النهار
الأحد 29 ديسمبر 2024 01:18 صـ 27 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

وول ستريت جورنال: تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لا تزال تطارد إدارة ”بايدن”

• قلص اتفاق الولايات المتحدة مع حركة "طالبان"عدد القوات الأمريكية، تاركًا "طالبان" في أقوى موقف عسكري منذ عام 2001.

• لا يزال الشعب الأفغاني يتعرض للترهيب والقمع كل يوم، وخصوصًا النساء والفتيات بسبب سيطرة "طالبان" على الحكم.

ذكر تقرير في صحيفة "وول ستريت"، أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" قلل من دور الولايات المتحدة العالمي، وجعل العالم أكثر خطورة، بعدما انسحب من أفغانستان في أغسطس 2021، مشيرًا إلى أن داعمي عملية الانسحاب، لا يمكنهم تجاهل مشاهد الفوضى التى شهدها مطار "كابول".

وأوضح التقرير أنه على نقيض مزاعم البيت الأبيض، أصدر مشرعون جمهوريون في لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب تقريرًا بعنوان "إخفاق استراتيجي: تقييم انسحاب الإدارة من أفغانستان"، أكد أن الحلفاء وكبار القادة العسكريين الأمريكيين قد دعموا انتشارًا مستمرًا لـ2500 جندي أمريكي و6000 من الجنود الحلفاء؛ لتقديم النصائح وشن عمليات مختارة لمكافحة الإرهاب، مستندًا إلى الظروف في أفغانستان.

وتابع التقرير أن "بايدن" قد نفذ عوضًا عن ذلك انسحابًا غير مشروط، حيث لم يكن القرار مدعومًا من الجيش أو الشركاء الذين لم يتشاور معهم "بايدن" بشكل مسبق.

وتطرق التقرير إلى تأكيد الجمهوريين بأن قرار الانسحاب، بصرف النظر عن الظروف الميدانية، دفع إدارة "بايدن" إلى عدم التخطيط بشكل مناسب، أو الاستعداد للانسحاب، ورغم ذلك وصف "بايدن" الانسحاب الفوضوي من أفغانستان -التي سقطت سريعًا في يد حركة "طالبان"- بأنه "نجاح استثنائي" لإدارته.

ونوه التقرير بانتقاد "أدريان واتسون"، الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، لاتفاق الرئيس السابق "دونالد ترامب" مع حركة "طالبان"، واصفة إياه بأنه "اتفاق معيوب"؛ حيث قلص عدد القوات الأمريكية، تاركًا "طالبان" في أقوى موقف عسكري منذ عام 2001، وبالإضافة إلى ذلك لم يقم بأي استعدادات لإجلاء الحلفاء من الأفغان.

وأكد التقرير أن ما وصفه بـ "كارثة بايدن" في أفغانستان، أدت إلى إحباط حلفاء الولايات المتحدة وتشجيع خصومها، وفسر ذلك بأن بإمكان الصين أن تشير إلى الانسحاب الأمريكي كدليل للدول الأخرى على أن "واشنطن" لسيت أهلًا للثقة.

ونوه التقرير بأن "بايدن" لم يستطع الهروب من التداعيات السياسية للانسحاب، ولفت الانتباه إلى أن التأييد لأدائه الرئاسي وصل إلى ذروته في 7 أبريل 2021، وبلغ 55.7% وفقًا لمعدل استطلاعات الرأي لـ"ريل كلير بوليتيكس"، بينما تراجع التأييد إلى 50.1% بحلول 14 أغسطس 2021، وبعد شهر تدنى إلى 45%، ولم يتصاعد التأييد مجددًا؛ حيث حطمت "كارثة أفغانستان" ثقة المواطنين في أدائه، ومع تفشي التضخم، انخفض معدل تأييد "بايدن" إلى 40.6% يوم الأربعاء 17 أغسطس الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أنه حال فاز الجمهوريون بمجلس النواب هذا الخريف، وأصبح "مايكل ماكول" -النائب عن ولاية "تكساس"- رئيسًا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، فسيكونون قادرين على منح تلك الكارثة -التي أمكن تفاديها- الاهتمام الذي تستحقه، خاصة في ظل استمرار تعرض الشعب الأفغاني للترهيب والقمع كل يوم، وخصوصًا النساء والفتيات.