شعبان خليفة يكتب : 2023 عام الانكشاف
بعد أن ساد الغموض عالميًّا وإقليميًّا ومحليًّا فى العامين السابقين 2021 و2022 الذى لم يتبق منه سوى أيام قليلة ويسلم رايته لـ2023 ينتقل العالم إلى مرحلة جديدة وهى فى اعتقادى مرحلة الانكشاف على كافة المستويات، فالعالم الآن بات واضحًا فى حالة من الاستقطاب والصراع تحكمه، ويمكن القول إن أحادية القطبية انهارت فعليًّا ولم يعد الدب الروسى أو التنين الصينى أو غضنفر كوريا الشمالية يتحدثون بالمواربة بل صار الأمر على المكشوف ولا يقتصر على التعبير عن حالة الضيق من هيمنة أمريكا بل صار الحديث عن أنها انتهت فعليًّا وإلى غير رجعة.. بينما أمريكا مع أوروبا المترنحة تكتشف كل يوم أن أى محاولة لمعاقبة اللاعبين الكبار الجدد ترتد هجمة مرتدة عليهم لدرجة أن شعوب العم سام والقارة العجوز باتت تتساءل: هل نعاقب روسيا أم نعاقب أنفسنا بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية؟!.
ناهيك عن وضع أمريكى داخلى مرتبك للغاية بالتزامن مع الاستعداد لانتخابات رئاسية فى 2024 سيحكمها ما يسفر عنه الوضع فى 2023 حيث التضخم يواصل افتراسه للمواطنين فى أمريكا كما فى أقل الدول النامية، ولا أحد قادر على كبح جماحه، وربما الأخطر غياب البدائل، حيث الصراع على كرسى الحكم منحصر بين عجوزين هما بايدن وترامب.
إقليميًّا: باتت صورة الإقليم على المكشوف تركيا وإيران والكيان الصهيونى بعد صراع على النفوذ فى الشرق الأوسط بات كل طرف منهم فى دوامة المواجهة الملتهبة سواء فى الداخل كالوضع فى إيران أو على الحدود كما فى تركيا أو فى الاثنين كما فى الكيان الصهيونى.. تراجعت طموحات الجميع بينما تبدو مصر كمرابط على تبة يراقب ما يحدث ويراجع ملفاتها وسط ترقب أيضًا لانتخابات رئاسية فى عام 2024 لا تتضح ملامحها حتى الآن.
وفى الخليج ثمة أمان اقتصادى لا يزال مستمرًّا وإن لم يكن بنفس القدر الذى كان فى العامين السابقين مع فاتورة كورونا وعوامل أخرى ترتبط بالإنفاق على التسليح أحيانًا وعلى النفوذ والمكانة تارة أخرى.
سيكون الاقتصاد فى 2013 هو المحرك والكاشف وربما الفاضح لمصير الدول والزعماء، خاصة التعامل مع التضخم، وآثاره الكارثية على الشعوب التى بدأت تعبر عن ضجرها وعن كونها ضاقت ذرعًا بطول فترة البحث عن حل، والتى لا يلوح فى الأفق أى مؤشر على اقتراب وصولها لخط النهاية فى مباراة عصيبة بين المواطن ولقمة العيش.