النهار
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 10:00 صـ 25 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الصحة تضرب بيدّ من حديد.. وجزاءات بالجملة لضبط العمل بالقطاع وتحسين الرعاية ”طور السكون وتأثيره على القياسات البيولوجية للطفيل” رسالة دكتوراة بزراعة القاهرة القومي للمرأة يضيئ مقره بالقاهرة تزامنا مع إطلاق حملة الـ16 يوم من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة تريزيجيه يشارك في تعادل الريان القطري مع برسبوليس الإيراني بأبطال آسيا كان يستعد للسفر بالملايين.. القبض على مستريح الذهب في قنا قبل هروبه خارج مصر محافظ الفيوم يفتتح فعاليات مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة خبير ائتمان: البنك المركزي اضطر لتثبيت أسعار الفائدة.. وعملية الخفض ستستغرق وقتا «جميعة» يحل أزمة المغتربين عن مراكزهم من أطباء الأسنان بالشرقية المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين تشارك في اجتماع لجنة الدستور الغذائي بجنيف لبحث سبل مواكبة المتغيرات العالمية رئيس البارالمبية الدولية يزور مدينة مصر الأولمبية بالعاصمة الإدارية أيمن الرقب القيادي بحركة فتح لـ«النهار»: اغتيال يحيى السنوار لا يقضي على «حماس» في غزة.. شقيق السنوار المسؤول عن الأسرى في... تغريم مرتضى منصور بتهمة سب وقذف محمد عثمان المستشار القانوني للنادي الأهلي

المحافظات

إشاعات الفيس بوك والحقيقة.. ننشر تفاصيل ما حدث داخل مستشفي قويسنا بالمنوفية (القصة كاملة)

٤٨ ساعة من الأحداث الساخنة شهدتها مستشفي قويسنا بالمنوفية، بعد واقعة اعتداء واضح من «أسرة» على العاملين بالمستشفي، خاصة على طاقم التمريض؛ بالضرب بسلك أسود يُشبه «الكرباج» وصاعق كهربائي يُصدر صوتاً مرتفعاً ظهر واضحاً فى فيديو متداول لتفاصيل واقعة التعدي على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الـ ٤٨ ساعة الماضية، ما آثار حفيظة الجميع، حيث انتشرت الواقعة بمختلف محافظات الجمهورية.. وبدأ الجميع يتسائل عن تفاصيل الواقعة.

«النهار» كان يُتابع بدقة تفاصيل الواقعة والتى حدثت داخل منطقة الطوارئ بالمستشفي، وظهر خلالها فيديو لدخول شخص بصحبة آخر وعدد من السيدات إلى منطقة الطوارئ بمستشفى قويسنا المركزي، ومعهم مصابة بنزيف، وفي لقطات أخرى تظهر مشاهد صادمة لاشتباك بالأحذية وصاعق كهربائي، ما أسفر عن إصابة ٤ ممرضات بإصابات متفرقة، و٣ عاملات، وفرد أمن.


بداية الواقعة.. أين الحقيقة؟

فى البداية، فوجئ العاملين بالمستشفي بأصوات مرتفعة من منطقة الطوارئ من قبل مرافقي أحد المرضي والتى كانت تُعاني من نزيف نتيجة حمل، وبإبلاغ الطبيب المتخصص طلب منهم إجراء «سونار» وبعض التحاليل؛ خاصة أنه كان يُجري عملية جراحية، مؤكداً على ازدحام المستشفي بشكل واضح، إلا أن المصاحب للحالة رفض قرار الطبيب رفضًا قاطعًا، مُشدداً على مناظرة الحالة بشكل فوري وعاجل؛ ما نتج عنه مشاجرة، وتعالت أصوات الجميع، وبدأ «مرافق الحالة» فى سب جميع العاملين بالمستشفي، في نفس الوقت الذي اصطحب فيه التمريض للحالة وإيداعها بسرير في الطوارئ لإجراء السونار والتحاليل المطلوبة حتى تتم مناظرتها، تاركين المشاجرة والأصوات تتعالي من مرافقي الحالة.

وفقًا لشهادة التمريض في المستشفى، أثناء حديثهم لـ «النهار» فإن السيدات المصاحبات للحالة هددن أطقم التمريض في المستشفى بالضرب، وبعدها دخل رجلان لقسم النساء واعتديا على الممرضات بالضرب بأدوات مختلفة، وهو ما ظهر فى «الفيديوهات المنتشرة».


مشاجرة أخري.. الأسرة انتقلت إلى مستشفي شبين التعليمي

بعدها توجهت الأسرة إلى مستشفي شبين الكوم التعليمي، والمفاجأة أن السيناريو بات متكرراً؛ فالعاملين بالمستشفي التعليمي أكدوا تعدي الأسرة بالسب والشتائم على الطاقم الطبي بالمستشفي، وتوجيه تهديد مباشر وصريح، ما أثار حفيظة المتابعين وبدأوا فى التسائل عن هوية هذة الأسرة.

الأمر لم ينتهي بعد داخل مستشفي قويسنا المركزي، وأصبح هناك تطوراً فى الأحداث بشكل سريع، وبدأت شائعات كثيرة فى الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهر مدير المستشفي فى فيديو مع طاقم المستشفى المعتدى عليه وهو يحذرهم من تبعات إصرارهم على متابعة قضية الاعتداء عليهم ويؤكد أنه سيقوم فقط برفع أوراقهم للإدارات المعنية والنيابة، وأن الموضوع سيتحول ويُصبح «محضر أمام محضر»، وأن دوره كمسئول ينتهي في تقديم الأوراق إلى جهات التحقيق، وأي ضرر بعد ذلك يحدث للتمريض هو غير مسئول عنه، مضيفا أنه وقف وأحضر قيادات مديرية الصحة حتى تحرير المحضر «احنا قلبنا الدنيا وجبنا قيادات الوزارة».


رأي وزارة الصحة.. الوزير فى زيارة سريعة للمستشفي

لكن الوزارة كان لها رأي مختلف تمامًا، حيث توجه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، صباح اليوم السبت، إلى مستشفي قويسنا المركزي، لمتابعة تفاصيل الواقعة والوقوف على آخر المستجدات، والتأكيد على أن الوزارة لن تترك حق العاملين بالقطاع الطبي، وتقديراً لدورهم الهام.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير التقى الفريق الطبي بالمستشفى، وتحدث مع طاقم التمريض المعتدى عليهم، واستمع إلى تفاصيل الواقعة.

وأضاف «عبدالغفار» أن الوزير أكد أن التجاوز في حق الفرق الطبية والعاملين بالمنشآت الصحية، أثناء تأدية مهام عملهم، أمر مرفوض تمامًا، مؤكدًا عدم السماح بأي تعد على الفرق الطبية، وبذل قصارى جهده للحفاظ على حقوقهم.

وتابع «عبدالغفار» أن الوزير أكد اتخاذ جميع الإجراءات وفقًا للقانون، وأن الدولة تحافظ على حقوق أبنائها ولن تسمح لأحد بمساس كرامة أي فرد من الفرق الطبية، منوهًا إلى أن مجلس النواب بصدد إصدار قانون المسئولية الطبية والذي سيساهم في إرساء قواعد واضحة للتعامل مع الفرق الطبية، والحفاظ على حقوق المرضى.
ولفت إلى أن الوزير أعرب عن تقديره لفريق هيئة التمريض بمستشفى قويسنا لما يبذلونه من جهد في خدمة المرضى بإخلاص وتفان، رغم الترددات الكبيرة على المستشفى، مشيدًا بحرصهم على استمرار تأدية مهام عملهم على أكمل وجه أثناء وبعد حدوث الواقعة، قائلا: «لا تجعلوا هذه الحوادث الفردية تنال من عزيمتكم وحرصكم على خدمة المريض المصري».

وتابع «عبدالغفار» أن الوزير أكد أن التعدي اللفظي أو الجسدي على أي من العاملين بالمنشآت الطبية غير مقبول وسيتم محاسبة من يتجاوز وفقًا للقانون، موجهًا بتكثيف التواجد الأمني داخل المستشفى، نظرًا للتردد العالي من المواطنين.

ونوه إلى أن الوزير أكد لفريق التمريض بالمستشفى أنه يتابع عن كثب تفاصيل الواقعة منذ حدوثها، والإجراءات المتخذة، وكذلك التحقيقات الجارية في هذا الشأن، مؤكدا حرص الوزارة على حماية حقوقهم.


دوافع الأسرة.. شقيقة زوج المريضة «عاملونا بكل استهتار»

وقالت فاطمة السد العالي، شقيقة زوج المريضة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إحنا جايين نسعف مريضة هنجيب آلات حادة معانا ليه، مستشفى قويسنا بيعامل الناس بكل استهتار ولامبالاة وقلة ذوق، وعادي يقولك ماتموت نعملها إيه، وكل الممرضين زعلانين من رد فعل أهل مريضة بتموت، ويقولوا زميلتنا متضربش، بس عادي واحدة تموت في داهية، ويقلوا أدبهم على ست كبيرة فوق الـ60 سنة، ويمدوا إيدهم عليها وضربوها بالقلم وزقوها ع الأرض على ضهرها".

وأضافت: "علشان الفيديو مش متصور فالناس مش فاهمة حاجة، وطلبنا بتفريغ كاميرات المستشفى، وكله هيوضح، والناس تقولهم الحالة بتنزف وبتموت يردوا بكل برود (نعملكوا إيه مفيش دكاترة دلوقتي)، وللعلم اللي كان بيكلم أهل المريضة بتوع النظافة مش التمريض، وهما اللي ابتدوا بالتعدي على الست الكبيرة، ولولا عيالها كانوا موتوا الست الكبيرة من الضرب، مفيش أى كرباج والله العظيم دا سلك كان مربوط بيه الكرسى".

واستكملت: "المريضة سقطت والله العظيم، وضربوا المريضة وسببوا لها انفصال في المشيمة ودخلت في غيبوبة ودلوقتى في حالة حرجة جدا، عاوزين رد الفعل يبقى عامل إزاي، ولا كان فى كرباج ولا صاعق كهرباء والله العظيم، عمال النظافة هما اللي بيضربوا يجماعة والممرضين والله العظيم".