شعبان خليفة يكتب : أزمة منتصف العمر
من الأزمات الصعبة التى يمر بها الإنسان بعد الأربعين "أزمة منتصف العمر"، فهى فترة تحدث فى تحولات ربما تفوق تحولات فترة المراهقة، والجهل بهذه التحولات يجعلها خطيرة وكفيلة بأن تفسد على الإنسان حياته، بينما المعرفة قد تكون بمثابة طوق نجاة، وهنا يأتى السؤال:
ماذا يحدث فى أزمة منتصف العمر؟
ويتبعه السؤال: كيف يمكن النجاح فى اجتيازها؟
كما يقول علماء النفس فإن أبرز مشاعر هذه الأزمة يتمثل فيما يلى:
- الإحساس باختلال العالم، ويتجلى هذا فى شعورنا بأننا كنا طيبين فيما مضى من العمر بأكثر مما يجب وخدمنا الآخرين بأكثر مما يجب ولم ننل سوى المعاناة والجحود.
- الشعور بأن الرفيق لرحلة العمر لا يمكن الاستناد عليه، فهو فى أفضل حالاته متخلف عنا فى فهم الواقع الذى نعيشه "مش فاهمة يعنى".
- الإحساس بأنك تحارب وحدك، وهذا يبرز بشدة فى غياب الأب والزوج أو الزوجة وغياب أبناء أو عدم برهم إن وجدوا.
- الإحساس بصدمة النجاح، وهى قضية تشير إلى أن المرور بأزمة منتصف العمر يكون حتميًا فحتى الناجحين يبدأون قلقًا متزايدًا وخوفًا من أن يخسروا النجاح مهما كانت صورته ماديًّا أو معنويًّا.
- ضعفنا فى مواجهة المشاكل بتأثير تعاقب الأحزان والآلام حيث نخاف أحيانًا من مواجهة أبنائنا بحقائق تبدو بسيطة، فالمرأة التى فقدت زوجها ومثلها الزوج تجد صعوبة فى إخبار الأبناء بفرصة زواج قد تكون مناسبة لها وكذا الرجل.
النجاح فى اجتياز هذه الأزمة يمكن تلخيصه أيضًا فيما يلى:
- الفضفضة لصديق محل ثقة.
- البحث عن الإيجابيات فى حياتنا.
- تدعيم الأسرة فى هذه المرحلة مهم للغاية.
- حالات نادرة قد تحتاج لاستشارة متخصص.
وفى كل الحالات فإن المعرفة تساهم كثيرًا فى اجتياز مشاكل نفسية عديدة من بينها أزمة منتصف العمر وما يصاحبها من تقلبات فى المشاعر والتفكير والتصرفات.