نوردستريم .. روسيا تعلن حرب الغاز عى أوروبا
أغلقت روسيا خط أنابيب الغاز نوردستريم 1 بسبب تسرب النفط في محطة للضخ، وفقا لبيان صادر عن الشركة المشغلة "جازبروم"، وتقول الشركة الروسية التي تديرها الدولة إنه تم اكتشاف العطل في محطة الضخ، بعد إجراء فحص دقيق من قبل الخبراء الذين استعانوا بمختصين من شركة ألمانية تساعد في صيانة خط الأنابيب.
وتزعم شركة جازبروم أن إصلاح تسرب النفط في المحركات الرئيسية ممكن فقط في ورشات العمل المتخصصة، التي قالت روسيا في السابق إن العقوبات الغربية قد أعاقت عملها.
اذا ما هو نورد ستريم 1؟
يمتد خط أنابيب نورد ستريم 1 على عمق 1200 كيلومتر تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب من مدينة سان بطرسبرج، إلى شمال شرق ألمانيا، وقد افتُتح منذ 10 سنوات ويمكنه نقل نحو 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميا كحد أقصى من روسيا إلى ألمانيا.
تمتلك خط نوردستريم وتديره شركة نوردستريم أي جي، والتي تمتلك شركة غازبروم الروسية التابعة للدولة معظم أسهمها.
وكانت ألمانيا قد وافقت أيضا على بناء خط أنابيب موازٍ هو "نورد ستريم 2"لكن توقف العمل به قبل وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا.
وقد أوقفت روسيا بشكل كامل إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط الأنابيب، قائلة إن الإصلاحات ضرورية.
ضرر وقف الغاز
أوروبا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
وعندما أعلنت روسيا عزمها تقليص الإمدادات في يوليو الماضي، ارتفع خلال يوم واحد سعر الجملة للغاز في أوروبا بنسبة 10 في المئة.
وباتت أسعار الغاز الآن أعلى بنحو 450 في المئة مما كانت عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
وقالت كارول نخلة الرئيسة التنفيذية لشركة كريستول إنيرجي للتحليل الاقتصادي، قبل إعلان جازبروم الأخير: "السوق محدودة للغاية في الوقت الحالي لدرجة أن أي انقطاع في الإمدادات قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الغاز".
وأضافت نخلة "هذا يمكن أن يسبب تباطؤا في الاقتصادات الأوروبية وأن يسرع المسار نحو الركود الاقتصادي".
رد الفعل الأوروبي
اتهم الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي روسيا بشن "حرب غاز علنية ضد أوروبا"، وهذا ما أكدته خبيرة الطاقة كيت دوريان، أن "روسيا تستخدم الغاز كسلاح لمحاربة أوروبا بشكل متزايد".
وأضافة أن روسيا تحاول إظهار أنها لا تزال قوة عظمى في مجال الطاقة، ويمكنها الرد بقوة على العقوبات التي فرضتها عليها أوروبا.
قبل غزو روسيا لأوكرانيا، كانت ألمانيا تحصل على 55 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وقد تمكنت من خفض هذه النسبة إلى 35 في المئة وتعهدت بإيقاف الواردات الروسية من الغاز بشكل كامل.
وفي إطار سعيها إلى وقف الاعتماد على الغاز الروسي، حاولت برلين الحصول على إمدادات بديلة من الغاز من كل من النرويج وهولندا.
لكن الأمر لا يبدو سهلا، إذ ينبغي بناء خطوط أنابيب جديدة تمتد من الساحل إلى بقية ألمانيا، الأمر الذي من شأنه أن يستغرق عدة أشهر.
لذلك لا يمكنك التوقف عن الاعتماد على الغاز الروسي كما فعلت ألمانيا، وفي نفس الوقت تغيير مصادر الإمداد
وتحاول إيطاليا وإسبانيا بدورهما استيراد المزيد من الغاز من الجزائر للتعويض عن نقص الغاز الروسي.