”قتل وسرقة واعتداءت جنسية”.. جرائم ارتكبها الدجالون بأسم العلاج.. ودراسة: ”المصريون انفقوا 10 مليار جنيه على أعمال الشعوذة”

السحر من أقدم الظواهر الإنسانية التي عرفها البشر، وما يزال الكثيرون يؤمنون بأشكال مختلفة من السحر عبر العالم كله، ويمارسون طقوسها، بل وازدادت حيل الدجالين والمشعوذين التى لا تنتهي، بل تتجدد وتتطور بتطور العالم، فالداجلين لهم القدرة علي إقناع الضحايا بقدراتهم الخارقة، وعلمهم الذى ليس له حدود، وعلاقاتهم بالجن، أو كما يطلق عليها بالعامية "مخاوي".

تفتح جريدة "النهار المصرية" ملف الدجل والشعوذة لتسلط الضوء على أبرز جرائم الدجالين، التى ارتكبوها تحت مسمى العلاج، وتلقى الضوء على ذلك الجانب المظلم فى المجتمع، لتنقذ ضحايا أخرين كانوا فى طريقهم نحو "دجال كاذب"، ولتؤكد فى النهاية أنه "كذب المنجمون ولو صدقوا.

"جواك جن ولازم يطلع".. دجال المرج قتل شاب بعد وصلة تعذيب بحجة العلاج

جواك جن ولازم أطلعه تلك كانت الكلمات الأولى لدجال المرج، الذى قتل شابً بدعوى إخراج "جن" من جسده.. تفاصيل مثيرة كشفتها تحقيقات تلك الواقعة، حيث تلقى قسم شرطة المرج بلاغا من مستشفى باستقبالها شاب متوفى، ووجود آثار اعتداء عليه حيث كان على جسده سحجات وكدمات متعددة، وأن هناك شبهة جنائية حول وفاته.
تبين من خلال التحقيقات، أن المجني عليه في الثلاثينات من عمره، وأنه كان يعاني من اضطرابات نفسية منذ فترة، وبسبب ذلك لجأت الأسرة إلى زيارة شخص أدعى أنه معالج روحاني لتقديم المساعدة لنجلهم كي يعود إلى حالته الطبيعية، وقام ذلك "الدجال" بتقييد الشاب بواسطة حبال، ثم استمر في الاعتداء عليه بواسطة عصا.
استمر الدجال في توجيه الضربات القوية إلى جسد الشاب، بدعوى أن جسده يسكنه جن، وظل الشاب يصرخ إلى أن خارت قواه وفقد الوعي، هرعت أسرة الشاب به إلى المستشفى ولكن بمجرد وصولهم وتوقيع الكشف الطبي المبدئي تبين أنه فارق الحياة.

شاب الشرقية دفع حياته ثمن للجهل.. ومات بعد وصلة تعذيب بعصا مقشة

قصة أخرى تفاصيلها حزينة، دفع خلالها شاب حياته ثمنًا للجهل، فبعد أن أصيب بمرض نفسى، يتطلب علاج على يد أطباء مختصين، تم تسليمه ليد دجال جاهل، ظل يعذبه بدعوى إخراج الجن من جسده، حتى فارق الحياة، داخل منزل أسرته بقرية الهيصمية التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية.

تلقى اللواء محمد والي، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة فاقوس، يفيد بورود بلاغ بمصرع شاب يُدعى محمد م ع، 21 سنة، مقيم بقرية الهيصمية التابعة لمركز فاقوس؛ إثر تعرضه للضرب حتى الموت على يد دجال، بزعم استخراج جن من جسده، وتبين من التحريات الأولية، أن أسرة الشاب المتوفى استعانت بالدجال المتهم لعلاج نجلهم، وأن الأخير أخبرهم بوجود جن يلتبس جسد الشاب، وضربه بعصا مقشة بزعم استخراج الجن إلا أن الشاب لم يتحمل الضرب وفارق الحياة.

دجال يأمر بدفن طفل شاب حي لإرضاء الجن فى الشرقية.. وأسرته تقيم له جنازة وهمية

شاب أثار الرعب فى قلوب أهالى محافظة الشرقية، وهو يعمل نجار ويبلغ من العمر 18 سنة، ويعاني من مرض نفسى منذ عام، وقامت أسرته بالتردد على عدد من الأطباء؛ لعلاجه، إلا أنه لم يتماثل للشفاء، فلجأوا لأحد الأشخاص "دجال"، الذي اقترح عليهم دخول المريض أحد المقابر وتكفينه وإعلان خبر وفاته، بزعم أن ذلك يساعد على شفائه.
وأقنع الدجال أسرة الشاب، بأنه قتل أحد ملوك الجن، لذا يجب أن يتوفى الشاب، ويتم نصب جنازة له حتى يرضى عنه ملك الجان، موهمًا أهل الشاب بأن الجن الذي يلبس الشاب لن يخرج من جسده إلا بوفاته وعمل صوان له، فرضخت أسرة الشاب ووافقت بالفعل، وبدأوا في نصب صوان العزاء، وبدأ الجيران والأهالي في التجمع من الظهر وحتى أذان العشاء بأعداد كبيرة لتقديم واجب العزاء في الشاب الفقيد، حتى فوجئ الجميع بخروج الشاب من النعش.

دجال حلوان طمع فى أموال ضحيته وحاول الاعتداء عليها جنسيًا بدعوى علاجها

داخل المقابر بمحافظة "بني سويف" حاول دجال الاعتداء على سيدة والشروع فى قتلها، بعدما أوهمها بقدرته على علاجها من مرض نفسى، وحاول ابتزازها للاستيلاء على فيلا ملكها، وهددها بإلقاء ماء نار على وجهها، حتي صدر قرار من جهات التحقيق بضبطه وإحضاره.
تفاصيل تلك القصة ترويها المجنى عليها خلال بلاغها لقسم الشرطة حيث قالت، إنها تعرضت للتعدي الجنسي والتحرش على يد المتهم، بعدما لامس أجزاء حساسة من جسدها، كما أنه هددها وابتزاها للتوقيع والتنازل عن ممتلكاتها، بعدما أوهمها في قدرته على علاجها من مرض نفسي، وحاول ابتزازها للاستيلاء على فيلا ملكها، مهددها بإلقاء ماء نار على وجهها.
وأضافت الضحية خلال البلاغ أن المتهم غيبها عن الوعي واصطحبها لمقابر بني سويف وحاول قتلها ودفنها في المقابر، لكنها، فاقت أثناء قيامه بخنقها بيده وخوفًا من افتضاح أمره تركها وتمكنت من الهروب، والعودة لمكان سكنها بمدينة حلوان.

دراسة: المصريون ينفقون حوالى 10 مليارات جنيه سنويًا على السحر والعلاج من الجن

أفادت دراسة نشرت قبل عدة سنوات بأن المصريين ينفقون 10 مليارات جنيه سنوياً على الدجالين، وقالت الدراسة التي أعدها الباحث محمد عبد العظيم بمركز البحوث الاجتماعية، إن هذه المبالغ تنفق على 300 ألف دجال في مصر، مؤكداً زيادة أعداد هؤلاء الدجالين مع تزايد الاعتقاد بالخرافات، ويأتي المتعلمون وأصحاب المستويات الثقافية الرفيعة في مقدمة المترددين على هؤلاء الدجالين، حتى أصبح المعدل دجالا لكل 240 مواطنا، وقت نشر تلك الدراسة، وبالطبع ارتفعت تلك الأرقام فى الوقت الحالى.