النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 02:02 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

سياحة وآثار ثقافة

حكاية الملك إمنمحات الثالث وعصره الذهبي لما حققه من إنجازات خلال فترة حكمه

يعتبر الملك امنمحات الثالث من أعظم ملوك الاسرة الـ ١٢ هو تحديدًا الملك الـ٦ منها ،وكان ابنًا للملك سنوسرت الثالث شاركه في اواخر حكمه حيث عينه كوليًا للعهد لحوالي ٢٠ عامًا.

امتاز عصره بالهدوء والمشاريع العظيمة علي عكس ماامتاز به عصر والده «سنوسرت الثالث» حيث الحروب والغزوات وتوسيع في رقعة البلاد

اسمه « إمن إم حات » أي آمون في المقدمة ، واسم العرش هو «نى ماعت رع » أي عدالة رع ويحتمل أن تكون هذه التسمية قد حُرفت وأُخذ منها الاسم الذي أطلقه مؤرِّخو اليونان عليه وهو «لماريس».

ويعتبر عصره بمثابة العصر الذهبي لما حققه من إنجازات خلال فترة حكمه التي امتدت لحوالي ٤٧ أو ٤٨ سنة.

وجه الملك أعماله للإصلاحات الداخلية كالأعمال والمشروعات الزراعية وإرسال البعثات للمناجم والمحاجر والبناء فبدأ امنمحات الثالث بإرسال العديد من البعثات للمناجم والمحاجر في شبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية، وتدل الوثائق ايضا انه قد قام في وقت ما بحملة عظيمة إلى بلاد السودان وقد وجدت آثار له في «كرمة» عند الشلال الثالث.

ومن أهم ما قام به هو إرسال إلى شبه جزيرة سيناء حوالي أربعة وعشرين بعثة للتعدين وقطع الأحجار وقد عثر فيها على نقوش تحمل اسمه ، وقدجاء نقشًا فيه افتتاح مكان للتعدين بنجاح ويقول: «في السنة الرابعة والأربعين من حكم ملك الوجهين القبلي والبحري

«أمنمحات الثالث» محبوب «حتحور» سيدة الفيروز معطي الحياة مثل «رع» أبدًا

وقد ارسل بعثات لاماكن مختلفة في مصر حسب حاجته إلى نوع الحجر اللازم له فـأرسل إلى محاجر الديوريت الصلبة وغيرها وأيضا كان يستخرج أحسن نوع من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طرة ووجد نقش باسمه يخبرنا علي بعثته في السنة الـ ٤٣ للحصول على الحجر الجيري الأبيض لمعبد الإله.

وتعد مدينة الفيوم شاهدة علي أهم المشروعات الزراعية واهمها هو بناء سد لإنقاذ البلد من انخفاض نهر النيل علي طريق الفيوم وكان على الجزء العلوي من جانبي السد تمثالان ضخمان للملك ولم يبقَ منهما إلا بعض قطع محفوظة الآن بمتحف أشموليان بأكسفورد.

بالإضافة إلي أنه أول من قام بتدوين مقاييس للنيل والدليل هو النقوش المدونة في صخور «سمنة» و«قمة» تسجل ارتفاعات النيل، والأعمال المائية العظيمة التي قام بها «أمنمحات الثالث» لتنظيم مياه النيل عند دخولها وخروجها في منخفض ألف.