النهار
الخميس 19 سبتمبر 2024 10:55 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

48 ساعة من الاشتباكات وقطع الطرق بين الباعة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
سيناريو تكرر كثيرًا منذ إعلان الرئيس محمد مرسى حملاته ضد الإشغالات والباعة الجائلين بالشوارع، وهو اشتباكات وأحداث عنف بين الباعة الجائلين، الذين يدافعون عن قوت يوهم وبين أفراد الشرطة، الذين ينفذون تعليمات الرئيس ويسعون لتطبيق دولة القانون ورفع المخالفات والإشغالات، لكن هذه المرة راح ضحية هذه الأحداث أحد الباعة إثر إطلاق النيران عليه، وإصابة عدد من أفراد الشرطة.هذا السيناريو بدأ فى الساعات الأولى من يوم أمس الاثنين، عندما توجهت حملة من مديرية الأمن بالتنسيق مع محافظة الجيزة، لرفع الإشغالات من الميدان، وخلال تنفيذ الحملة التعليمات والقيام بعملها، اعترض عملهم عدد من الباعة الذين دافعوا عن بضائعهم رافضين الرحيل ومصادرة الحملة لبضائعهم دون توفير بديل لهم، ومع شدة الاشتباك وقعت أحداث العنف وإطلاق الرصاص.وبعد مرور ساعات تم نقل المصابين إلى المستشفى، حيث قام الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، بزيارتهم بمستشفى الشرطة بالعجوزة، اطمأن خلالها على سلامة ضباط وأفراد الشرطة، الذين أصيبوا فى الاشتباكات أثناء قيام رجال الشرطة بممارسة أعمالهم فى رفع الإشغالات من الميدان.وأكد المحافظ، خلال الزيارة، التى رافقه خلالها اللواء أحمد سالم الناغى، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة، أنه على الرغم من قيام المحافظة بتوفير أماكن وباكيات للباعة الجائلين بالميدان بأماكن ليست بعيدة بناء على طلبهم، إلا أن بعضهم يعاود التواجد فى الميدان، مما يصيب أصحاب المحلات والمشاة بأضرار بالغة، إضافة إلى التأثير السلبى على المظهر الحضارى وإعاقة حركة المرور.وأشار الدكتور على عبد الرحمن إلى أن المحافظة تعالج مشكلة الباعة الجائلين من منظور اجتماعى وبحلول تحافظ على مصادر دخل هؤلاء الباعة، لأن هذا مصدر دخلهم الوحيد.وأبدى المحافظ أسفه الشديد لمثل هذه الأحداث، والتى لا تأتى إلا من أشخاص وأفراد لا يعرفون مصلحة بلدهم ولا يريدون لها الاستقرار، مبديا حزنه لموت أحد المواطنين فى هذه الأحداث.وأكد الدكتور على عبد الرحمن، أنه لا تهاون مطلقًا مع الخارجين عن القانون ولا مع أولئك الذين يحاولون إجهاض أية خطة أو برنامج من شأنه إعادة الاستقرار والأمن للدولة ومواطنيها.وكانت الاشتباكات أسفرت عن إصابة كل من العقيد هشام حسن حامد والمقدم أحمد عبد الكريم على، والرائد هانى حسن خليل، والمجندين أحمد رزق محمد ومحمد نور الدين داخلى ومحمود مازن على حسن، وأمين الشرطة على محمد العزب، والعريف أحمد محمد أحمد، من إدارة شرطة مرافق حى جنوب الجيزة.واليوم، الثلاثاء، قطع المئات من الباعة الجائلين، عقب صلاة المغرب ميدان الجيزة، للمطالبة بالقصاص من قاتلى زميلهم مصطفى على عيد، أحد الباعة الجائلين، الذى لقى مصرعه إثر أحداث واشتباكات العنف بين الطرفين أمس، الاثنين.وطالب الباعة الجائلون بضرورة تواجد اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، وحضورهم الجنازة وتعهده للباعة الجائلين بالقصاص لقاتلى زميلهم.جاء ذلك عقب تأدية المئات من الباعة الجائلين صلاة الجنازة على زميلهم بمسجد الاستقامة، عقب انتهاء إجراءات تشريحه بمشرحة زينهم عصر اليوم.من جانب آخر تشهد شوارع الجامعة والهرم ومراد تكدسا مروريا لانقطاع الطريق، وبعدها بساعات غادر جثمان قتيل أحداث العنف والاشتباكات بين الباعة الجائلين والشرطة الشاب مصطفى على عيد، ميدان الجيزة، وبرفقته عدد من أهله وزملائه الباعة الجائلين متوجهاً إلى مسقط رأسه قرية كحك بمركز إبشواى بمحافظة الفيوم تمهيداً لدفنه.يأتى ذلك بالتزامن مع استمرار المئات من الباعة الجائلين قطع شوارع ميدان الجيزة للمطالبة بالقصاص لدم زميلهم، كما تسبب استمرار قطعهم لشوارع الميدان فى إصابته وشارع جامعة القاهرة والهرم بالتكدس المروى.ودعا عدد من الباعة زملاءهم إلى الاعتصام بالساحة أمام مسجد الاستقامة لرفضهم الاعتصام بالطريق العام بالميدان لعدم تعطيل حركة المرور، وعدم تسميتهم بالبلطجية، وبدأوا بالفعل فى التوافد على ساحة مسجد الاستقامة.وقال أحد الباعة لـاليوم السابع، إن العديد من وسائل الإعلام التى قامت بتغطية أحداث قتل أحد بائعى الفاكهة أساءوا إلى القتيل، الذى لم يتجاوز سنه 16 عاما، مضيفا: أن ما حدث هو أن القتيل سب 3 رجال شرطة أمس، فعاقبه والده فى نفس الوقت وضربه، ولكن لاحقته الشرطة، وأطلقت عليه رصاصًا فأصيب بطلقتين واحدة فى ذراعه والثانية فى جانبه.فى نفس الوقت يتابع بعض الباعة تنظيم حركة المرور أمام مسجد الاستقامة لحين عودتها لطبيعتها.ومع نهاية اليوم، أكد أحمد شعبان، المتحدث باسم الباعة الجائلين بالميدان، أن الباعة فضوا اعتصامهم، وقرروا التجمهر صباح غد، الأربعاء، أمام نيابة جنوب الجيزة لمتابعة التحقيقات فى قضية مقتل زميلهم.