النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 11:21 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

أوروبا تسعى لاستيراد كميات كبيرة من النفط الروسي قبل حظره

• تستورد أوروبا حاليًّا أكثر من مليون برميل يوميًّا من النفط الروسي، في محاولة لتخزين فائض قبل دخول الحظر المفروض على واردات الخام الروسية إلى حيز التنفيذ.

• تراجعت أسعار النفط في الوقت الحالي؛ بسبب عمليات الإغلاق الجديدة في الصين وتوقعات رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية.

• تخطط مفوضية الاتحاد الأوروبي للحصول على صلاحية تسمح لها بإجبار الشركات على تلبية طلبيات دول الاتحاد خلال أوقات الأزمات.

بعد ثلاثة أشهر من الآن، سيبدأ الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام الروسي، ما يؤدي إلى إغلاق جميع شحنات السلع تقريبًا من روسيا إلى أوروبا. إلا أنه في الوقت الحالي، تستورد أوروبا أكثر من مليون برميل من النفط الخام الروسي يوميًّا، كما كانت تفعل ذلك الشهر الماضي.

في حين أنهم يدينون روسيا؛ بسبب الحرب في أوكرانيا ويؤكدون لناخبيهم علنًا أن العقوبات تؤتي ثمارها، إلا أن السياسيين الأوروبيين وغيرهم لم يصرحوا عن مشترياتهم المستمرة من النفط الروسي.

وتصدر روسيا حوالي 3,32 ملايين برميل من النفط الخام يوميًّا عن طريق البحر، وذلك وفقًا لما أظهرته بيانات وكالة "بلومبرج"، ما يعني أن أوروبا تستورد ثلث تلك الكمية، و يشير هذا إلى عدم حدوث تغيير منذ يونيو الماضي، عندما تمت الموافقة على الحظر، وسيتعين على أوروبا البحث عن موردي نفط بديلين في وقت ترتفع فيه الأسعار.

في الوقت الحالي، تتراجع الأسعار بسبب عمليات الإغلاق الجديدة في الصين وتوقعات رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، ولكن مع تنفيذ الحظر على واردات النفط الروسية، فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار، ولهذا السبب تقوم أوروبا بتخزين النفط الآن.

ولم تقم أوروبا بتخزين النفط فقط، بل تقوم أيضًا بتخزين جميع أنواع الوقود الأحفوري والتي تكون مطلوبة بشكل أكبر وأكثر إلحاحًا في القارة ما كانت عليه منذ سنوات، ورغم ذلك فإن الاتحاد الأوروبي يواصل خطط الحد من الانبعاثات.

وتسعى مفوضية الاتحاد الأوروبي للحصول على صلاحية تسمح لها بإجبار الشركات على تلبية طلبيات دول الاتحاد خلال أوقات الأزمات، حيث صاغت مسودة وثيقة، ستحصل وفقًا لها على صلاحيات، في حال الموافقة عليها، ستطالب الشركات بتخزين الإمدادات وفسخ عقود التسليم من أجل دعم سلاسل التوريد في حالة حدوث أزمة، مثل: جائحة "كورونا".

يرتبط سوق الطاقة كثيرًا بسعر الغاز أكثر من النفط، ومن الجدير بالذكر أن بعض المرافق الأوروبية تحولت من الغاز إلى النفط لتوليد الطاقة عندما ارتفعت أسعار الغاز في وقت سابق من هذا العام، ولم تعد الأسعار إلى وضعها الطبيعي بعد، لذا ما يزال النفط بديلًا عمليًّا لتوليد الطاقة، وفي غضون ثلاثة أشهر، من المتوقع أن تتراجع واردات النفط بمقدار مليون برميل في اليوم ما لم يجد المستوردون بديلًا.

وهناك مصادر بديلة لأوروبا لشراء النفط الخام، فعلى سبيل المثال، سيرحب منتجو النفط في الشرق الأوسط، ببيع نفطهم إلى أوروبا، وكذلك الحال بالنسبة لنيجيريا وأنغولا.