الناتو: لا توجد مؤشرات على أن سقوط صاروخ ببولندا كان نتيجة هجوم متعمد
صرح سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج اليوم الأربعاء أنه لا توجد مؤشرات على أن سقوط صاروخ في بولندا كان نتيجة هجوم متعمد أو أن روسيا تعد أعمالا عسكرية هجومية ضد الناتو.
وتابع في مؤتمر صحفي نقله تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قائلا "تحليلنا المبدئي يفيد بأن الحادث ربما كان بسبب صاروخ دفاع جوي أوكراني أطلق للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضد هجمات روسيا الصاروخية". وتابع "لكن دعوني أكون واضحا، هذا ليس خطأ أوكرانيا، روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة إذ تستمر في في حربها غير القانونية ضد أوكرانيا".
أضاف سكرتير عام الحلف أن الدول الأعضاء أعربوا خلال لقائهم اليوم عن تعازيهم لسقوط ضحايا بسبب هذا الحادث، وأعربوا عن دعمهم القوي لبولندا كما أوضحوا أن الحلف سيستمر في الدفاع عن حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها. وأضاف "على روسيا أن توقف هذه الحرب التي ليس لها مغزى".
قال ستولتنبرج إنه تحدث الليلة الماضية مع الرئيس البولندي أندريه دودا والرئيس الأمريكي جو بايدن واتفقوا على الحاجة إلى الحفاظ على اليقظة والهدوء والتنسيق عن قرب، وتابع "سنستمر في التشاور ومراقبة الوضع عن قرب. الحلف يقف متحدا وسيقوم دوما بما هو ضروري لحماية والدفاع عن الحلفاء".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الحادثة إحدى أشد اللحظات على الحلف منذ بداية العملية العسكرية، صرح ستولتنبرج بأن الحادث يؤكد أن الحرب تستمر في خلق مواقف خطيرة، مشيرا إلى أن الحادث وقع خلال إطلاق روسيا لموجة من الهجمات الجوية الصاروخية على المدن الأوكرانية ضد بنى تحتية مدنية حيوية وأهداف مدنية وهو في حد ذاته موقف خطر تضاف إليه حدوث عواقب على أراضي الناتو.
أوضح أنه لم يتم الدعوة لاجتماع لأعضاء الحلف وفق المادة 4 وذلك لأنه وفق التحليلات لا توجد دلائل على أن الحادث كان هجوما متعمدا. وتابع أن الحلف يقيم بشكل مستمر وجوده في الجانب الشرقي قد عزز بالفعل وجوده بشكل كبير برا وبحرا وجوا ورفع بشكل كبير من قدرات الدفاع الجوي.
حول ما إذا كان سيتم تمديد مظلة الناتو للدفاع الجوي لتشمل أوكرانيا بهدف حماية بولندا من تكرار حوادث مماثلة، أجاب السكرتير العام أن حلفاء الناتو ليسوا جزءا من الصراع في أوكرانيا، وأن الناتو وحلفاءه يقدمون الدعم لأوكرانيا ويساعدونها في ممارسة حق الدفاع عن نفسها وهو حق مكفول في ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف "أولويتنا الأساسية الآن هي تقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا".
بشأن إذا ما كان سقوط الصاروخ في بولندا يشكك في أنظمة الدفاع الجوي للناتو، قال ستولتنيرج إن الحادث لا يشكك في قدرات أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بالناتو ضد هجمات مماثلة، موضحا أن كون الصاروخ تابع لأنظمة الدفاع الجوي الأوكراني فلم تتوفر فيه مواصفات الهجوم لذا فإنه لا يعني أي شيء فيما يخص الدفاع ضد الهجمات المتعمدة.
حول إذا ما كان يرى دورا للصين في الوساطة أو يرى إمكانية عقد محادثات السلام في المستقبل القريب، صرح بأنه "يجب على الصين بداية أن تدين بوضوح الغزو الروسي لأوكرانيا الذي يعد خرقا واضحا للقانون الدولي وسيادة واستقلال ووحدة أوكرانيا، الصين تتبنى العديد من الروايات الروسية بشأن الحرب وهي روايات غير صحيحة".
تابع أن توقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي عن القتال يعني فوز روسيا وتحقيق أهدافها العسكرية ولن تكون أوكرانيا مستقلة وذات سيادة، ولكن إذا توقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القتال فسيتحقق السلام.
أردف قائلا "من المحتمل أن تنتهي هذه الحرب في مرحلة ما على طاولة المفاوضات ونعرف أن نتائج المفاوضات تعتمد على القوة على الأرض لذا فإن أفضل طريقة لزيادة احتمال وجود حل سلمي تفاوضي هو دعم أوكرانيا بأرض القتال".