النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 03:53 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

وول ستريت جورنال: اكتشاف المعادن النادرة في السويد سيُسهم في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة في أوروبا

نشرت صحيفة "وول ستريت" تقريرًا سلط الضوء على اكتشاف السويد لمخزون كبير من عناصر الأرض النادرة؛ مما سيُسهم في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة والابتعاد عن الوقود الأحفوري في أوروبا؛ إذ تدخل تلك المعادن في صناعة السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، وكذلك تقليل الاعتماد على الصين التي تعد أكبر مورد لمعادن الأرض النادرة.

وأورد التقرير أن شركة "إل كي أيه بي" السويدية للتعدين المملوكة للدولة قد أعلنت عن اكتشاف ذلك المخزون يوم الخميس 12 يناير 2023، وأوضحت أن رواسب معادن الأرض النادرة يمكن استخدامها في إنتاج المغناطيس الدائم الذي يعد أحد مكونات محركات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، كما أفادت الشركة أن العناصر الأرضية النادرة يمكن استخدامها كمنتج ثانوي لتعدين خام الحديد.

وأفاد التقرير أن هذا الاكتشاف يأتي في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على الصين من أجل الحصول على عناصر الأرض اللازمة لإنتاج الإلكترونيات والبطاريات وغيرها من المنتجات، فيما تخطط المفوضية الأوروبية لاقتراح تشريع يهدف إلى تعزيز شروط الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالإمدادات الصناعية الحيوية.

وأكدت السويد -التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- أنها تخطط لإعطاء الأولوية لتشريع المعادن الحيوية خلال فترة مدتها 6 أشهر.

وفي هذا الصدد، استعرض التقرير تصريحات "يان موستروم" الرئيس التنفيذي لشركة "إل كي أيه بي" والذي قال إن مخزون المعادن النادرة سيساعد أوروبا على إنتاج المواد الخام المهمة للازمة من أجل التحول الأخضر.

ونوه التقرير بالبيان الذي صدر عن شركة "إل كي أيه بي" التي أظهرت أن الاكتشاف الجديد سيستغرق سنوات لتطويره واستغلاله، وتوقعت أن تتراوح مدة تطوير وتعدين تلك المعادن بين 10 و15 عامًا، فيما أكد "موستروم" أنه سيعمل على تسريع عملية التعدين.

وتخطط شركة "إل كي أيه بي" للتقدم بطلب للحصول على امتياز لتطوير ذلك المشروع خلال العام الجاري.

وتطرقت شركة "إل كي أيه بي" في البيان إلى أن الرواسب المكتشفة أيضًا تحتوي على ما يقدر بمليون طن من أكاسيد الأرض التي تستخرج منها العناصر النادرة، ورجحت أن يكون هذا كافيًا لتلبية الطلب الأوروبي المتوقع لتصنيع المغناطيس الدائم.

وفي المقابل، قوبل إعلان شركة "إل كي أيه بي" بقلق من السكان في المنطقة، والذي أوضحوا أن تطوير الرواسب المعدنية سيؤثر على منطقة رعي الرنة، ويلحق الضرر بحق المواطنين في ممارسة ثقافتهم.

ومن جانبه، قال ممثلو الجمعيات المسؤولة عن حماية الرنة في بيان "إن المواطنين سيُجبرون على التخلي عن الأرض والثقافة وتقاليدهم ومستقبلهم في المنطقة التي عاش فيها أسلافهم منذ العصور القديمة".

وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الحالي ينتقل السكان في منطقة "كيرونا" المنطقة السكنية الأقرب للمنجم الذي تم اكتشافه، لأن العمل في منجم لخام الحديد وأنشطة التعدين أثرا على استقرار السكان، وتعمل السلطات الحاكمة في الوقت الراهن، على نقل السكان وبعض المباني ودور العبادة الشهيرة التي يزيد عمرها على 100 عام.

وذكرت "إل كي أيه بي" أنها تخطط لبدء استخراج العناصر الأرضية النادرة، مثل: الفوسفور الذي يستخدم كمنتج ثانوي في عمليات تعدين خام الحديد، ويستخدم أيضًا في إنتاج الأسمدة.

وفي إطار تشديد المعايير الخاصة بانبعاثات السيارات، قام الاتحاد الأوروبي بتوجيه جميع الشركات المصنعة إلى التحول نحو إنتاج السيارات الكهربائية، وفي هذا الإطار، تكافح الشركات من أجل تأمين المواد الخام اللازمة لإنتاج المركبات.

وبحسب التقديرات، فإنه بحلول عام 2025 ستكون سيارة من كل 4 سيارات في الاتحاد الأوروبي سيارة كهربائية، لذا يضغط قادة الصناعة في "بروكسل" لتأمين المواد الخام.