بلومبرج: ستة نجاحات خلال 2022 في مكافحة تغير المناخ والتحول نحو صفر انبعاثات كربونية
• في أغسطس 2022، تمكنت الولايات المتحدة من تمرير قانون خفض التضخم الأمريكي، الذي يُخصص حوالي 374 مليار دولار لتمويل سياسات مكافحة المناخ.
• توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لإنشاء آلية "تعديل حدود الكربون".
• تعهدت الدول الغنية، في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي "كوب 15"، بدفع حوالي 30 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030 للدول الفقيرة من خلال صندوق جديد للتنوع البيولوجي.
• وافقت الدول المشاركة في " كوب 27" على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لمساعدة البلدان النامية في مكافحة تغير المناخ.
• خلال 2022، تم التوسع في "شراكات انتقال الطاقة العادلة"، والتي تهدف إلى مساعدة الاقتصادات الناشئة التي تعتمد على الفحم في الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
• في الفترة التي سبقت "كوب 27"، انضمت دول جديدة مثل أستراليا إلى التعهد العالمي بخفض انبعاثات غاز الميثان وارتفع العدد الإجمالي للدول الموقعة إلى أكثر من 150 دولة.
تناول تقرير لكل من "ليزلي كوفمان" و"لورا لومبرانا"، بوكالة "بلومبرج"، أبرز ستة نجاحات حققتها دول العالم خلال عام 2022 في قضية تغير المناخ، مُشيرين إلى أنّه رغم زيادة استهلاك الفحم في 2022، وتراجع دول مثل المملكة المتحدة والصين عن تعهداتها المناخية، فإنّ عام 2022 شهد تحولًا نحو الطاقة منخفضة الكربون.
بداية، أعاد التقرير إلى الأذهان ما عانت منه باكستان من وفاة الآلاف وتشريد الملايين وخسائر تزيد على 40 مليار دولار بسبب الفيضانات، كما عانت نيجيريا من تشريد أكثر من مليون شخص بسبب الفيضانات، ناهيك عن جفاف الأنهار في أوروبا والصين والولايات المتحدة، ما أدى إلى تباطؤ تدفق التجارة في نهر المسيسيبي والراين.
واستعرض التقرير أنّه في أغسطس 2022، تمكنت الولايات المتحدة من تمرير قانون خفض التضخم الأمريكي، الذي يُخصص حوالي 374 مليار دولار لتمويل سياسات مكافحة المناخ. فوفقًا للقانون، سيتم توجيه مليارات الدولارات خلال الأعوام المُقبلة لدعم تحول الطاقة، ونشر الطاقة المتجددة، وبناء التقنيات الخضراء ودعم تبني السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية. ويتوقع الخبراء أنّ القانون سيقضي على 4 مليارات طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وفي السياق ذاته، بدأ الاتحاد الأوروبي في الوفاء بتعهده بخفض الانبعاثات بنسبة 55٪ في 2030 (من مستويات عام 1990)؛ حيث توصل إلى اتفاق لإنشاء آلية "تعديل حدود الكربون"، والتي تفرض ضريبة على الدول المستوردة، بخصوص كمية الكربون المُستخدم في عملية الإنتاج، وفي حال تجاوزت كمية الكربون المعايير الأوروبية، سينبغي للمستورد الحصول على "شهادة انبعاثات" بثمن ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي.
وتشمل آلية "تعديل حدود الكربون" القطاعات التي تعتمد بشدة على الكربون، مثل الصلب والأسمنت والأسمدة والألومنيوم. وبحسب التقرير، يُعتبر ذلك أكبر إصلاح لسوق الكربون في الاتحاد الأوروبي، ومن المرجح أن تشمل آلية "تعديل حدود الكربون" قطاعات النقل البري والشحن والتدفئة، ما يُسرع من وتيرة مطالبة الشركات بتقليل التلوث.
ولفت التقرير الانتباه إلى أنّ المفاوضين في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي "كوب 15" في مدينة مونتريال الكندية، حققوا نجاحًا في شكل تعهد من 195 دولة لحماية واستعادة 30٪ على الأقل من الأراضي والمياه بحلول عام 2030. كما تعهدت الدول الغنية بدفع ما يقدر بنحو 30 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030 للدول الفقيرة من خلال صندوق جديد للتنوع البيولوجي.
وجاء ذلك عقب شهر من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 27"، الذي انعقد في مصر نوفمبر 2022؛ حيث وافقت الدول المشاركة على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لمساعدة البلدان النامية، التي ساهمت بأقل قدر في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، في مكافحة تغير المناخ.
وأضاف التقرير أنّه خلال 2022، تم التوسع في "شراكات انتقال الطاقة العادلة"، والتي تهدف إلى مساعدة الاقتصادات الناشئة التي تعتمد على الفحم في الابتعاد عن الوقود الأحفوري، وأصبحت "شراكات انتقال الطاقة العادلة" في جنوب إفريقيا البالغة 8.5 مليارات دولار، والتي تم الإعلان عنها في 2021، نموذجًا للصفقات التي أبرمت في العام الجاري، والتي من المقرر أن تحشد 20 مليار دولار لإندونيسيا و15.5 مليار دولار لفيتنام.
وأشار التقرير إلى أنّ الناخبين حققوا تغييرات كبيرة في القيادة في العديد من البلدان الرئيسة، وعلى سبيل المثال، في البرازيل، فاز "لويز إيناسيو لولا دا سيلفا" بالرئاسة من خلال وعده بعدم إزالة غابات الأمازون، كما فازت الأحزاب المناصرة للمناخ في الانتخابات الأسترالية.
واعتبر التقرير أنّ لقاء الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مع نظيره الصيني "شي جين بينج"، في نوفمبر 2022، أمرًا ضروريًا لترسيخ الإنجازات المناخية السابقة مثل اتفاقية باريس لعام 2015، وفي هذا الصدد، صرحت وزارة الخارجية الصينية بأنّه لابد من تعاون البلدين لمكافحة تغير المناخ.
وختامًا، ذكر التقرير أنّه منذ "كوب 26" الذي انعقد في جلاسكو 2021، وقعت الدول على تعهد عالمي بخفض انبعاثات غاز الميثان، وفي الفترة التي سبقت "كوب 27"، انضمت دول جديدة مثل أستراليا إلى التعهد وارتفع العدد الإجمالي للدول الموقعة إلى أكثر من 150 دولة. كما صاغت إدارة "بايدن" قواعد تطلب من شركات الطاقة بذل المزيد من الجهد لمعالجة تسرب غاز الميثان.