التنمر الالكتروني.. طرق التصدي له والتخفيف من آثاره الاجتماعية
أصبح للتطور الالكترونى آثاره الواضحة على السلوك الانسانى حيث أصبح معظم الأشخاص يقضون معظم أوقاتهم على التطبيقات الالكترونية المختلفه سواء الهواتف المحمولة او شبكات الانترنت والمنصات الالكترونية وأصبحت هذة المنصات تؤثر فى تشكيل الوعى وصناعه مؤشرات للتنمر أو العنف من خلال الجمل الاخبارية أو البث المباشر
وقد ساهم التقدم الرقمى والانفتاح التكنولوجى فى حاله من التصادم بين بعض الثقافات والتقاليد حتى اصبحت هذة التقنيات الحديثه مصدرا للتنمر والتسليه والتحرش والابتزاز وخلق نوع من العنف بين شرئح المجتمع المختلفة.
وهناك العديد من المسميات لهذة الظاهرة مثل العنف التقنى والتنمر الالكترونى والعنف عبرلوسائل التواصل الاجتماعى وكلها تصف نوعيه من السلوكيات المتكررة التى تاخذ شكل المضايقات او التهديد او الاهانات عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفه وتعجز الضحبه عن الدفاع عن نفسها وفى كثير من الاحيان يكون المعتدى مجهول..أضف إلى ذلك اختراق الخصوصيات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
هذا ويعتبر العنف او التنمر الالكترونى اكثر خطورة من التنمر المجتمعى او التقليدى بسبب عدة عوامل تتتمثل فى الاعتياد عليه من قبل شريحه كبيرة من المجتمع واتساع دائرة الجمهور وصعوبه الوصول للفاعل فنجد انه يمس حياتنا الاجتماعيه والنفسيه مما قد يمثل تهديد مجتمعى على المستوى الفردى والاجتماعى.
ولا يمكن صد هذة الظاهرة المنتشرة الا عن طريق تظافر الجهود من خلال الجهات المعنيه وايضا المجتمع المتمثل فى الاسرة لانها الاساس فى اجراءات المواجه بل الوقايه اولا ضد العنف الالكترونى وذلك من خلال التربيه والتنشئه الاسريه الصحيحه واحتواء الاطفال وجدانيا وعاطفيا والبعد عن اساليب التربيه الخاطئه وتوعيه الاطفال بخطورة تلك السلوكيات وكيفيه التصدى لها ويجب ان يكون هناك اشرافا ابويا مستمرعلى استخدام الاطفال لوسائل التكنولوجا.
وهناك دور هام للمدرسه ايضامن خلال رصد هذة الظواهر وحصرها ومساعدة الطلاب على حلها والتناقش معهم باستمرا للوصول للاسباب التى تدفع الطلاب للعنف الالكترونى وتوضيح مدى خطورته ومدى تاثيرة على العمليه التعليميه والعمل على خلق بيئه مدرسية آمنه وايضا يجب فتح قنوات اتصال مع اولياء الامورومتابعه المنصات التعليميه
وايضا للاعلام دور كبير فى التصدى لهذة الظاهرة من خلال تشديد الرقابه على المحتويات الاعلاميه بحيث يجب ان تخلو من مظاهر العنف بكل صورة واشكاله وعدم الترويج للتنمر الالكترونى او العنف الالكترونى ويجب التفكير المستقبلى فى السلبيات والايجابيات لاى محتوى اعلامى يتم تقديمه للجمهور وابراز الجانب الايجابى للعلاقات الانسانيه والمجتمعيه وعرض برامج توعيه عن العنف الالكترونى واثارة الضارة
وييتطلب التقدم التكنولوجى المتسارع سن قوانين بنفس القوة للتعامل مع هذة الظاهرة وتغليظ العقوبات وتوعيه المجتمع بهذة القوانين وذلك من خلال المسارات القانونيه
ولاننسى المسار الدينى الاهم حيث انه للمؤسسات الدينيه دور كبير وهام فى بناء وتعزيز القيم والاخلاق الدينيه وتنميه الوازع الدينى للحد من التنمر الالكترونى واشكاله وابراز القيم الدينيه السمحه التى تدعوا للتسامح والتعاطف
وعبر كل هذة المسارات يمكن الحد والتقليل من هذة الظاهرة الخطيرة وحمايه الشباب وصغار السن من تبعات التنمر الالكترون