أويل برايس: هل تتمكن مصافي التكرير الأمريكية من زيادة إنتاجها رغم المخاطر؟
• بدأت مصافي التكرير الأمريكية تعمل عند مستويات الاستخدام القصوى بطاقة 95٪، ومع ذلك لن تتمكن من العمل بأمان بسبب موسم الصيف والأعاصير.
• تستجيب المصافي لمطالبات الرئيس الأمريكي "جو بايدن" المستمرة لإنتاج المزيد من البنزين وخفض الأسعار
نشرت مجلة "أويل برايس" تقريرًا جاء فيه أنه رغم تعافي الطلب على النفط في الأسابيع الأخيرة، فقد بدأت مصافي التكرير الأمريكية تعمل عند مستويات الاستخدام القصوى أو بالقرب منها، حيث تُعد مخزونات البترول الأمريكية في أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، كما أن هوامش التكرير مرتفعة للغاية.
وتعمل المصافي بطاقة 95٪ في أعلى مستوياتها منذ ما قبل وباء "كورونا"، ومع ذلك، لن تتمكن المصافي من العمل بأمان حتى مع التشغيل بأقصى طاقة؛ بسبب موسم الصيف وموجات الحر والأعاصير التي قد تزيل بعض السعة من السوق، بالإضافة إلى زيادة الضغط على إمدادات البنزين، والضغط التصاعدي على أسعاره.
وتستجيب المصافي لمطالبات الرئيس الأمريكي "جو بايدن" المستمرة لإنتاج المزيد من البنزين، وخفض الأسعار في المضخة، وتؤكد أنه لم يتبق الكثير من السعة الاحتياطية لتعزيز معدلات الاستخدام دون المساس بالعمليات الآمنة، وهو ما يراه المحللون أيضًا.
كما أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط الخام العالمية، والذي شهد في يونيو أول انخفاض شهري منذ نوفمبر 2021، إلى جانب انخفاض الطلب على البنزين وتزايد المخزونات في الأسبوعين الماضيين، قد ساعدا على تراجُع متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى أقل من 5 دولارات للجالون بحلول يوم 4 يوليو، انخفاضًا من أعلى مستوى قياسي في 14 يونيو 2022.
وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة إجمالي مخزون البنزين المحلي بمقدار 2.6 مليون برميل، ليصل إلى 221.6 مليون برميل. وقد دفعت ديناميكيات العرض والطلب وانخفاض أسعار النفط، الأسعار عند المضخة إلى الانخفاض. ومع استمرار تلك الاتجاهات، من المرجح أن يستمر انخفاض السعر في المضخة.
في سياق مُتصل، أوضح تقرير "أويل برايس" أنه من المُقرر أن يستمر اتجاه إنتاج البنزين المرتفع في المستقبل القريب؛ حيث تعمل المصافي بكامل طاقتها للاستفادة من هوامش التكرير العالية.
وتتوقع "إدارة معلومات الطاقة" الأمريكية أن يصل استخدام مصافي التكرير في أمريكا إلى مستوى متوسط شهري يبلغ 96٪ مرتين هذا الصيف.
لكن يؤكد المحللون أنه مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي، فإن مخاطر الانقطاعات المفاجئة تزداد أيضًا. حيث أكد "روبرت كامبل"، رئيس أبحاث المنتجات النفطية في شركة "إنرجي أسبيكتس" الاستشارية، أن التشغيل بقوة يزيد من الضغط على الوحدة، مما يزيد من خطر الانقطاع غير المخطط له.
ووفقًا لـ "كامبل"، فإن اختبار الحدود العليا لاستخدام المصفاة يمكن أن يضعف وحدات المعالجة بشكل أسرع ويتطلب مزيدًا من التبريد للمعدات، خاصة في الطقس الحار. وفي حالة حدوث ذلك، قد يؤدي الانقطاع المفاجئ في مصفاة هذا الصيف إلى تفاقم أزمة الوقود، حيث سيؤدي إلى خفض المخزونات المنخفضة بالفعل. كما أن هناك موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، وإذا وصل واحد أو أكثر من الأعاصير الكبرى المتوقعة إلى اليابسة على طول ساحل الخليج الأمريكي، حيث يوجد الكثير من طاقة التكرير، فقد تضطر بعض المصافي إلى الإغلاق الوقائي أو قد تكون معرضة لخطر الفيضانات، مما سيؤدي أيضًا إلى تشديد سوق الوقود في الولايات المتحدة الأمريكية.
ختامًا، يؤكد القائمون على الصناعة أن قضية إمدادات النفط الخام العالمية من غير المرجح أن يتم حلها بسرعة، حتى لو توفَّر المزيد من طاقة التكرير.