فايننشال تايمز: ارتفاع جديد في أسعار الطاقة بأوروبا عقب خفض إمدادات الغاز الروسي
• استمرار ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا مدفوعًا بعمليات خفض الإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي، كما أن ضعف البنية التحتية للغاز الطبيعي، والحرب الروسيةــ الأوكرانية، وارتفاع الطلب عليه من أهم أسباب استمرار ارتفاع أسعار الطاقة.
• ارتفاع أسعار طاقة الحمل الأساسي الألمانية المتاحة للعام المقبل، لتصل إلى رقم قياسي غير مسبوق بقيمة (325) يورو لكل ميجا وات ساعة، بمعدل زيادة (13%).
• عجز الميزان التجاري الألماني للمرة الأولى منذ 1991، بقيمة مليار يورو؛ نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة وضعف القطاع الصناعي.
بلغت أسعار الكهرباء في أوروبا مستوًى قياسيًّا جديدًا، نتيجة خفض الإمدادات الروسية عن القارة؛ مما يهدد بإحداث أضرار طويلة الأمد للصناعة والمواطنين، حسبما أشار تقرير لـ (فايننشال تايمز).
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار طاقة الحمل الأساسي الألمانية المتاحة للعام المقبل، لتصل إلى رقم قياسي غير مسبوق بقيمة (325) يورو لكل ميجا وات/الساعة، بمعدل زيادة (13%)، كما شهد الميزان التجاري لألمانيا عجزًا بقيمة مليار يورو لأول مرة منذ عام 1991، كما تضاعفت الأسعار في فرنسا منذ بداية العام لتصل إلى (366) يورو لكل ميجا وات/ ساعة.
وفى السياق نفسه، فإن أسعار الطاقة تتأثر بشكل كبير بأسعار الغاز، والذي بدوره ارتفع إلى أعلى مستوياته خلال أربعة أشهر، كما ارتفع بقيمة أربعة أضعاف عن العام الماضي، وذلك منذ خفض إمدادات الغاز الروسية لأوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع يزداد سوءًا في فرنسا؛ نتيجة وجود مشكلات الصيانة في كثير من المحطات النووية الفرنسية، كما أن الدول المجاورة تزيد من استخدام مخزون الغاز لديها لتوليد الكهرباء لفرنسا في الوقت الذي تسعى فيه القارة للحفاظ على مخزون الغاز؛ خوفًا من تخفيضات إضافية للغاز الروسي.
كما ذكر المقال أنه طبقًا لبيانات وكالة الشبكة الألمانية، فقد وصلت صادرات ألمانيا من الكهرباء إلى فرنسا إلى حجم (600) ألف ميجا وات ساعة في يونيو الماضي، مقارنة بـ(300) ألف ميجاوات ساعة في العام الماضي، كما أن المملكة المتحدة تقوم هي الأخرى بتصدير ما قيمته (10%) من الطلب المحلي على الكهرباء لديها بشكل يومي إلى فرنسا.
وأضاف أحد محللي سوق الطاقة، أن الغاز كان يعاني من نقص الاستثمارات خاصة خلال جائحة "كورونا"، بالإضافة إلى الطلب المتزايد عليه بعد الحرب الروسية ـــ الأوكرانية؛ مما يشير إلى نقص إمدادات الغاز لعام آخر على الأقل، ولكن نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، انخفض الطلب بمعدل (5%) في الأشهر الأربعة الماضية مقارنة بالعام السابق؛ مما قد يدفع المصنِّعين إلى خفض عمليات التصنيع.
كما تتصاعد المخاوف بعد الإعلان عن غلق خط الغاز (نورد ستريم 1) بين روسيا وألمانيا اعتبارًا من 11 يوليو لأعمال الصيانة؛ حيث تزعم روسيا أن العقوبات المفروضة عليها أدت إلى انخفاض التدفقات، ولكن يرى السياسيون الأوروبيون في ذلك ذريعة لقطع مزيد من الإمدادات؛ مما يهدد بانخفاض قيمة الإمداد الحالية التي تصل إلى (40%) بمجرد استئناف عمل خط الأنابيب من جديد.
وفي المقابل، تخطط ألمانيا لتوليد ما يقرب من (10) جيجا وات من الطاقة المتولدة من الفحم، ولكن يرى المحللون أن ارتفاع أسعار الفحم، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الطاقة المتولدة من المحطات النووية الفرنسية، قد يترتب عليه المزيد من الضغوط على سوق الطاقة.