكن الألغام
* وماذا عن ملف الألغام الذى يعانى منه اليمنيون وسط صمت عربى تام؟
فى الحقيقة إن معاناة اليمنيين لها أوجه كثيرة والألغام أحد اشكالها، وضحايا الألغام سواء ألغامًا بشرية أو أرضية أو ذكية مستحدثة فى اشكال مختلفة تشكل مأساة إنسانية، فالسيول عندما تأتى وتجرفها الى مناطق عديدة فإنها تضاعف من تلك المأساة وأكثر عدد من ضحاياها من النساء والاطفال فى الريف وعلى سبيل المثل الحديدة ورئيس البعثة الدولية للحديدة نفسه كان ضحية محتملة لأحد الالغام التى انفجرت قرب سيارته، ويلعب البرنامج السعودى "مسام" دورا كبيرا فى نزع الألغام وهناك برامج اوروبية بسيطة لكن بالتأكيد الالغام هى إحدى المشكلات الكبيرة فى اليمن خاصة مع عدم وجود خارطة لهذه الالغام تحدد اماكن تواجدها وهو ما يشكل قنبلة موقوتة لم يسلط عليها الضوء كما يجب طوال الفترة الماضية وستظل من القضايا الصعبة، ونحن نتكلم عن اليمن هناك اشكالية هى أنسنة الأزمة فى اليمن واغفال السبب الرئيسى لتلك المعاناة وهو الانقلابيون والتدخل الايرانى فى اليمن وعلى الرغم من الصراعات التى شهدها اليمن الا انه لأول مرة يأخذ هذا البعد العقائدى وهو الاشد خطورة فالصراع دائمًا كان على السلطة والثروة لكن الصراع على اساس عقائدى يدجن المجتمع مما عقد الوضع فى اليمن، ونحن فى كل حوار مع الحوثيين نجدهم يهربون ولا يقبلون ان يكونوا مجرد شريك فى السلطة فهم وفقًا لفكرهم العقائدى اصحاب حق الهى فى السلطة، وبالتالى فهذا المتغير الجديد الذى يختلف عن كل الصراعات التى عشناها فى اليمن أدى الى اطالة أمد الأزمة.
نتطلع لهدنة تتسم بالديمومة وتفضى لسلام شامل
* فيما يخص مسألة الهدنة هناك حديث عن هدنة قريبة يمكن أن توقع فى الرياض تكون بمثابة اتفاق سلام يتجاوز مسألة وقف إطلاق النار؛ فما حقيقة ذلك؟
المشروع الأممى الذى قدم بشأن الهدنة يتحدث عن حزمة من العناصر تتركز حول تحديد عناصر الهدنة السابقة، وفى الشق العسكرى تتحدث عن وقف شامل لإطلاق النار وبالتالى هى اكثر توسعًا مع اقتراح مجموعة من الآليات التى تساعد على التنفيذ وديمومة الهدنة، هذا المشروع هو السابق ثم تتحدث عن التقاء الأراف اليمنية للحديث حول الاتفاق على سلام شامل وبالتالى فهذه العناصر العامة للمشروع الأممى الذى قدم لنا ووافقنا على هذا الأساس والآن كذلك فى الحوارات المباشرة بين الاشقاء فى السعودية والحوثيين ومع الاطراف الدولية كلها هناك حرص كذلك على انه يجب أن نتجه الى شىء أكثر استدامة ووقف اكثر شمولًا مع آليات واضحة للتنفيذ، ثم يجب ان يكون هذا الامر كله وفقا لرؤية وخطة واضحة للسلام، وهذا ما ننادى به بشكل دائم لأننا نعتقد ان هذه الهدنة القصيرة المدة والضيقة من حيث النطاق تطيل أمد الحرب والمستفيد الوحيد منها هم الحوثيون وليس الشعب اليمنى؛ لذلك نحن مع أى توجه نحو خطة اكثر استدامة وشمولًا وفترة زمنية.
اغتيال الدبلوماسية اليمنية
* برأيك لماذا لم تخدم الدبلوماسية اليمنية عبر السفارات فى الخارج القضية اليمنية؟
الدبلوماسية اليمنية تعرضت للاغتيال المعنوى بشكل كبير للغاية وازاء هذا الاغتيال نحن لا نريد الرد والدخول فى سجال لأسباب كثيرة متعلقة بالهم الكبير الذى نحن نعايشه، وعندما سقطت كل مؤسسات الدولة ظلت الدبلوماسية اليمنية الوحيدة التى لم تنقسم ولم يخرج دبلوماسى يمنى واحد عن الخط وبقيت السفارات اليمنية العنوان الرئيسى لفترة طويلة لكل اليمن، وظلت تحمل كل الثوابت الوطنية والمنصة الرئيسية رغم ضياع كل مؤسسات الدولة، والدبلوماسيون اليمنيون هم الوحيدون الذين قد يستمرون لأشهر طويلة دون رواتب كما قد تقل موازنة السفارات اليمنية عن 25 بالمائة عن الموازنة الطبيعية، وهناك حديث كبير عن تعدد الدبلوماسية اليمنية وتكدسهم فى السفارات بالخارج، وهذا كلام غير حقيقى وغير صحيح عدا فى سفارتين فقط فى عموم الـ55 سفارة يمنية فى الخارج، وأحيانا يطلب من السفارات اليمنية العمل السياسى المغلق مع صناع القرار وليس نشاط وسائل التواصل الاجتماعى وهو ما تقوم به مراكز الاعلام والثقافة، ولذلك يوجه كثير من النقد لسفاراتنا بالخارج، ونحن لا يهمنا تقارير السفراء عن نشاطهم فى دوائر صنع القرار فى كل عاصمة ونتيجة لعوامل عديدة علينا كسفراء ان نوازن بين قضيتين اولاهما النشاط مع افراد الجالية وبين النشاط فى دوائر القرار فى العاصمة، والمؤكد أنه نتيجة الظرف الخاص والعوامل العديدة هذه مالت الأمور نحو نشاط التأثير فى دوائر القرار فى العاصمة على حساب النشاط فى أوساط الجالية، وأعتقد ان هناك مساحة كبيرة للتحسين والتغيير نحو القضايا التى نعمل من اجلها جميعا.
الشرعية اليمنية تحكم اليمن من الداخل
* متى تعود الشرعية اليمنية بكامل تشكيلها إلى الداخل اليمنى خاصة أن هناك مناطق عديدة آمنة فى اليمن لم يقترب منها الحوثى؟
أعتقد ان الشرعية هى السلطات المحلية وهى الحكومة ومؤسسات الرئاسة، ونؤكد هنا ان السلطة المحلية لم تغب عن كل المحافظات وموجودة فى الأرض اليمنية ونحن كحكومة انا جزء منها عدنا فى ديسمبر 2020 وتعرضنا منذ اليوم الاول لثلاثة صواريخ ولم نغادر والحكومة بكل عناصرها موجودة فى عدن، وبالتالى فإن الحديث السابق الذى كان يتم تكراره فى السنوات الماضية عن غياب مؤسسات الشرعية وأنها تدير من الخارج ومن الرياض لم يعد قائما ابدا ولم يعد للحكومة أى مقر خارج اليمن، وبالنسبة لى هناك مكتب صغير فى الرياض للتواصل مع السفارات بالخارج، وهناك مبنى كبير يتم تجهيزه فى عدن وسيفتتح قريبا وسيكون خطوة بناءة لعودة السفارات الى عدن.
استعادة الدولة وعودة صنعاء
* متى تعود صنعاء إلى الشعب اليمنى؟
صنعاء لم تغب أبدا وهى حاضرة فى وجداننا "ولا بد من صنعاء وان طال السفر"، وكل ما نقدمه الان من جهد سياسى وجهد فى الميدان هدفه الرئيسى هو استعادة الدولة وعودة صنعاء لليمن والحضن العربى؛ فمعركتنا فى اليمن هى معركة الامم كلها.
* ألا يمكن أن تكون عدن بكل ثرائها عاصمة اقتصادية لليمن؟
بالفعل عدن عاصمة اقتصادية لليمن وفى الوحدة اليمنية اعلنت عدن كعاصمة اقتصادية للجمهورية، لكن عدن دائما كان قدرها ان تستعيد صنعاء، وعدن كانت دائما الحضن لكل الثوار اليمنيين وفى نضال اليمنيين ضد الإمامة فى صنعاء كانت عدن الحاضنة الرئيسية لهم واليوم هى الحاضنة السياسية لكل القوى السياسية اليمنية ولها مكانة كبيرة فى الوجدان اليمنى والوجدان العربى.
نقلا عن العدد الورقي لجريدة النهار