بعد حصدها جائزة إيطالية.. الباحثة منار أحمد أحلم بتحقيق قفزة بالبحث العلمي في مصر
حصلت الباحثة المصرية الشابة، منار أحمد فؤاد، مدرس الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وباحثة الدكتوراة بقسم الكيمياء جامعة ميلانو بإيطاليا، على أفضل عرض تقديمي في المؤتمر الدولي الثالث عشر للكيمياء العضوية الفلزية، كما مثلت مصر وإيطاليا في أكثر من 10 مؤتمرات دولية ومحلية ما بين مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
حاورت الباحثة منار أحمد فؤاد، لتروي تفاصيل أكثر عن الجائزة التي حصلت عليها، وكيف كانت رحلتها مع الكيمياء الفلزية؟ في التقرير التالي .
تقول الدكتورة منار أحمد فؤاد، مدرس الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، "كأي فتاة تقليدية كنت أطمح بالالتحاق بإحدى كليات المجموعة الطبية ولكن لم يكن مجموعي كافيا فوقع اختياري على كلية العلوم؛ و كنت عازمة على التخصص في علم الكيمياء و ذلك لإعجابي الشديد بالعديد من الكيميائيين الذين غيروا التاريخ العلمي و ساهموا بشكل مباشر بمستقبل العلوم الطبيعية فتخصصت في العام الثاني في الكلية بالكيمياء".
وتابعت: "ثم أتاح لي تقديري التراكمي (امتياز مع مرتبة الشرف في خلال العامين الأوائل من دراستي الجامعية) أن أحصل على الدرجة الخاصة في الكيمياء من كلية العلوم جامعة الإسكندرية، و بذلك أكون قد سرت على خطى القدوة العظيمة وأحد خريجي الكلية التي انتمى لها العظيم الراحل الدكتور أحمد زويل والذي يمثل رمز من رموز علم الكيمياء على مستوى العالم وأحد أسباب تعلقي بهذا العلم الشيق من الأساس".
واستطردت: "بعد التخرج التحقت مباشرة ببرنامج الماجستير في الكيمياء في كليتي العزيزة وبعد عام من الدراسة التمهيدية للماجستير بدأت في التطبيق العملي؛ وكان المشروع العلمي للماجستير تحت إشراف أ.د. حميدة عبد الحميد و أ.د. محمد صلاح أيوب وكان عملي عبارة عن تشييد مركبات جديدة شبيهه بالبروتين لم يسبق تحضيرها من قبل باستخدام تفاعل "اوجي" متعدد العناصر و قد كان مجالا جديدا كليا لم يسبق لأحد بجامعة الإسكندرية العمل به ونجحنا بالفعل في تشييد أكثر من 30 مركبا بتلك الاستراتيجية؛ جميع المركبات أظهرت فعالية طبية عالية ضد سرطان الثدي والكبد والدم وتم نشر بحثين دوليين عن رسالة الماجستير".
وذكرت أنها نشرت بالفعل عدة أبحاث جميعها دولية؛ فبعد انتهائيدها من رسالة الماجستير حصلت على منحة من جامعة ميلانو بإيطاليا لاستئناف أبحاثها بالكيمياء وهناك استطاعت الانضمام للمجموعة البحثية الخاصة بالبروفيسور فابيو راجايني والبروفيسور فرانشيسكو فيريتي.
وواصلت حديثها: "عملت منذ ذاك الحين بدراسة مصادر مختلفة لغاز أول أكسيد الكربون ليتم إنتاجه داخل التفاعل بدلا من استخدام الغاز السام مباشرة مما يساهم في زيادة نسبة الأمان داخل معامل الكيمياء؛ ما يسهل ويعمم استخدام هذه المصادر المختلفة لغاز أول أكسيد الكربون كعامل مختزل في تفاعلات تكوين الرابطة ما بين الكربون والنيتروجين لإنتاج مركبات حلقية غير متجانسة كحجر أساس لتشييد العديد من العقاقير الطبية، وكذلك للاستخدام الفعال في مجال الصناعة".
وذكرت أنها استطاعت بفضل الله تعالى نشر عدة أوراق بحثية دولية في هذا المجال وتقديمه في العديد من المؤتمرات العلمية، مضيفة أن العمل لا زال متواصلا من أجل تطوير تلك الاستراتيجية.
وجائزة جامعة كامرينو هي جائزة تمنح لشباب الباحثين المتميزين عن المشاريع الخاصة بهم في مرحلة الدكتوراة حيث تعقد الجامعة مؤتمرا علميا ويقوم الباحثون الشباب بتقديم مشاريع الدكتوراة الخاصة بهم و شرحها بحيث يمكن للجميع فهمها؛ ثم تعقد لجنة علمية دولية متخصصة لاختيار أفضل باحث شاب بناء على عرضه المتميز لأبحاثه ومشروعه العلمي بفترة الدكتوراة.
وتقول عن تتويجها بالجائزة: "بفضل الله تم اختياري كأفضل عرض تقديمي وأفضل باحث دكتوراة وتم منحي جائزة الجامعة لأفضل عرض تقديمي عن مشروعي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بفرع أصيل من فروع الكيمياء و هو الكيمياء العضوية الفلزية، وعلى حد علمي لم يحصل عليها مصري من قبل؛ ولكن قد حصلت عليها باحثة لبنانية منذ عدة سنوات".
ونوهت بأنه يوجد العديد من العلماء المتميزين وذوي العلم الوفير في عالم الكيمياء ولكن سيظل القدوة والمثل الأعلى لكل من دخل كلية العلوم بوجه عام وقسم الكيمياء بشكل خاص هو العالم الجليل الدكتور أحمد زويل، أما عن القدوة النسائية فتظل ماري كوري دائما وأبدا الرمز النسائي الامهر و المتميز، وفق قولها.
وعن دور الأسرة، قالت منار: "لقد كنت محظوظة فكان لدي أبوين مخلصين داعمين واختًا كبرى رائعة داعمة وكانوا ولا زالوا يدفعونني إلى الأمام على الرغم من استثقال فكرة السفر لاستكمال الدراسة في الخارج لكراهيتهم أن تكون ابنتهم الصغرى بعيدة عن أعينهم ولكنهم تجاهلوا كل تلك المشاعر فقط في سبيل أن أحقق ما أحلم به وكانت دعواتهم بأن يوفقني الله و يحفظني هي المصباح الذي ينير طريقي ودربي".
وبسؤالها عن أهدافها المستقبلية، أجابت منار: "في الحقيقة أجد صعوبة في الإجابة و ذلك لأنه لدي الكثير لتحقيقه؛ فلا زال الطريق طويلا جدا حتى أصبح الباحث الذي أتمنى أن أكونه فكل عام يمضي أحاول أن أكون نسخة أفضل من نفسي؛ و لكن أتمنى عند العودة إلى بلادي أجد معمل أبحاث ملائم لتطبيق الأفكار و المكانات التي رأيناها أنا وزملائي بالخارج".
وأكملت: "حلمي أن أجد مكتبا ملائما لأعضاء هيئة التدريس لنستطيع أن نمارس فيه أعباءنا التدريسية؛ فمنذ أن تم هدم مبنى قسم الكيمياء بطريق الحرية (جامعة الإسكندرية) حتى أصبح قسما مهلهلا لا يستطيع الطلاب إيجاد أستاذتهم وعليهم مقابلاتهم في المحاضرات فقط مما جعل الساعات المكتبية التي ينبغي أن يقضيها عضو هيئة التدريس في توجيه طلابه والنقاش معهم و توسيع مدارك أفكارهم شبه مستحيلة الحدوث".
وذكرت أنها تحلم كذلك بالمساهمة في تحقيق قفزة علمية بالبحث العلمي في مصر و إنشاء الجمعية المصرية للكيمياء (Egyptian chemical society) على غرار العديد من النماذج الناجحة في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية ودول شرق آسيا حيث أنشأت كل دول جمعية للكيمياء حققت قفزة في مستوى البحث العلمي في تلك الدول على كل الأصعدة العلمية وليس في مجال الكيمياء فقط حيث تدعم تلك المؤسسات المشاريع المختلفة في قطاعي العلوم الطبيعية و الطبية وأبحاث صديقة البيئة وغيرها من المجالات المختلفة.