بعد مظاهرات الشرق والغرب.. ليبيون يهددون بـ”عصيان مدني”
هدد متظاهرو العاصمة الليبية طرابلس، اليوم السبت، بالدخول في "عصيان مدني" إذا لم يتم البدء في تنفيذ مطالبهم السياسية والخدمية.
وفي مناطق شرق ليبيا عادت الحياة إلى طبيعتها بعد يوم من احتجاجات، حرق خلالها المتظاهرون في بنغازي والبيضاء الإطارات المطاطية.
وتدور مطالب المحتجين حول التسريع لإجراء الانتخابات الليبية، وتوفير الكهرباء وتعديل سعر رغيف الخبز وإلغاء مقترح رفع الدعم عن البنزين الذي أعلنته حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية.
"بالتريس" مستمرون
تيار بالتريس الشبابي، الذي دعا للاحتجاجات، أكد في بيان له "عزمه مواصلة مشوار التظاهر السلمي حتى آخر رمق إلى حين تحقيق أهدافنا".
وأضاف: "نشكر كل الشباب في ربوع ليبيا الحبيبة الذين لبّوا نداء الوطن وخرجوا نصرة للمواطن البسيط الذي فقد أبسط أساسياته من كهرباء وباقي سبل العيش مع تردي الوضع الاقتصادي والأمني بسبب الفوضى والانقسام السياسي".
وتابع: "لن نرضى بالمساومة أو الاستغلال لتغيير مسار هذه الانتفاضة الشبابية.. لم يعد لدى الشباب رصيد من الصبر تجاه الوضع المتردّي".
ورفض تيار بالتريس "محاولة تسييس تعبيرنا السلمي ومطالبتنا بحقوقنا لتحقيق غايات سياسية قذرة".
وفي حال عدم تلبية مطالبه، هدد التيار بـ"استخدام كافة وسائل التعبير السلمي عن الرأي المتاحة أمامهم بما فيها العصيان المدني التام".
كما طالب "جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية في ليبيا بضرورة احترام حقنا الشرعي المكفول قانونا ووفق المسودة الدستورية في التعبير السلمي والتظاهر"، في إشارة لمحاولات مليشيات الدبيبة في طرابلس تفريق المتظاهرين بعد محاصرتهم لمقر رئاسة الوزراء بطريق السكة.
في هذه الأثناء، بث مقربون من الدبيبة مقطعا مصورا يظهر فيه من محل إقامته متهما من وصفهم بـ"المخربين" بالهجوم عليه بالرصاص في محاولة لاغتياله.
بينما ذكر أحد مرافقيه في المقطع أن عدد الطلقات التي أصابت غرفة الدبيبة "13 رصاصة".
هدوء في الشرق
أما في شرق ليبيا فأكد مراسلو وكالات الأنباء والصحف المحلية والعربية، عودة الحياة إلى طبيعتها بعد يوم من مظاهرات حرق خلالها المتظاهرون في بنغازي والبيضاء الإطارات المطاطية.
ولم تتدخل قوات الأمن في مظاهرات المدن الشرقية، بل عملت على حمايتها في جميع مناطق مدينة بنغازي.
كما آثرت قوات الأمن في طبرق على عدم التدخل رغم تحول المظاهرة هناك لأعمال عنف أدت لاقتحام مقر مجلس النواب في المدينة.
وفي رد فعل منها، اعتبرت المستشارة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، اليوم السبت، أن اقتحام مقر مجلس النواب في طبرق أمر "غير مقبول".
ودعت ويليامز السلطات الليبية إلى الحفاظ على الهدوء والتعامل بمسؤولية تجاه الاحتجاجات.
مواقف رسمية
رسميا، أكدت رئاسة مجلس النواب الليبي، في بيان صحفي على "حق المواطنين في التظاهر السلمي والتعبير عن مطالبهم سلميا.. وهذا ما يكفله لهم الدستور والقانون".
وفي الوقت نفسه، أدانت رئاسة البرلمان "قيام البعض بأعمال تخريب وحرق مقار الدولة والعبث بمقدرات الشعب الليبي وهذه جرائم يُعاقب عليها القانون".
وأشارت إلى أن أعمال التخريب "لا تمثل المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم الشرعية".
وأكدت رئاسة البرلمان أنها "تقدر حجم المعاناة التي يعيشها المواطن في حياته اليومية وحقه المشروع في المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال، وهذا ما يبذل مجلس النواب قصارى جهده لتحقيقه لعودة الأمانة إلى الشعب الليبي صاحب الحق والإرادة في ذلك".
أما المجلس الرئاسي الليبي فقد أصدر بيانا أكد فيه متابعته "الأحداث الأخيرة على كامل التراب الليبي"، موضحا أنه "في حالة انعقاد مستمر ودائم حتى تتحقق إرادة الليبيين في التغيير وإنتاج سلطة منتخبة".
واختتم المجلس الرئاسة بيانه بقوله: "لن نخيب آمال وإرادة شعبنا بالعيش في دولة تنعم بالأمن والاستقرار الدائم".