معارك شرسة حول أوغليدار شرق أوكرانيا وتصريحات أميركية بشأن موعد تسليم الدبابات لكييف
أكد مسؤول أوكراني -اليوم الجمعة- أن معارك شرسة تجري حول مدينة أخرى بإقليم دونباس تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، في حين صدرت من واشنطن وعواصم أوروبية تصريحات "مبشّرة" بشأن وصول الدبابات الحديثة التي وعدت دول غربية بتقديمها لكييف.
فقد قال المتحدث باسم الجبهة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيريفاتي إن الجيش الروسي يحاول اقتحام مدينة أوغليدار جنوب غرب مدينة دونيتسك -العاصمة الإقليمية للمقاطعة التي تشكل مع لوغانسك إقليم دونباس- دون أن يحرز أي تقدم حقيقي حتى الآن.
وأضاف تشيريفاني أن معارك شرسة تدور حول هذه المدينة، ووصف التصريحات الروسية بشأن الوضع الميداني هناك بالمبالغ فيها، مؤكدا أن القوات الروسية تواجه مقاومة عنيفة وتنسحب بعد تكبدها خسائر كبيرة كل مرة تحاول فيها السيطرة على المدينة، حسب تعبيره.
وكانت سلطات دونيتسك الموالية لموسكو قالت إن القوات الروسية دخلت أوغليدار وعززت مواقعها في ضواحيها، ولكن الجيش الأوكراني أكد أن هذه المدينة تحت سيطرته.
كما قالت وكالة "أنا نيوز" (ANNA News) الروسية إن معارك "عنيفة" تدور مع القوات الأوكرانية للسيطرة على مدينة أوغليدار التي كان يسكنها 15 ألفا قبل الحرب.
وأشارت الوكالة إلى أن القوات الروسية تستخدم راجمات من طراز "توس-1" القادرة على إطلاق صواريخ محملة بوقود شديد الاختراق.
وقبل أيام وبعد معارك دامية استمرت أسابيع، سيطرت القوات الروسية على مدينة سوليدار بالقرب من مدينة باخموت في دونيتسك.
وكانت أوكرانيا أعلنت في وقت سابق أن الجيش الروسي مدعوما بمجموعة فاغنر العسكرية يحشد قوات إضافية ويكثف هجماته في الشرق، وسط توقعات أوكرانية بهجوم روسي واسع في الربيع.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم إن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة في معارك بمقاطعتي خيرسون وزاباروجيا (جنوب).
وفي محطة زاباروجيا النووية، أبلغ خبراء وكالة الطاقة الذرية عن حدوث انفجارات قوية خارج المنشأة أمس، وقال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إن ذلك يشير إلى اقتراب الأنشطة العسكرية من المحطة، ولكن مسؤولا بإدارة مقاطعة زاباروجيا الموالية لروسيا نفى حدوث أي انفجارات قرب المحطة.
ضربات روسية
ميدانيا أيضا، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها نفذت ضربات صاروخية مكثفة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة الروسية أن هذه الضربات أصابت أهدافا لقطاع الدفاع الأوكراني، وإن إحداها عطلت شحنة أسلحة غربية الصنع.
ومن جانبها ذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أنه خلال الموجة الجديدة من القصف، نفذ الطيران الروسي 37 غارة 17 منها بواسطة المسيّرات الإيرانية، مؤكدة إسقاط كل المسيرات بالإضافة إلى 47 من مجموع 59 صاروخا روسيا.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال اليوم إن الضربات الروسية ألحقت أضرارا بـ 5 محطات كهرباء وسط وجنوبي البلاد، مشيرا إلى أن كييف بحاجة إلى 17 مليار دولار لإصلاح منشآت الطاقة المتضررة.
الدعم العسكري
في مسار الدعم العسكري لأوكرانيا، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم إن بلاده تتوقع وصول الدبابات الألمانية والأوروبية في وقت قصير نسبيا لمساعدة الأوكرانيين.
وأضاف كيربي أن وصول دبابات "أبرامز" الأميركية إلى أوكرانيا سيستغرق وقتا طويلا، لكن أوضح أن واشنطن ستبدأ تدريب الأوكرانيين عليها قريبا.
وكانت واشنطن وبرلين أعلنتا قبل يومين أنهما سترسلان العشرات من دبابات أبرامز وليوبارد-2 لأوكرانيا لمساعدتها على التصدي للهجمات الروسية.
من جهته، أكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي اليوم أن بلاده سترسل إلى أوكرانيا 60 دبابة حديثة من بينها عدد 30 من نوع "بي تي 91" و14 دبابة من نوع "ليوبارد-2".
وأضاف مورافيسكي في مقابلة تلفزيونية أن سلاح روسيا بهذه الحرب هو التخويف، وشدد على أهمية التضامن بين الدول الغربية في مواجهتها، مؤكدا أن بلاده تمكنت أخيرا من إقناع حلفائها وشركائها في أوروبا الغربية بأن يكونوا أكثر فاعلية في دعمهم لأوكرانيا.
في هذه الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده بحاجة عاجلة لأسلحة جديدة، وحذر من أن الأوان سيكون قد فات في حال تأخر وصول دبابات أبرامز حتى أغسطس/آب.
وفي السياق، أعلنت فرنسا ورومانيا في بيان مشترك اليوم أنهما ستزيدان دعمهما لشعب أوكرانيا لمساعدته على الدفاع عن نفسه.
اتهامات روسية للناتو
من جهة أخرى، اعتبرت الخارجية الروسية اليوم أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يشارك بشكل مباشر في النزاع الأوكراني.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تزويد الغرب لكييف بالدبابات سيؤدي إلى رفع المواجهة مع الغرب إلى مستوى جديد، مضيفة أن أي سلاح غربي ينتهي به المطاف في أوكرانيا سيصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية.
وفي موسكو أيضا، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو لا ترى لدى الرئيس الأميركي جو بايدن نية للحل، بل لديه عزم على الاستمرار في ضخ السلاح إلى أوكرانيا.
وأضاف بيسكوف أن بإمكان بايدن -إذا أراد- وضع حد للصراع بسرعة عن طريق محاولة التأثير على كييف، معتبرا أن "مفتاح" السلطات الأوكرانية بيد واشنطن، حسب تعبيره.