واشنطن بوست: حركة طالبان تسعى لإعادة إعمار كابول
• تعمل الحكومة الأفغانية على تجميع الرسوم لدعم الموازنة؛ من أجل تنفيذ عدد من الإصلاحات داخل الدولة، حيث تخطط الحكومة للقيام بـ180 مشروعًا بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 90 مليون دولار.
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا سلَّط الضوء على بدء حكومة "طالبان" في تنفيذ عدد من المشروعات؛ لتحسين الأوضاع في العاصمة الأفغانية "كابول" التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، ولا تزال تعاني من آثار الحروب الأهلية، والاستعمار الأجنبي.
وأفاد التقرير بأن الحكومة الأفغانية تعمل على تجميع الرسوم لدعم الموازنة؛ من أجل تنفيذ عدد من الإصلاحات داخل الدولة، حيث تخطط الحكومة للقيام بـــ180 مشروعًا، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 90 مليون دولار، في مجالات عدة، مثل: بناء الطرق، وغرس الأشجار، وبناء طرق رئيسة، وغيرها من مشروعات البنية التحتية.
وأوضح التقرير أنه في منطقة "شيربور" بوسط "كابول" أزالت الحكومة الجدران المتهتكة، وشيَّدت جدرانًا جديدة، كما بدأت في عمليات رصف الشوارع التي كانت مغلقة لفترة طويلة، ما أدى إلى تقليل المسافات، وتسهيل حركة المرور، وتابع التقرير أن الإدارة المحلية حطَّمت المنازل القديمة في منطقة ( (Dasht -i- Barchiغرب "كابول"؛ لبناء طريق متصل سريع رئيس، يساعد على تسريع حركة النقل.
ونبَّه التقرير إلى أن حكومة "طالبان" هدمت التماثيل كافة التي بنتها الحركة في عام 2001؛ لتخليد ذكرى بعض أعضاء الحركة، مثل: "أحمد شاه مسعود"، و"عبد الحق"؛ وذلك لأن الحركة تحظر إقامة التماثيل.
وذكر التقرير أن العديد من المواطنين في أفغانستان قد أعربوا عن سعادتهم بالطرق السريعة، ويرون أنها ستساعد على تسهيل الحركة المرورية؛ وذلك لأن الولايات المتحدة بعد سيطرتها على أفغانستان كانت آخر من أسس طريقًا سريعًا يربط بين الشمال والجنوب بين "كابول"، و"قندهار".
ومن جانبه، قال أحد السكان في أفغانستان: إن حكومة "طالبان" أصدق من الحكومات السابقة، والدليل على ذلك قيامها بإجراء تلك الإصلاحات، مضيفًا أن بعض السكان كانوا قلقين بشأن التعويض عن ممتلكاتهم التي فقدوها خلال الحروب الأهلية، لكنهم اطمئنوا بعد هذه الإصلاحات.
ومن جانبه، قال "نعيم الله باراكزاي" المتحدث باسم "مبادرة إعادة الإعمار في كابول": إن مشروعات التنمية الدولية جميعها قد توفقت بعد تولي حركة "طالبان" السلطة في عام 2021، موضحًا أن الحركة لا ترغب في الاعتماد على المساعدات الدولية، رغم الأزمة الاقتصادية التي تواجهها الدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن حكومة "طالبان" عندما استولت على السلطة لأول مرة عام 1996، لم تحاول الحركة وقتئذٍ إزالة آثار الحرب الأهلية، كما أنها لم تهدم التماثيل، ولم تهتم بتحسين الأوضاع الاقتصادية، أو توفير احتياجات المواطنين.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن الطفرة في البناء التي شهدتها "كابول" خلال السنوات الماضية، كانت بفضل المساعدات التي قدمتها الدول الغربية؛ من أجل تحسين الأوضاع داخل الدولة، حيث أقامت المنازل، وفتحت العديد من المحلات، وحفرت مصارف مياه الأمطار، لكن الصراعات التي استمرت فترة طويلة داخل البلاد أبقت الاستثمار الأجنبي بعيدًا، وسيطرت بعض الجماعات الإرهابية على المساعدات التي قدمتها الدول الغربية.
وأورد التقرير أن رجال أعمال الذين يعيشون في "شيربور" رحبوا بجهود حركة "طالبان" الحكومة، رغم الخسائر التي تعرضوا لها في الفترات الماضية.
ويرى بعض المحللين أن حركة "طالبان" تحاول تحسين صورتها أمام الشعب الرافض لها؛ إذ تحاول تعويض المواطنين عن الخسائر التي لحقت بهم، وتكافح من أجل القضاء على تهريب المخدرات والعصابات؛ من أجل الحصول على تأييد شعبي، وتغيير المشهد السياسي لصالحها.
واستعرض التقرير تصريحات بعض أعضاء الحركة، والذين قالوا إن الخطوات التي تتخذها حكومة "طالبان" تعيد الأمل للمواطنين الذين عانوا خلال السنوات الماضية؛ بسبب الحروب الأهلية.
وألمح التقرير إلى أن هناك بعض المشكلات التي تعرقل حركة "طالبان" عن خططها المتعلقة بإعادة إعمار "كابول"، مثل: رفض بعض أقارب الرئيس الأفغاني السابق مغادرة منزله، رغم أنه قديم، وتحتاج الحركة إلى هدمه؛ لاستكمال أعمال الطريق، كما أن هناك بعض القصور القديمة التي تحظر قوانين الدولة هدمها.