النهار
الأحد 23 فبراير 2025 05:29 صـ 25 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

البنك المركزي يستهدف تحديث التطبيق وإضافة خدمات جديدة

«إنستاباي».. الخطوة الحاسمة في منظومة المدفوعات الرقمية بدون ضجيج

تطبيق انستاباي
تطبيق انستاباي

في عالم التكنولوجيا، تكون المفاجئات السارة حاضرة بقوة، حيث لاشىء يسير بشكل تقليدي أو طبيعي، بل تحدث الطفرات دائما التي تحرك واضعي السياسات في اتجاهات لم تكن ضمن التوقعات، بل تسبقهم النتائج، وهو ماينطبق على الطفرة التي حدثت في المدفوعات الرقمية في مصر وسط التوسعات العالمية في هذا المجال والتي ساهمت في تعزيز الفرص الاقتصادية من ناحية وأيضا تعزيز عملية الشمول المالي بشكل متكامل.

وفي قلب هذه الطفرة، تطبيق شبكة المدفوعات اللحظية «إنستاباي»، الذي أحدث ضجة كبيرة على مستوى القطاع المصرفي خلال الشهور الماضية، بنجاحه في تحقيق مستويات كبيرة من النمو وجذب العديد من البنوك والمستخدمين في فترة وجيزة لتسهيل عملية تحويل الأموال بشكل لحظي، حيث يعد التطبيق أحد التطبيقات المدعومة من القطاع المصرفي المصري، فتطبيق «إنستاباي» هو أول تطبيق مرخص من البنك المركزي لتقديم خدمة الدفع عبر شبكة المدفوعات اللحظية.

وقامت شركة بنوك مصر، الذراع التكنولوجية للبنك المركزي، بتطوير منظومة المدفوعات اللحظية وفقا لتوجيهات البنك المركزي مع الاستعانة بكبرى الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة في تأمين شبكات وتطبيقات الدفع الإلكتروني، حيث تعتمد المنظومة الجديدة على أحدث نظم تأمين البيانات والمعاملات على مستوى العالم والتي تضمن التشفير الكامل لكافة البيانات السرية وعدم تخزينها من قبل التطبيق، بما يكفل أقصى درجات الحماية لحقوق عملاء القطاع المصرفي ، وهو مايعزز خطوات الدولة المصرية في مواكبة التطورات التكنولوجية والتيسير على المواطنين وتشجيعهم على الاستمرار في استخدام وسائل وقنوات الدفع الإلكترونية، واستيعاب متطلبات فئات العملاء المختلفة لتحسين الخدمات المالية، واستقطاب عملاء جدد للقطاع المصرفي.

استطاع تطبيق «إنستاباي» للمدفوعات اللحظية في أن يصبح أحد أسرع التطبيقات الإلكترونية انتشارًا خلال فترة وجيزة، مُستقطبًا أكثر من 1.8 مليون عميل نشط في أقل من عام، وهو ما تؤكده بيانات البنك المركزي الصادرة مؤخرًا، والتي تشير إلى إجراء معاملات على منظومة المدفوعات اللحظية تتجاوز 16 مليون معاملة تحويل لحظي بقيمة تقارب 80 مليار جنيه.

وشهدت منظومة المدفوعات الرقمية زيادة كبيرة في حجم المعاملات المنفذة لتبلغ حوالي 45 مليار جنيه لأكثر من 8 ملايين معاملة في اقل من 8 اشهر منذ اطلاق تطبيق “انستاباي” في مصر العام الماضي.

وفي ظل المزايا التي يقدمها تطبيق «إنستاباي»، إذ يتيح التطبيق تنفيذ معاملات التحويلات من خلال الحسابات البنكية وبطاقة ميزة البالغ عددها أكثر من 22 مليون بطاقة، ومحفظة الهاتف المحمول التي تقدر بحوالي 29.5 مليون محفظة، لحظيًا طوال أيام الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة، بدأت البنوك المصرية تتسارع للانضمام إلى التطبيق للتسهيل على عملائها في إجراء التحويلات.

ويجري البنك المركزي تحديثات على «إنستاباي» لتمكين العملاء من السحب والإيداع من الـ ATM عبر التطبيق، بالإضافة إلى قبول حسابات الشركات على التطبيق خلال الفترة المقبلة، حيث يتم دراسة إنشاء منصة مستقلة للشركات منفصلة عن حسابات الأفراد، وهو مايشير إلى أن تطبيق إنستاباي مازال يمتلك الكثير من المهام التي ستسند إليه.

مقومات النجاح

وبتحليل مقومات النجاح الرئيسة التي ارتكز عليها تطبيق «إنستاباي» لتحقيق هذه الطفرة، نجد أن سهولة استخدام التطبيق في عمليات التحويل اللحظي بين الحسابات البنكية وبطاقات ميزة مسبقة الدفع وإتاحة التحويل من الحسابات إلى المحافظ الإلكترونية، إلى جانب إعفاء العملاء من رسوم التحويل حتى نهاية 2023 أحد أبرز المقومات التي ساهمت في إحداث طفرة سريعة في التطبيق.

كما تضمنت مقومات نجاح التطبيق أيضًا، إمكانية ربط جميع حسابات العميل البنكية في تطبيق واحد يتيح تحويلات لحظية على مدار 24 ساعة أسبوعيًا، بالإضافة إلى أن جميع التحويلات تتم تحت إشراف البنك الذي يتعامل معه العميل لضمان سرية البيانات، وتحت رقابة وإشراف البنك المركزي المصري والذي يعمل بشكل مستمر على تحديث وإضافة خدمات جديدة على التطبيق، وهو ما ساعد على انتشار التطبيق بشكل سريع خلال فترة قصيرة.

ومع التحديثات المرتقبة من البنك المركزي المصري على شبكة المدفوعات اللحظية وتطبيق «إنستاباي»، يمكننا التأكيد على أن التطبيق سيشكل نواة لثورة في التطبيقات المصرفية والتي يمكن أن تتبعها ليس فقط المؤسسات المصرفية وإنما المؤسسات المالية عمومًا، وهو ما يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الشمول المالي والاعتماد على الأنظمة الرقمية والاستغناء عن التعامل بالنقد، وهو ما تستهدفه الدولة والبنك المركزي بشكل أساسي خلال الفترة الراهنة.