صلاح ذو الفقار قصة ضابط شرطة فنان كرمه ناصر والسادات.. صاحب أفضل 15 فيلما بالسينما المصرية
ناصر و السادات كرمُوه.. له 15 فيلم ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما
كتب محمد ممدوح زهير
ظابط شرطة من أبطال معركة الإسماعيلية، ثم ممثل ووكيل لنقابة المهن التمثيلية، كرمه عبد الناصر و السادات، تم إختيار 10 من أفلامه كممثل و 5 من أفلامه كمنتج في قائمة أفضل مئة فيلم مصري، لُقب بفارس الأحلام، العبقري، الوسيم، هو أحد أبرز رموز الفن المصري، صلاح ذو الفقار المولود في يوم 18 يناير والذي إنتقل إلى الرفيق الأعلى في مثل هذا اليوم و تحديدًا في يوم الأربعاء 22 من شهر ديسمبر لعام 1993.
تخرج صلاح ذو الفقار من كلية الشرطة في عام 1946، و عمل بمديرية أمن المنوفية ثم في مصلحة السجون، و كان الظابط المسئول في ذلك الوقت عن الرئيس الأسبق محمد أنور السادات مسجون في سجن مصر بسبب قضية إغتيال أمين عثمان، فكان يحضر معه الطعام والجرائد والسجائر للسادات، وساعد أسرته للحصول على تصريح بالزيارة للاطمئنان عليه، و ذلك لقناعته أنه سجن بسبب حبه لوطنه هو و المساجين السياسيين.
المرأة في حيات ذو الفقار
تزوج صلاح ذو الفقار أربع مرات، تزوج من زوجته الأولى السيدة نفيسة بهجت عام 1947 وهي أم أبنائه أحمد مراد ومنى،وظلت علي ذمته حتى وفاتها سنة 1988، أما زواجه الثاني فكان من الممثلة زهرة العلا و لم يستمر طويلا وانتهى بالطلاق، أما قصة الحب التي جمعت بينه وبين المطربة والممثلة شادية هي الأشهر على الإطلاق وتزوجا في عام 1964 وكوّنا معاً ثنائي فني قدما من خلاله العديد من الأفلام السينمائية الناجحة وأنتج لها أكثر من فيلم، وانتهي هذا الزواج بالطلاق عام 1971 بعد 7 سنوات، ثم تزوج من زوجته الأخيرة بهيجة واستمر زواجه منها حتى وفاته.
البطل العسكري
في 25 يناير 1952 تم حصار قسم الشرطة الصغير المجاور لمبني محافظة الاسماعيلية من قبل 7000 جندي من القوات البريطانية، مزودين بالأسلحة والدبابات ومدافع الميدان بينما كان عدد الجنود والضباط المصريين 80 جندي داخل مبني القسم والمحافظة مزودين بتسليح ضعيف لا يتعدى البنادق القديمة، و رغم ذلك صمد رجال الشرطة في تلك المعركة وقاوموا بشجاعة و استشهد منهم 50 جندي وبقي 30 آخرون على قيد الحياة لكن مصابون ورغم ذلك يقاومون القصف حتى نفذت ذخيرتهم ، و رفضوا الاستسلام وقرروا المقاومة لآخر قطرة دماء وصنعوا بشجاعتهم ملحمة فداء ووطنية في حب مصر وكان صلاح ذو الفقار من ضمنهم ليكون ٢٥ يناير عيدًا للشرطة بعد ذلك.
حصل صلاح ذو الفقار على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرًا لدوره الوطني عند قيام العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956، فقام صلاح ذو الفقار بقيادة 19 من طلابه في أكاديمية الشرطة وتطوعوا ليقاومون الهجوم ثلاثي الجيوش البريطانية والفرنسية والإسرائيلية.
إنهالت عليه الافلام بعد فيلم رد قلبي ولم يجد مفرًا سوي الاستقالة من وزارة الداخلية وتمت الموافقة عليها ولكن نظرًا لسجله الحافل في 11 عام وهي فترة خدمته بالشرطة، تم ترقية صلاح ذو الفقار لرتبة مقدم وإحالته للمعاش بقرار استثنائي من وزير الداخلية.
بداية جديدة
أول فيلم لصلاح ذو الفقار بعد رد قلبي كان فيلم جميلة للمخرج يوسف شاهين عام 1958، و في عام 1959 قدَّم صلاح ذو الفقار 5 أفلام أهمهم "بين الأطلال" و "الرجل الثاني" للمخرج عز الدين ذو الفقار وحققا نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
بداية نجاحه في الستينيات
في عام 1963 قدَّم ذو الفقار شخصية القائد "عيسي العوام" في "الناصر صلاح الدين" ببراعة، وفي نفس العام، كان دوره في فيلم "الأيدي الناعمة" كوميديًا و حقق نجاحًا جماهيريًا، ونال عنه جائزة الدولة الأولي في التمثيل، وكان الفيلم قد عُرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي في العام التالي،
قدَّم بعد ذلك الفيلم الرومانسي "أغلى من حياتي" عام 1965 للمخرج محمود ذو الفقار وحقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا و نال عنه جائزة الدولة الأولي في التمثيل، وكان بداية للثنائي الأشهر مع الممثلة شادية في أفلام "مراتي مدير عام" في عام 1966 و"كرامة زوجتي" عام 1967 وحصل صلاح ذو الفقار علي جائزة الدولة الأولي في التمثيل عن دوره في هذا الفيلم، و كانت ثالث أفلام الثنائي الشهير مع المخرج فطين عبد الوهاب فيلم "عفريت مراتي" عام 1968، ثم فيلم "صباح الخير يا زوجتي العزيزة" عام 1969.
توهج السبعينيات
استمر نجاح صلاح ذو الفقار في فترة سبعينات القرن العشرين بمصر و الوطن العربي، ففي عام 1970 قدَّم فيلم "غروب وشروق" للمخرج كمال الشيخ وقام كذلك ببطولة فيلم "امرأة زوجي" للمخرج محمود ذو الفقار في نفس العام وحقق نجاحًا تجاريًا، ثم فيلم "برج العذراء" عام 1970، بعد ذلك فيلم "في الصيف لازم نحب" عام 1974، و شارك في فيلم "الكرنك" للمخرج علي بدرخان عام 1975 ، و فيلم "المذنبون" للمخرج سعيد مرزوق والذي عُرض عام 1976، بعدها قدَّم أكثر من فيلم مثل "مسافر بلا طريق" للمخرج علي عبد الخالق عام 1978.
النضج الفني في الثمانينيات
مع بداية ثمانينات القرن العشرين كان قد وصل صلاح ذو الفقار إلي مرحلة جديدة من النضج الفني في مشواره السينمائي، وقدم شخصيات لم يقدمها من قبل، مثل شخصية المستشار "إسماعيل"، القاضي في زيارة سرية عام 1981، والتي أداها ببراعة ونال عنها جائزة الدولة الأولي في التمثيل.
وفي نفس العام قام ببطولة فيلم "لحظة ضعف"، و كان فيلم "الطاووس" عام 1982 للمخرج كمال الشيخ محطة مهمة حيث أنه حصل على جائزة الدولة الأولى في التمثيل عن دوره في الفيلم.
في عام 1985 قدَّم شخصية "الشيخ حسونة" في وداعا بونابارت للمخرج يوسف شاهين و نال استحسان النقاد عن دوره في هذا الفيلم، و في منتصف الثمانينات ومع إنتشار ظاهرة أفلام المقاولات في ذلك الوقت إتجه للعمل النقابي.
وكيل نقابة الممثلين
كان للعمل العام نصيب في حياة صلاح ذو الفقار الفنية حيث أنه تولي منصب وكيل نقابة المهن التمثيلية بعد فوزه في انتخابات النقابة عام 1986 وكانت مسئولية المنصب تشغل الكثير من وقته وجهده وساعد في حل مشكلات كثيرة لزملائه الفنانين والفنانات.
نهاية المشوار بالتسعينيات
قدم أشهر أعماله التليفزيونية علي الإطلاق و هو مسلسل "عائلة الأستاذ شلش" عام 1990 والذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا عند عرضه علي شاشة التليفزيون المصري، و ظل يعمل صلاح ذو الفقار في السينما لآخر يوم في حياته، و كانت آخر محطة في مشواره السينمائي عندما ظهر كضيف شرف في فيلم "الطريق إلى إيلات"،في شخصية قائد القوات البحرية، و لم يمهله القدر استكمال فيلم " الإرهابي" مع عادل إمام، وكلاهما عُرضا بعد وفاته.
صلاح ذو الفقار المنتج
بدأ صلاح ذو الفقار مشواره في الإنتاج السينمائي بمشاركة شقيقه الأكبر عز الدين ذو الفقار في شركة للإنتاج السينمائي وعمِل كمنتج لفيلم "بين الأطلال"، وكان ذو الفقار من أبطال الفيلم وقد أختُير في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية، ثم فيلم الرجل الثاني للمخرج عز الدين ذو الفقار عام 1959، من بطولته أمام الممثلين رشدي أباظة وسامية جمال وصباح، شارك أيضًا كمنتج منفذ لفيلم "ملاك وشيطان" للمخرج كمال الشيخ عام 1960 من بطولة رشدي أباظة وظهر فيه صلاح ذو الفقار كضيف شرف، ثم فيلم "الرباط المقدس" عام 1960 للمخرج محمود ذو الفقار من بطولته أمام الممثلين عماد حمدي وصباح، وفي عام 1962 قدَّم ذو الفقار مع شقيقه عز الدين ذو الفقار فيلم "صراع الأبطال" للمخرج توفيق صالح عام 1962، وقام ببطولته الممثل شكري سرحان والممثلة سميرة أحمد، وتم إختياره في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية، و في نفس العام أسس ذو الفقار شركته الخاصة وأنتج 3 أفلام في عام واحد ، و هم "أنا الهارب" للمخرج نيازي مصطفي وبطولة فريد شوقي و زهرة العلا، و فيلم "رسالة من امرأة مجهولة" للمخرج صلاح أبو سيف وبطولة لبنى عبد العزيز والمطرب فريد الأطرش، وفي عام 1962 أيضًا، أنتج صلاح ذو الفقار فيلم "موعد في البرج" من بطولته أمام سعاد حسني وإخراج عز الدين ذو الفقار وجميعها حققت نجاحًا في شباك التذاكر.
و أيضًا فيلم "مراتي مدير عام" في عام 1966، من بطولته أمام شادية ومن إخراج فطين عبد الوهاب حصل الفيلم علي جائزة أفضل فيلم من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عام 1966، وحصل ذو الفقار علي جائزة الدولة الأولي في الإنتاج وتم اختيار الفيلم في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية،
وفي نفس العام، أنتج ذو الفقار فيلم 3 لصوص والذي يحكي ثلاث قصص لثلاث لصوص في انتظار الحكم من القاضي وشارك صلاح ذو الفقار بالتمثيل في قصة منهم وهي سارق الدهب أمام هند رستم.
وفي عام 1969 أنتج ذو الفقار فيلم "شيء من الخوف" للمخرج حسين كمال وبطولة شادية وأثار ضجة في مصر وتم منع عرضه وشاهده الرئيس جمال عبد الناصر وسمح بعرضه وحقق نجاحًا وتم اختياره أيضًا في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية.
و في عام 1975 أنتج صلاح ذو الفقار فيلم "أريد حلا"، من بطولة فاتن حمامة وإخراج سعيد مرزوق وحقق نجاحًا كبيرًا وساهم في تغيير قانون الاحوال الشخصية في مصر في ذلك الوقت لصالح المرأة ونال صلاح ذو الفقار عنه جائزة الدولة الأولي في الإنتاج وتم اختيار هذا الفيلم في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية.
حصل صلاح ذو الفقار على العديد من الجوائز منها:
نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرًا لدوره الوطني في معارك العدوان الثلاثي عام 1956.
جائزة الدولة الأولي في التمثيل عن دوره في فيلم الأيدي الناعمة في عام 1964.
جائزة الدولة الأولي في التمثيل عن دوره في فيلم أغلى من حياتي عام 1965.
جائزة الدولة الأولي في الإنتاج عن فيلم مراتي مدير عام في عام 1966.
جائزة أفضل فيلم في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عن فيلم مراتي مدير عام في عام 1966.
جائزة الدولة الأولي في التمثيل عن دوره في فيلم كرامة زوجتي عام 1967.
جائزة الدولة الأولي في الإنتاج عن فيلم أريد حلّا في عام 1975.
شهادة تقدير من الرئيس محمد أنور السادات في عيد الفن عام 1979.
جائزة الدولة الأولي في التمثيل عن دوره في فيلم زيارة سرية عام 1981.
جائزة الدولة الأولي في التمثيل عن دوره في فيلم الطاووس في عام 1982.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1991.
تكريم عن مجمل أعماله من المهرجان القومي للسينما المصرية في عام 1994.
وفاته
توفي صلاح ذو الفقار يوم الأربعاء 22 ديسمبر 1993 في مستشفى الشرطة بالقاهرة عن عمر يناهز 67 عاماً بعدما أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أثناء تصوير فيلم "الإرهابي"، و شُيِعَت له جنازةً مهيبة من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير ودُفن في مدافن عائلة ذو الفقار بمنطقة الإمام الشافعي.