وكيل الأزهر: جولات الإمام الطيب الخارجية أحدثت تطورا كبيرا فى مسار حوار الأديان
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن مسيرة الحوار في عهد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أظهرت الرؤية الإسلامية حول قضية الحوار بين الأديان، والتأكيد على قابلية الإسلام من خلال قواعده وسماحته المعهودة على التعايش والتحاور مع غيره من الديانات السماوية الأخرى في جو من الود والصفاء.
وأضاف وكيل الأزهر، خلال تدوينة له على صفحته الشخصية فيسبوك تحت عنوان: الإمام الأكبر ومسيرة الحوار، أننا اليوم في الأزهر الشريف نجنى ثمار جهود الإمام الطيب في تعزيز الحوار، ومِن أهمها: "حوار الشرق والغرب"، وهو المشروع الذي أطلقه فضيلة الإمام الأكبر؛ ليكون النواة الأساسية لمفهوم التعددية والتكامل بين الشرق والغرب، مشددا أن فضيلة الإمام الأكبر لم يرغب أن يكون هذا الطرح الذي يتبناه في مجال الحوار مجرد محاضرات علمية تُلقى في ندوات، وتكون حبيسة الجدران، ولكنه أراد نقل هذا العمل إلى الإطار الحركي الشبابي بهدف بناء أرضية شابة من الشرق والغرب تحمل هذه الشعلة على أمل أن تضيء بها ظلمات المستقبل الغامض.
وأكد الضويني، أن جولات الإمام الطيب إلى العديد من دول العالم أحدثت تطورا كبيرا في مسار الحوار بين الأديان، حيث جاب فضيلته العالم شرقا وغربا، فلم ينته من زيارة إلا وقد أعد لما بعدها في دولة أخرى، هنا يدافع عن قضية وهناك ينهي أزمة، والقاسم المشترك بين هذه الجولات هو الحوار ونشر السلام وتصحيح الأفكار المتطرفة والحفاظ على المجتمعات وبناء الإنسان أيا كان دينه أو معتقده.
وأوضح الضوينى، أن الأزهر الشريف عقد العديد من الملتقيات لتعزيز الحوار وترسيخ التعايش، منها "الملتقى الأول للشباب المسلم المسيحي" بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي، والتي تخللتها ورشُ عملٍ تفاعلية بهدف إذابة الجليد وتحقيق التقارب بين هؤلاء الشباب، كما سارعَ الأزهرُ الشريف، غير مرة، إلى تدشين مؤتمرات عالمية مع قيادات وأعضاء ينتسبون إلى ديانات ومذاهب مختلفة والتي كللت في ختامها بإعلان وثيقة «الأخوة الإنسانية» التاريخية المشتركة بين الأزهر والفاتيكان، ما حدا بالأمم المتحدة أن تعلن يوم توقيع هذه الوثيقة يومًا عالميا للأخوة الإنسانية.
ولفت وكيل الأزهر، أن الفترة الأخيرة شهدت علاقة طيبة وغير مسبوقة بين مؤسسة الأزهر ومؤسسة الفاتيكان؛ نتجَ عنها قمم ثنائية ترأسها فضيلة الإمام وقداسة البابا، وتحدَّث العالمُ أجمع عن أثرها الإيجابي في تحقيق السلم والأمن للعالم شرقاً وغرباً.
وشدد الضويني أن جهود الأزهر الشريف في مَلف حِوار الأديان شملت تَحركاتٍ وخَطوات مؤثرة على الصعيديْن المحلي والدولي، لافتا أن العلاقة بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية تميّزت بالدفء والمودة، وتبادل الشعور الطيّب، والاحترام المتبادل، والمشاطرة في الأفراح والأحزان على مدار السنوات الماضية، كما تنوّعت الأنشطةُ الاجتماعية بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ما بين لقاءات وحوارات ومؤتمرات وندوات وجهود مختلفة في قضايا وهموم وطنية جمعت كِلتا المؤسستيْن تحت سقف بيت العائلة المصرية.
وقبيل ملتقى البحرين للحوار، قدم وكيل الأزهر خالص الشكر إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين لرعايته للملتقى، والذي سينعقد بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، لافتا أن هذه الرعاية تدل على مكانة و حرص مملكة البحرين وتوجهها الاستراتيجي لمد جـسـور الحـوار بـيـن قـادة الأديان والمذاهب ورمـوز الفكر والثقافة والإعلام، وذلك بالتعاون الدائم مـع الأزهـر الشـريف والكنيسة الكاثوليكيَّـة ومجلس حكماء المسلمين وعددٍ من المؤسسات الدوليَّة المعنيَّة بالحوار والتعايش الإنساني.