النهار
الأربعاء 6 نوفمبر 2024 01:26 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رياضة

كرة القدم تنجح في لم شمل ما فرقته السياسة.. ”إنجاز المغرب بكأس العالم يثير مشاعر الوحدة العربية”

خسر المنتخب المغربي أمام منتخب كرواتيا في لقاء الميدالية البرونزية، متأثرا بعدة أسباب على رأسها الغيابات التي ضربت صفوفه وخاصة في خط الدفاع.

و يصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي وإفريقي يتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم بعد النجاح الكبير الذي حققه في مونديال قطر بالتغلب على إسبانيا والبرتغال في ثمن وربع النهائي وقبلها تصدر مجموعته في الدور الأول.

ولكن النهاية لم تكن سعيدة بالكامل، رغم الهزيمة أمام كرواتيا، بنتيجة 1-2، في مباراة تحديد المركز الثالث مساء السبت، إلا أن المنتخب المغربي أثار مشاعر الوحدة العربية والأفريقية والتضامن العربي الإسلامي لتنجح الكرة في لم شمل ما فرقته السياسة.

انتصارات الفريق المغربي التي لم تتحقق منذ مشاركته في المكسيك 1986، عندما فاز على البرتغال وتأهل إلى الدور الثاني، لم تُخرج المغاربة فحسب إلى الشوارع للإحتفال بنشوة النصر في هيستيريا أنستهم أزماتهم الاجتماعية، وعلى رأسها غلاء المعيشة، وإنما أدخلت السرورعلى نفوس العرب جميعا.

فقد احتفل التونسيون بتأهل المغرب ورأت الصحافة المحلية في إنجازاته مكسبا عربيا وأفريقيا. وعنونت صحيفة "الشروق" اليومية: "بإنجازه التاريخي في المونديال ‘أسود الأطلس’ تفك العقدة العربية والأفريقية".

كما بلغت الإنجازات المغربية الجزائر رغم توتر في العلاقات بين البلدين، فقد كتب موقع "إنترلينيو" الإخباري الجزائري: "أن ما حققه المغرب هو بمثابة إنجاز "تاريخي لكرة القدم الأفريقية، المغرب هو أول بلد في القارة يتأهل لنصف نهائي كأس العالم".

وأطلقت نجاحات المنتخب المغربي المدوية كذلك العنان للفرحة داخل مخيمات اللاجئين السوريين مثلما ظهر جليا في مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحملت الفلسطينيين أيضا على الخروج للاحتفال بإنجازات المغرب رغم قمع إسرائيل لهم.

أجمع مراقبون للشأن الرياضي العربي حاورتهم "فرانس24" بعد إقصاء فرنسا للمغرب في الدور النصف النهائي من كأس العالم لكرة القدم في قطر، على أهمية الإنجاز التاريخي الذي حققه "أسود الأطلس" في المونديال، ليس فقط على الصعيد الرياضي من خلال جعلهم قدوة لباقي فرق المنطقة والقارة، لكن وأيضا كاستثمار سياسي ودبلوماسي بعد أن توحدت خلفهم الشعوب العربية، من المحيط إلى الخليج.

ويرى محللون الرياضة الأجانب أن المنتخب المغربي لم يعط درسا في اللعب الجيد وتحقيق النصر فقط وإنما أعطى دروسا للعالم، خاصة الغربي، في القيم والارتباط الأسري.