النهار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:09 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

إيمانويل ماكرون يغتال الحرية الجزائرية في عصرنا الحديث !!!

تصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمجلة " لوبوان " يعيد للأذهان العربية شبح الاستعمار الفرنسي ويسبب توترا في العلاقات مع الجزائر خصوصا أنه لم يكن التصريح الأول ضد الدار البيضاء فبعد زيارته في أغسطس عام 2021 والتقي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عندما عاد إلي باريس .

قال إن الأمة الجزائرية لم تكن موجودة قبل الاستعمار الفرنسي وفقا للعربية !!! بينما استمر ذلك الاحتلال الغاشم لأرضنا العربية طوال 135 عاما راح ضحيته خمسة ملايين شهيد جزائري روا بدمائهم الطاهرة أرضنا العربية من اجل الاستقلال عن القبح والظلم الفرنسي الذي استباح كل شئ في الجزائر أثناء الاستعمار .

ولعلنا نتذكر جميعا وسام الوطنية الجزائرية " جميلة بوحيرد" التي زرعت القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي وعملت مع الفدائيين الجزائريين والتي لقت أشد أنواع التعذيب علي يد المحتل الفرنسي أثناء الثورة الجزائرية عام 1954 .

وبعد القبض عليها وتعذيبها ومحاكمتها في باريس محاكمة صورية قالت جملتها الشهرية " أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لاتنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة " وبقيت بوحيريد في المعتقلات الفرنسية حتي خرجت عام 1962 بعد تحرير الجزائر.

نعود لمشهدنا اليوم ونجد توتر العلاقات عام 2021 بسبب تصريح ماكرون ثم حاول مكرون تصويب العلاقات مع الجزائر وكان من المقرر استقبال الرئيس الجزائري في مطلع عامنا الجديد في باريس .

لكن خرج ماكرون بتصريح جديد في مجلة لوبوان الفرنسية قائلا بأنه ليس مضطر للآسف بسبب الاستعمار الفرنسي للجزائر وعندما شعر باقتراف ذنب قال أن العلاقات الدولية لا تبني علي الأحداث التاريخية التي صدرت من قبل وهي عكس ذلك تماما واكتفي بالقول أن التصريح خاطئ فقط !!!

دون إبداء الاعتذار في ظل إعلانات ماكرون عن رغبته من التحرر والتبعية للولايات المتحدة الأمريكية ويري أنه ينبغي ان تنشئ أوروبا حلفها العسكري المُستقل عن حلف الناتو العسكري الذي يضم كل دول أوروبا .

بحجة ماذا يريد إنشاء حلف عسكري أوروبي جديد!!! دون العودة للولايات المتحدة الأمريكية نري جميعا الأزمة الكبري التي تعيشها أوروبا بسبب الكهرباء ونقص امدادات الغاز الروسي عن باريس وأوروبا ككل مما أدي إلي ارتفاع أسعار تكاليف الحياة بشكل جنوني مما دفع بتظاهرات الأطباء في باريس مطالبين برفع الأجور وتكرر نفس الأمر في لندن عندما ضربت الاحتجاجات كل قطاعات العمل وتولي الجيش إدارة شئون البلاد في مستويات مختلفة .

وقد أنعم الله علي الجزائر بكميات ضخمة من الغاز في البحر المتوسط في عصرنا الحالي وكذلك علي دول البحر المتوسط وهو ما يطرح تساؤل عن ما يدور في ذهن ماكرون الآن خصوصا والعالم يشهد ركودا اقتصاديا ضخما وحديثه عن حلف عسكري جديد في أوروبا ؟؟؟