نيويورك تايمز: 2022 البداية الحقيقية لدعم سياسات المناخ
• مفهوم "الأزمة"، يعني أنّ الفترات التي تغير فيها نظام الطاقة بشكل كبير، سواء في 1979 أو 2022، كانت نتيجة ندرة إمدادات الطاقة، ووصول أسعار الوقود الأحفوري إلى مستويات قياسية.
• وفقًا لأحد التقديرات، مثَّلت الزيادات في أسعار الوقود الأحفوري نحو 41٪ من معدل التضخم في الولايات المتحدة.
• في مايو 2022، أنهى الناخبون الأستراليون حكم حزب المحافظين الذي لم يكن يولي سياسات المناخ أهمية، واختاروا حزب العمال الذي جعل مكافحة تغير المناخ جوهر برنامجه.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنّ عام 2022 كان البداية الفعلية للسياسات التي خلقت زخمًا في التحول نحو الطاقة النظيفة، سواء في الولايات المتحدة وأوروبا، أو أستراليا والبرازيل.
بداية، ذكرت الصحيفة أنّه خلال عام 2022، أثَّرت الفيضانات في باكستان على أكثر من 33 مليون شخص، وفي ولاية فلوريدا، تسبب إعصار إيان في أضرار بأكثر من 50 مليار دولار، ما جعله ثاني أغلى إعصار في تاريخ الولايات المتحدة.
وسلّطت الضوء على مفهوم "الأزمة"، مُوضحًا أنّ الفترات التي تغير فيها نظام الطاقة بشكل كبير، سواء في 1979 أو 2022، كانت نتيجة ندرة إمدادات الطاقة ووصول أسعار الوقود الأحفوري إلى مستويات قياسية. الأمر الذي تطلب من الحكومات خفض الأسعار على المدى القصير أو تغيير البنية التحتية للطاقة.
واستعرضت الصحيفة كيفية أنّ عام 2022 يمثل الدعم الحقيقي لسياسات المناخ؛ حيث أقر الكونجرس سلسلة من مشروعات قوانين المناخ التي تستهدف البنية التحتية. ومن المتوقع أن يستثمر قانون خفض التضخم الأمريكي نحو 370 مليار دولار في الصناعات النظيفة. جدير بالذكر أنّه وفقا لأحد التقديرات، مثلت الزيادات في أسعار الوقود الأحفوري حوالي 41٪ من معدل التضخم في الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة ، سيكون من الصعب التراجع عن قانون خفض التضخم الأمريكي؛ لأنه يخلق وظائف ذات رواتب جيدة بالولايات المتحدة. كما أنّ الشركات الخاصة استثمرت نحو 100 مليار دولار في السيارات الكهربائية والبنية التحتية والطاقة الشمسية.
انتقالًا إلى أوروبا، أشارت الصحيفة إلى أنّ عام 2022 نقطة تحول بالنسبة لسياسات الطاقة في أوروبا؛ حيث أدت الأزمة الأوكرانية إلى عزل أوروبا عن أكبر مُصدر للغاز، وفي أغسطس 2022، كلّف الغاز الاتحاد الأوروبي 12 ضعف ما كان عليه في بداية عام 2021، ناهيك عن انفجار خطوط أنابيب الغاز "نورد ستريم" في سبتمبر 2022، الذي أدى إلى تسريع اتجاهات التحول للطاقة النظيفة.
وفي نوفمبر 2022، قرر الاتحاد الأوروبي تسريع إصدار التصاريح والتركيب لمشروعات الطاقة المتجددة من خلال تحديد جداول زمنية قصوى لمعدات مثل الألواح الشمسية والمضخات الحرارية، كما أنهى المفاوضون مؤخرًا اتفاقًا لخفض التلوث الكربوني، فيما يُعرف باسم آلية "تعديل حدود الكربون".
وتجدر الإشارة إلى أنّه في أكتوبر 2022 ونوفمبر 2022، كان استخدام الغاز في أوروبا أقل بمقدار الربع تقريبًا من متوسط السنوات الخمس للفترة نفسها، وأرجعت الصحيفة جزءًا من ذلك الانخفاض إلى تغير سلوكيات المواطنين من خلال ترشيد استهلاك الطاقة.
ورجحت أنّ تصنيع المزيد من الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية والمضخات الحرارية، سيُجبر دول العالم على استكشاف آلية لجعلها أرخص، كما أنّ انخفاض أسعار التكنولوجيا النظيفة، سيدفع المزيد من المستهلكين والشركات حول العالم إليها بدلًا من الوقود الأحفوري.
وأكملت أنّ الانتخابات هذا العام مهدت الطريق لمزيد من السياسات المناخية؛ ففي مايو 2022، أنهى الناخبون الأستراليون حكم حزب المحافظين الذي لم يكن يولي سياسات المناخ أهمية، واختاروا حزب العمال الذي جعل مكافحة تغير المناخ جوهر برنامجه، ولفتت الانتباه إلى أنّ حكومة حزب العمال الأسترالية تبحث الآن نوع نظام الطاقة الذي تريد بناءه للابتعاد عن الفحم ومتابعة التزاماتها المتعلقة بالمناخ.
وفي السياق ذاته، اختار الشعب البرازيلي، في أكتوبر 2022، "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" رئيسًا له، وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27"، قال "لولا" إنّه سيبذل قصارى جهده لوقف إزالة الغابات، مُؤكدًا أنّ مكافحة تغير المناخ لها الأولوية القصوى في حكومته، فيما شهدت ولاية سلفه "بولسونارو"، الذي وصل إلى السلطة في 2019، زيادة بنسبة 50% في إزالة الغابات، ما نتج عنه تدمير مساحة من الغابات في أقل من ثلاث سنوات.
وختامًا، رجّحت الصحيفة أنّ الطاقة النظيفة سيكون لها الأولوية خلال الأعوام المُقبلة؛ فرغم أنّ استهلاك الفحم بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق هذا العام، فإنّ نمو مصادر الطاقة المتجددة جاوز التحول نحو الفحم، فضلًا عن بحث بعض البلدان عن طاقة منخفضة التكلفة على المدى القصير.